الخميس 22 مايو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

بمناسبة العفو

Time
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

بمناسبة الحديث عن العفو الذي تفضل به مشكورا اميرنا المفدى، رعاه الله، فقد يكون لنا رأي فيه، لكن حين يتحدث سيد البلاد واميرها، فنحن مع ما يقول ولا نخالف، وليس لنا رأي سوى ما يراه ولي امرنا، سواء اقتنعنا او لم نقتنع، وهذا ما جبلنا عليه وورثناه من الآباء والأجداد، لكن بعد هذا المشوار الطويل الذي اشغل البلاد والعباد وقسم الناس هل استفدنا من الدرس أم أن المهم هو صدور العفو وبعدين يصير خير؟
الذي يجب ان يعرفه الجميع، معارضة او موالاة، ان ليس هناك مرجعية في دولة الكويت سوى مرجعية واحدة هي قيادتنا التاريخية المتمثلة في اميرنا وولي عهده، حفظهما الله، وليس هناك صوت يمكن ان يسمع او يؤثر سوى صوتهما، رعاهما الله، فلا احد استطاع ان «يكسر خشم العنيد ولا يبالي»، ومن حاول كسر خشمه هو وانتهى به الامر مطلوبا للعدالة يبحث عن العفو بأي طريقة كانت.
اما «لن نسمح لك ولن نخضع»، وترديد الخطاب المسخ فقد دفع مرددوه الثمن غاليا جدا، وصل الى حد سحب الجناسي، فهل هناك من لا يزال يتصور انه يستطيع رفع سقف خطاب يلقيه بعد ذلك ولا يحاسب؟
الطامة الكبرى هي ان تلك العقليات المريضة التي كانت مقتنعة ان الكويت سوف تسقط بأيديهم، او ان الكويت على وشك السقوط، او انها سقطت فعلا، متصورين ان بخطاب واحد، ووسط تصفيق جماهيرهم الموهومة التي تصفق ولا تواجه، وبالدعم الخارجي يستطيعون اسقاط الكويت.
الكويت ليست هشه فجذورها ضاربة بأعماق التاريخ، وقيادتها حكيمة حازمة، والنتيجة ان الكويت استمرت اقوى مما كانت، وهم الذين سقطوا وهربوا من تنفيذ أحكام صدرت ضدهم، والادهى والامر انهم هربوا حتى عن جماهيرهم التي غرروا بها، ودفعوا بها لتقع تحت طائلة القانون، وتصدر ضدها احكام قضائية.
نحن هنا لا نتجنى على أحد، فكل ما نقوله موثق، وخطاباتهم كلها مسجلة وموثقة، ولا يستطيع احد انكارها، حتى حشود المصفقين والسائرين في الركاب، موثقة بالاسم، فما الذي استفاده كل هؤلاء المراهنين على سقوط الكويت بأيديهم، هل يتصورون ان الكويت العظيمة التي لم يستطع ابتلاعها طاغية العراق بثالث جيش في العالم يستطيعون هم ابتلاعها بسهولة، خصوصا وان الذي في سدة الحكم «داهية العرب» الذي استطاع تحشيد 42 دولة لتحرير الكويت؟ ما لهم كيف يحكمون؟
قليل من التفكير يجعل الانسان يعرف اين يقف، فتصفيق الجماهير يذهب بنصف عقل الذي يخطب، فيبدأ بتصديق نفسه، وانه قادر على احداث التغيير مع ازدياد حماسة الجماهير الحاضرة، والذين غالبا ما يدفعهم الانتماء القبلي او الحزبي، والمواقف الشخصية، فهم شبه مغيبين ولا يرون الامور بشكل صحيح، اما في حساب الربح والخسارة، فخسارتهم فادحة، وسوف يشعرون بمرارة الخسارة أكثر وأكثر فيما بعد!
حين قال اميرنا الراحل، طيب الله ثراه :»ان الكويت كادت تضيع»، لم يكن يتكلم من فراغ، ولم يكن ليسمح بأن تضيع الكويت حتى لو كلفه ذلك ثمنا باهظا، لكن لم يكن سهلا عليه ان تكون المواجهة بينه، رحمه الله، وبين مجموعة يفترض بها انهم مواطنون كويتيون يتلقون دعما خارجيا، ومن كان يدعمهم انقلبت الموازين ضده، حتى كان يستجدي دعم الامير الراحل والكويت لاخراجه من الوضع الحرج الذي مر فيه، وتحمل الامير الراحل المسؤولية التاريخية كعادته!
...وللحديث بقية...زين.

[email protected]
آخر الأخبار