الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

بلديات المحافظات والغاء المختاريات

Time
السبت 08 يوليو 2023
View
15
السياسة
حسن علي كرم

في احدى المرات كتبتُ مقالة نشرت في جريدة "الوطن" حيث دعوت فيها الى الغاء المختاريات، لكن لا يبدو ان الدعوة قد راقت اصحاب المصالح، وكان من الطبيعي أن انال وابلاً من الطلقات النارية التي لا تميت، لكنها تترك قدراً كبيراً من الاسى.
فهناك البعض الذين يختصرون الوطن بمصالح خاصة، وهو عندهم منصب وجاهي، او طبق حلوة، او شيك على البياض، او رصيد مليوني في البنك.
هؤلاء ان كانوا غير منظورين على صعيد الواقع، لكن لا ينكر وجودهم، فالصلحاء واصحاب النفوس السليمة لا يبيعون انفسهم للصغائر، ولا يبيعون الوطن تحت مذلة الطلب، هؤلاء ان وجدوا، والواقع موجودون على الارض وجود النمل على قطعة حلوى!
نظام المختارية عندما انشأ في الستينات من القرن الماضي، ومع مسايرة النهضة الحديثة، وتنظيم الادارات والمناطق، في تلك الحقبة ربما كان معقولا وجود المختاريات، لكن في هذه الايام ومع وجود الانظمة الحديثة من وسائل الاتصال (صورة وصوت) حتى ان الحكومة باتت تنجز معاملات المواطنين من دون الحاجة للحضور، وهذا بحد ذاته تطور لم يكن ليتحقق لولا وسائل الاتصالات الحديثة الجبارة.
للمختارين مهمة وحيدة حاليا يؤدونها، وهي مراجعة قوائم الناخبين مع بداية كل عام ميلادي جديد، وهذه المهمة باتت لا لزوم لها في ظل الادارات المركزية للاحصاء، والهيئة العامة للبطاقة المدنية، ومراكز المواليد والوفيات، وربط كل تلك الجهات بنظام مركزي موحد، وهذا جعل المختاريات بلا حاجة، بل الوزارات وجودها بلا حاجة، طالما بات المواطن يستطيع انجاز معاملته وهو قابع في منزله.
في بعض الدول المتقدمة، الناخبون لا يتكبدون مراجعة مقرات الانتخاب، بل من خلال جهاز الحاسوب الخاص بهم يتصلون بمركز الانتخاب والادلاء برأيهم، ونحن نريد ان نتقدم، بل علينا ان نتقدم، فحاجتنا اليه ملحة، ويجب ان نلحق بالدول المتقدمة، لان هذا احد الضروريات الوجودية الواجبة.
ان التكنولوجيا الجبارة التي احدثت انقلاباً في السلوك الانساني لم تعد ترفاً، بل ضرورة لا مناص من وجودها، ليس على صعيد الدولة، انما على صعيد الشخصي.
الغاء نظام المختارية، وانشاء نظام بلديات المحافظات هو الوسيلة الاحدث والاكثر ملاءمة لتسهيل الخدمات، وعلى الكويت ان تخرج من قمقم التخلف، فنحن جزء من المجتمع الحضاري، وتخلفنا يكبدنا خسائر ليست مالية فقط، بل حضارية.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار