"بلدوزر" مجلس الأمة

د.حمود الحطاب

رغم كل التفاؤل الشعبي بتفكك مراكز القوى السياسية المرتشية وابعادها عن مجلس الامة، والتي كانت تلعب من تحت الطاولات، او حتى من فوقها، بلا حياء ولا مستحى.
رغم كل هذا التفاؤل غير الذكي من الغوغاء الشعبية فإن مقالاتي توحي أني متشائم أو إني حذر مترقب؛ ولست متشائما إن تشاءمت، ومن غير اسباب قوية للتشاؤم.
ولست حذرا مترقبا إن خذرت وانزويت في ركن من طرف الجبل ارقب المعركة على من تدور الدوائر، فتنهب الديار بالناهبين؛ فللخبرة الحياتية دور في اتخاذ الموقف والقرار.
ومصطلح "بلدوزر" على التكتل السياسي الجديد الذي علمتم ورأيتم من اتحاد عدد كبير جدا من الاعضاء، على التضامن والتعاون كما اعلنوا، وهذا اللفظ "بلدوزر" اطلقته جريدة "السياسة" قبل ايام عدة على هذا التكتل، واعجبتني هذه الكلمة، وهذا التشبيه العجيب لهذا التكتل "البلدوزري". لا اعرف عن "البلدوزرات" غير أنها تهدم وتكرف ما أمامها كرفا، وتجتثه من قاعه، وكأنه مكتوب على قفا "البلدوزر": "إحنا سباع وندك القاع". ويلا ورونا يا "بلدوزريين" شلون تدكون جليب الشيوخ وتحيلونها "هايد بارك" وغابات من المسطحات الخضراء لتعطي الصورة الاجمل لعابري الاجواء الكويتية حين تقترب طائراتهم من الهبوط في المطار؛ وما يشيل هالمنطقة المتجذرة غير "بلدوزر". ورونا شلون تكرفون جليب الشيوخ بالتثمين، وتريحون الداخلية من اكبر عبء أمني يواجهها ويشغلها ايما اشغال عما هو اعظم وأكبر؛ وتريحون البلاد من السخرية منها بسبب هذه المنطقة، وموقعها بالقرب من المطار و"استاد جابر"، وجامعة الكويت يا فشلتاه! وتريحون البلاد من اكثر المناطق سوءاً في كل شيء. يلا شغلوا "بلدوزركم" العملاق وشغلوا عقول"البلدوزر" ليوازن التركيبة السكانية، وينتزع السيطرة المفروضة على مفاصل البلاد، ويسلمها للكويتيين الاكفياء. ورونا "بلدوزركم" كيف يعمل في وقف نهب الدولة من الدولة الخفية او الدولة العميقة. وورونا كيف يعمل "بلدوزركم" امنيا في تبني قاعدة عسكرية تركية تكون بمثابة قاعدة امنية سياسية اكثر ما هي عسكرية، تعمل ذاتيا اوتوماتيكيا دون تشغيل عسكري في تحييد الـ"ناتو" اذا غضب، وتمنع شر بعض الجيران الاشرار، وتتعامل بلطف مع الـ"سنتو"؛ فتشابك العلاقات التركية السياسية هو امن في حد ذاته لمن يضع يده في يدها أمنيا على الاقل؛ واهني القرار الكويتي الحكيم بشراء طائرات "البيرقدار" التركية المسيرة وعلى استحياء تم شراؤها. انترس العمود وما قلت شي حق "البلدوزر"؛الله يفكنا من شره.

كاتب كويتي

[email protected]