400 مليون دولار من "الصندوق" لتمويل مشروعات تنموية و250 مليونا لتوفير الاحتياطات الإنسانيةالسلال الرمضانية الكويتية وزِّعت على النازحين والأسر الفقيرة في مختلف المحافظات اليمنيةالميليشيات الحوثية تستولي على أغلب المساعدات الإنسانية لصالح عناصر جماعتها بشهادة المنظمات الدوليةكتب - شوقي محمود:
أكد سفير اليمن لدى البلاد البروفيسور علي منصور بن سفاع ان الدعم الكويتي لليمنيين ليس غريبا عليهم، ولا يقتصر على الإغاثة الطارئة التي فرضتها ظروف الحرب، ولكنه ارتبط منذ عقود عدة بدعم المشاريع التنموية والبنية التحتية خصوصا في الصحة والتعليم والطرقات والجامعات ومختلف المجالات الأخرى. وذكر بن سفاع في تصريح الى "السياسة" انه في خضم الأزمة اليمنية وظروف الحرب الحالية فإن الكويت لم تغفل البعد الإنساني في اليمن، حيث التزمت بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية سخية عبر منظمات الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية الكويتية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني في هذه الظروف الأليمة التي يمر بها. وأوضح ان الكويت بادرت ببرامج تنموية عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بما يزيد عن 40 مليون دولار لتمويل مشروعات تنموية في اليمن، وعلى الرغم من إن الأزمة الحالية أدت إلى وقف عمل تلك البرامج، الا أنه تم استئناف العمل بالعديد من المشروعات التنموية الممولة من قبل الصناديق المختلفة، وهذا ما يعكس الدور الكويتي المساند لليمن ليس فقط في الأزمة الحالية، وإنما على مر العصور. ولفت إلى ان الصناديق التمويلية للمشروعات باليمن استمرت في عملياتها الا فترات قصيرة، وتم استئناف العمل مرة أخرى، ومن المرتقب أيضاً ان يكون للكويت ومؤسساتها التمويلية الدور الكبير ضمن جهود المجتمع الدولي في اعادة الاعمار وخصوصا بناء البنى التحتية وكل ما دمرته الحرب وذلك بعد استقرار الأوضاع.وتطرق بن سفاع الى العمل الخيري والإنساني الكويتي المقدم الى الشعب اليمني مؤكداً أنه يتسارع بصورة مكثفة وتنافسية شديدة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية وحتى الأفراد، وقد تجلى ذلك خلال شهر رمضان الفائت حيث تركزت المساعدات التي قدمتها الموسسات الكويتية في اليمن من حيث توزيع السلال الغذائية من قبل جمعية الهلال الأحمر الكويتي واستفادت منها اعداد هائلة من النازحين والأسر الفقيرة من مختلف المحافظات اليمنية. واضاف وكلنا يعلم ان تلك الجهود الإغاثية تأتي منسجمة مع التوجه الإنساني للكويت أميراً وحكومة وشعباً في مد يد العون لاشقائهم في اليمن والوقوف معهم في السراء والضراء، وتؤازرهم وتساندهم من خلال العمل الخيري في صمت ودون آي مآرب سياسية أو توجهات إيديولوجية، المهم إغاثة الشعب الذي طحنته الأزمة وشردته ظروف الحرب، وتجلى ذلك في إعلان الكويت امام مؤتمر الاستجابة الإنسانية لليمن الذي عقد في جنيف، عن تخصيص 250 مليون دولار استجابة للمناشدة التي اطلقتها الأمم المتحدة لتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني. وتحدث البروفيسور بن سفاع عن نهب الميليشيات الحوثية للمساعدات الإنسانية الدولية المقدمة للشعب اليمني، فأوضح انه على الرغم من حجم التدخل الإنساني للمنظمات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، الا أن أغلب هذه المساعدات بشهادة المنظمات نفسها، تضل طريقها الى المحتاجين وتذهب إلى عناصر هذه الجماعة واتباعها، وقدمت اللجنة العليا للإغاثة وثائق وتقارير تفصيلية لفريق الخبراء والمنظمات الدولية توضح وتؤكد نهب الميليشيات الحوثية للعملية الإغاثية وإعاقة عمل المنظمات. وأوضح ان ميليشيات الحوثي قامت بعد اتفاق السويد بوضع عدد من العراقيل امام المنظمات الإنسانية والفرق الميدانية التابعة لها، حيث منعت 120 موظفا امميا من الوصول الى مخازن برنامج الغذاء العالمي التي تحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لما يقارب 7٫3 مليون شخص واحتجزت 20 موظفا تابعين لوكالة التعاون التقني والتنمية الفرنسية ومنعتهم من المغادرة من مديرية بني قيس بمحافظة حجة وصادرت جوازاتهم لمدة اسبوع كامل، اضافة الى منع وفد برنامج الغذاء العالمي من زيارة محافظتي تعز والضالع للاطلاع على الوضع الانساني. واشار الى ان من أبرز المحافظات التي يتم فيها الانتهاكات الحوثية بالنسبة للمساعدات الانسانية هي الحديدة، حجة، إب، صنعاء وصعدة، وهذا ما أكده المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في الاحاطة التي قدمها الى مجلس الأمن في 17 يونيو الماضي، من ان الحوثيين يمنعون "البرنامج" من اطعام الجوعى في اليمن ويتلاعبون بالمساعدات ولا يحترمون الاتفاقيات التي وقعوها مع برنامج الغذاء العالمي، وان 60 في المئة من المستفيدين في مدينة صنعاء افادوا بعدم تلقيهم أي مساعدات، وكذلك 33 في المئة ممن شاركوا في الاستبيان من محافظة صعدة. ولفت بن سفاع الى ان التقرير الصادر عن وزارة حقوق الانسان اليمنية يوثق انتهاكات صارخة لميليشيا الحوثي خلال الفترة من 1 يونيو 2018 الى 31 مايو الماضي ضد الشعب اليمني.