الأولى
بن الصغير لـ "السياسة": الكويت محطة رئيسية في التشاور للقمة العربية
السبت 02 مارس 2019
5
السياسة
حوار - شوقي محمود:أكد سفير تونس لدى البلاد أحمد بن الصغير ان الكويت محطة رئيسية في التشاور للقمة العربية المقبلة التي ستستضيفها بلاده نهاية شهر مارس الجاري، مشيرا الى ايفاد الرئيس الباجي السبسي لمبعوثين خاصين لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في شهري سبتمبر ويناير الماضيين، وهذا لم يحدث مع اي دولة اخرى، ويندرج ذلك في اطار الحرص التونسي على التنسيق مع القيادة الكويتية.واشار في حوار خاص لـ "السياسة" الى تطلع تونس لاستقبال سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ضيفا مبجلا على أخيه الرئيس السبسي للمشاركة في القمة العربية، لافتا الى ان السياسة الكويتية تتسم بالحكمة والاتزان ولم الشمل بجانب ديبلوماسية العمل الانساني، كما تحرص تونس على ان تكون "هذه القمة للتوافق بين الدول العربية في ظل المستجدات التي تشهدها المنطقة والوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات والاستماع الى تطلعات الشعوب العربية نحو المزيد من التضامن والتكافل".ولفت الى زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح لتونس حيث استقبله الرئيس السبسي الذي اشاد بالدعم الكويتي للاقتصاد ولمسار الانتقال الديمقراطي، مشيرا الى ان هذه الزيارة في هذا التوقيت تأتي ضمن الديناميكية المتجددة للعلاقات الثنائية بين البلدين التي تسيرها نحو 50 اتفاقية في شتى المجالات مع التوسع عسكريا واقتصاديا في ظل حرص مشترك للتغلب على العوائق لزيادة حجم التبادل التجاري الذي لا يرقى الى مستوى الطموح.واشاد بالدور الرائد الذي يقوم به مجلس التعاون التونسي الكويتي برئاسة فهد المعجل وفتحي الحشيشة في تقوية الاستثمارات حيث من المنتظر عقد المنتدى الاستثماري الأول في الكويت خلال الربع الثاني من العام الحالي بحضور حكومي ورجال الاعمال من البلدين، فضلا عن زيارة لوفد كويتي من الشركات الى تونس خلال الاسابيع المقبلة لبحث اطر التعاون والشراكة وفيما يلي تفاصيل الحوار:* دور فاعل للكويت في لمِّ الشمل العربي والدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية* السفير التونسي أكد أن السياسة الكويتية تتسم بالحكمة والاتزان وأن بلاده تتطلع لاستقبال الأمير نهاية الجاري* السبسي اشاد بالدعم الاقتصادي الكويتي ولمسار الانتقال الديمقراطي في تونس* 50 اتفاقية تعزز العلاقات وتوسع أطر التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية* حرص مشترك على زيادة التبادل التجاري ودور رائد لمجلس "التعاون"* 350 مليون دولار حجم الاستثمارات الكويتية في تونس ونقدر استمرارهاشهدت العلاقات الكويتية التونسية في الفترة الأخيرة نمواً وازدهاراً وتكثيف الاتصالات بين كبار المسؤولين في البلدين، هل من توضيح أكثر؟في البداية انتهز فرصة الأعياد الوطنية الكويتية لارفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الى الكويت أميراً وحكومة وشعبا، واريد أن اشيد بما تحقق في الكويت خلال السنوات الاخيرة من انجازات رائدة على مختلف المستويات وخصوصا المشاريع الكبرى على غرار جسر جابر والمستشفيات الكبرى فضلا عن الانشطة الثقافية التي يقوم بها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي.وقبل الحديث عن العلاقات نتحدث عن السياسية الخارجية الكويتية التي اسسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد التي "مكنت الكويت من ان تصبح لها مكانة اقليمية ودولية من خلال الحكمة والاتزان في السياسة بجانب ديبلوماسية العمل الإنساني التي اصبحت ركيزة من ركائز الكويت في الخارج وأمنت لها شعاعا في مختلف المحافل العالمية".وبالعودة الى السؤال، اتفق مع ما طرحته من النمو والازدهار في العلاقات بين الكويت وتونس وترجم ذلك في التنسيق بين البلدين بدعوة الرئيس الباجي السبسي لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لحضور القمة العربية التي ستستضيفها تونس في دورتها الـ 30 في نهاية الشهر الجاري وذلك من خلال ايفاد مبعوثين خاصين لسموه منذ سبتمبر ويناير الماضيين وهذا لم يحدث مع اي دولة اخرى، ويندرج ذلك في اطار الحرص التونسي على التشاور والتنسيق مع القيادة الكويتية.ماذا عن زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح الى تونس مؤخراً؟تندرج هذه الزيارة في هذا التوقيت ضمن الديناميكية المتجددة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وكانت مناسبة لاستقبال الرئيس التونسي للشيخ ناصر الصباح حيث اشاد الرئيس السبسي بالدعم الكويتي لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس، بالاضافة إلى الدعم الاقتصادي، كما كانت مناسبة لاطلاع الشيخ ناصر الصباح على استعدادات تونس للقمة العربية المقبلة وتطلعها لاستقبال سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد اخاً عزيزاً على أخيه الرئيس السبسي وضيفا مبجلاً في تونس. تعاون متنامٍ إذا تحدثنا بالتفصيل عما شهده التعاون التونسي مؤخراً فأين نجد هذا التعاون؟هناك حرص مشترك من البلدين على الرقي بالعلاقات وتفعيل الاتفاقيات المبرمة التي تزيد عن 50 اتفاقية في مختلف مجالات التعاون الثنائي، حيث بعد انقطاع دام 6 سنوات عقدت اللجنة الفنية التجارية المشتركة دورتها السادسة في تونس في شهر سبتمبر الماضي وتم خلالها بحث معمق بشأن مجالات التعاون والاتفاق على اعطائها دفعة جديدة. كما عقدت اللجنة العسكرية المشتركة دورتها التأسيسية في تونس في شهر أغسطس الماضي تفعيلاً للاتفاقية المبرمة بمناسبة زيارة الرئيس السبسي للكويت في عام 2016، وخلال الأيام القليلة الماضية حضر وفد تونسي لتفعيل الأنشطة في مجالات عدة مثل تبادل التجارب في الخدمة العسكرية وغيرها. ولكن المستوى التجاري بين البلدين أقل من مستوى الطموح... لماذا؟اتفق معك في هذا الطرح حيث لا يتجاوز المستوى التجاري الـ 50 مليون دولار سنويا، وقد سجل ارتفاعا طفيفا خلال السنة الماضية، إلا انه يبقى دون مستوى الامكانات المتاحة في البلدين، ومع وجود عوائق موضوعية على غرار غياب خط جوي مباشر، إلا ان هناك المزيد من الجهود المبذولة للتواجد التونسي في السوق الكويتي، وبالعكس حيث من المنتظر ان تشهد الاسابيع المقبلة زيارة وفد كويتي من الشركات إلى تونس لبحث اطر التعاون والشراكة.الاستثمارات الكويتية كم يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في تونس، وهل مازالت على قوتها الاقتصادية كما كانت سابقا؟لا استطيع الجزم برقم محدد لهذه الاستثمارات وان كانت تبلغ تقريبا نحو 350 مليون دولار في مجالات مختلفة مثل السياحة والصناعات الغذائية والكهربائية وتكنولوجيا المعلومات وبعض المحافظ الاستثمارية في البورصة وهذه الاستثمارات موزعة بين القطاعين الحكومي والخاص، وهي مرشحة للزيادة خصوصا بعد اعلان بعض الشركات الكبرى نيتها للاستثمار في تونس حيث التقي رؤساء شركات كويتية مع كبار المسؤولين التونسيين لبحث التعاون بين الجانبين. وهنا لابد من الاشارة الى دور "مجلس التعاون التونسي الكويتي" برئاسة فهد المعجل وفتحي الحشيشة في زيادة الاستثمارات، حيث من المنتظر عقد المنتدى الاستثماري الأول في الكويت خلال الربع الثاني من العام الحالي بحضور حكومي وكبار رجال الأعمال من الجانبيين. وهذه مناسبة لاشيد بالموقف الكويتي الذي راهن على تونس من خلال بقاء الاستثمارات في الفترة التي تلت الثورة التونسية. استعدادات القمة بلا شك، القمة العربية التي تستضيفها تونس تأتي في ظل ظروف غير عادية في الوطن العربي، فما استعدادات تونس لانجاحها؟هذه الاستعدادات بدأت منذ قمة الظهران العام الماضي واعلان تونس انطلاقا مع مسؤولياتها العربية احتضان الدورة الـ 30 بعد اعتذار البحرين لاستضافتها، ومن هنا تواصلت التحضيرات داخل تونس بانشاء لجنتين تختص الاولى بالترتيب اللوجيستي والثانية بمضامين القمة، بجانب التشاور والتنسيق مع الدول العربية وخصوصا السعودية الرئيس الحالي للقمة فضلا عن أمانة جامعة الدول العربية. وكانت الكويت محطة رئيسية في التنسيق والتشاور حول القضايا المدرجة على القمة العربية المقبلة وذلك منذ شهر سبتمبر الماضي من خلال اللقاء الذي جمع بين وزيري الخارجية في البلدين في القاهرة على هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، والذي توج بايفاد الرئيس السبسي مبعوثه الخاص إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. ولا يخفى على الجميع دور الكويت في لم الشمل العربي والموضوعات التي تطرح داخل القمم العربية فضلا عن دورها في مجلس الأمن كعضو عربي وحيد يحمل عبء الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.وتحرص تونس على ان تكون القمة العربية المقبلة للتوافق بين الدول العربية في ظل المستجدات التي تشهدها المنطقة والوقوف صفا واحداً في مواجهة التحديات، وان تستمع الى تطلعات الشعوب العربية الى مزيد من التضامن والتكافل. مكافحة الإرهاب ما سر نجاح تونس في مكافحة الإرهاب؟بالاضافة الى المقاربة الامنية تم اعتماد ستراتيجية وطنية متكاملة لاستصال آفة الارهاب وخصوصا فيما يتعلق بمواجهة الفكر المتطرف العنيف من خلال العمل التوعوي ونشر ثقافة الوسطية، بالاضافة الى ضبط الحدود وخاصة الشرقية منها.وبالرغم من تحقيق انجازات على الأرض، إلا ان الحرب على الارهاب مازالت مستمرة وتتطلب المزيد من الامكانيات وخصوصا التنسيق والتشاور على المستوى الاقليمي والدولي للقضاء على الإرهاب.لن تنفرد تونس بدعوة سورية للقمةذكر السفير بن الصغير ان اجتماعات القمة العربية في دورتها الـ 30 ستكون على مستوى القادة في 31 مارس الجاري يسبق ذلك لقاءات مجلس وزراء الخارجية في 29 من الشهر نفسه، وقبل ذلك بيوم واحد يلتئم المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري.في حين يعقد اجتماع لكبار المسؤولين والمندوبين الدائمين في يومي 26 و 27 مارس.وأضاف "فيما يتعلق بجدول اعمال القمة سيحدد في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية في 6 الجاري، لافتا إلى أن جدول الأعمال يتضمن القضايا العربية الراهنة وفيما مقدمتها القضية الفلسطينية الى جانب الاوضاع في ليبيا واليمن وسورية وغيرها فضلا عن موضوعات تتعلق بالتضامن العربي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية.وعن دعوة الدولة المضيفة للقمة السورية اشار بن الصغير الى ان هذا الموضوع يرجع الى قادة الدول العربية ولا تنفرد به تونس وحدها باعتبار ان تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية جاء بناء على قرار عربي في عام 2011.ولفت الى عقد فعاليات ثقافية موازية للقمة بمشاركة البلدان العربية كافة وبحضور الآلاف من المدعوين.ذكرى الاستقلال تدفع تونس لمواجهة التحدياتقال السفير بن الصغير أن بلاده تحتفل في 18 الجاري بالذكرى الـ 63 لعيد الاستقلال التونسي، مضيفا أن هذه ذكرى عزيزة لاستلهام المعاني والدلالات العميقة للتضحيات التي قدمها الشعب التونسي لنيل استقلاله في العام 1956.واشار الى ان هذه المناسبة تدفع تونس الى العمل على ترسيخ مسار انتقالها الديمقراطي ومواجهة التحديات الاقتصادية ولاسيما في ظل ما ينتظره الشعب التونسي من هذه الثورة وفي آفق الاستحقاقات الانتخابية التي ستجري في اكتوبر وديسمبر المقبلين لانتخاب مجلس نواب الشعب ورئيس الجمهورية.