الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الافتتاحية

"بلدوزر" الـ47 نائباً يحتاج إلى "بلدوزر" حكومي

Time
الاثنين 12 يونيو 2023
View
8
السياسة
لم يكن مُتوقعاً أن يكون اللقاءُ بين النواب، بهذا العدد الكبير، ولذلك لا بد من الاعتراف بأنها بادرة يُبنى عليها، ويُمكن أن تُؤسس لمرحلة جديدة مختلفة عما ألفته البلاد في السنوات الماضية.
قبل كلِّ شيء، يُسجَّل للنائب محمد هايف تنسيقُهُ هذا الاجتماع في ديوانيته ونجاحه في جمع 47 نائباً من مشارب وتوجُّهات مختلفة، كما أن توافقهم على بعض الخطوط العريضة يعتبر إجماعاً، لا بد أن ينسحب على باقي الملفات التي تهمُّ الكويتيين، وتشكيلهم بعض اللجان للمتابعة خطوة موفقة، تحتاج إلى تفعيل في مجلس الأمة من أجل النظر إلى نحو 400 مشروع واقتراح بقانون مركونة في أدراجه منذ سنوات، وتبقى العبرة دائماً بالخواتيم.
هناك الكثير مما ينتظر النواب، سواء في ما يتعلق بالقوانين الشعبوية، أو تلك التي تحتاجها البلاد للنهوض، ومنها الحريات، إذ لا يُعقل أن مواطناً نشر تغريدة ينتقد فيها سلوك مسؤول ما يزج به في السجن خمس سنوات، وبعضهم وصلت الأحكام ضده إلى 40 أو 60 عاماً.
صحيح أن من حق النواب الاتفاق على أسماء الرئيس أو أعضاء مكتب المجلس واللجان، لكن لا بد من العمل على تخليص الكويت من الأزمات التي تسببت بها المرحلة الماضية، إذ لا يعقل منذ 30 عاماً تبقى البلاد تتجاذبها الصراعات، وكل شيء فيها معطل، ومشاريعها فريسة الرشوة ولعبة المصالح الشخصية، فيما تعاني من سوء التعليم.
في هذه المناسبة، حسناً فعل وزير التعليم العالي بمنع اللعب بأرواح الناس من خلال مخرجات ليست بالمستوى المطلوب في تخصصات عدة؛ لأنه لا بد من إعادة الثقة في الصحة، وعدم بقاء النزوح الدائم إلى الخارج من أجل العلاج.
كذلك عدم قبول خريجين يحملون شهادات من الفليبين أو غيرها من الدول التي إما لم يزوروها، وإما لا يتحدثون لغتها، وبعدها يُعيَّنون في أعلى المناصب، فمن استحصل على شهادة مزورة، أو كما تقول العامة "لك عليها" لا يبني دولة؛ لأنَّ "في بطنه ريحاً" تؤرقه، ولهذا سيجمع حولها من هم على شاكلته.
هذه العناوين غيْضٌ من فيْض المُشكلات التي تُعانيها الكويت، المُحتاجة سريعاً إلى البدء بإقرار تشريعات لتنويع مصادر الدخل، وليس الاعتماد على النفط فقط، وبهذا عليها الاقتداء بالدول الخليجية الأخرى التي فتحت أبوابها للمستثمرين؛ كي تُعزِّز دورتها التجارية والاقتصادية، فالسعودية، مثلاً، فيها حالياً نحو 12 مليون مقيم، والإمارات نحو تسعة ملايين، ولم يرعبها العدد الكبير من الوافدين الذين يعملون على تعزيز الدورة المالية، وزيادة القيم المضافة اقتصادياً.
فالعالم يفتح أبوابه للمقيمين والمهاجرين لمزيد من تعزيز الحركة الاقتصادية والاجتماعية، بينما وحدها الكويت تقفل على نفسها وكأنَّ العالم مصاب بالطاعون، ولا يجب التعامل معه.
لذا نسأل: ماذا يضير الكويت أن يكون فيها 20 مليون مقيم يُساهمون بالاقتصاد المحلي، ويبنون الصناعات، كما أننا لم نسمع عن أحد من المُقيمين في الإمارات حين ترك البلد أخذ معه العقار أو البيت الذي ابتاعه للسكن، أو المصنع الذي بناه فيها؟
نعم، أمام النواب الكثير من العمل، ومن الجيد دعوتهم إلى استمرار دور الانعقاد وعدم فضه للإجازة الصيفية، فالكويت تحتاج إلى كل ثانية ودقيقة للخروج من أزماتها، وهذه مهمتهم إذ يستطيعون فرض الأجندة الإصلاحية على الحكومة، والعمل معها في سبيل مصلحة الكويت.
نعود لنؤكد أن هذا الاجتماع بادرة خير، وتسجل للنائب محمد هايف، ونبتهل إلى الله أن يكون النواب على قلب رجل واحد من أجل الإصلاح، وليس المشاغبة وفرض البرامج الشخصية، كما أن الـ"بلدوزر" النيابي هذا يحتاج إلى "بلدوزر" حكومي يواكبه.

أحمد الجارالله
آخر الأخبار