المحلية
بن سفاع لـ"السياسة": الرسالة الأميرية للرئيس هادي دعمٌ للشرعية اليمنية
الأحد 06 يونيو 2021
5
السياسة
حوار- شوقي محمود:من الكويت مرورا بمسقط إلى الرياض، شهدت الأزمة اليمنية تحركات ديبلوماسية مكثفة خلال الايام القليلة الماضية، على امل التوصل إلى انفراجة قريبة لاتفاق بين الاطراف اليمنية.واكد السفير اليمني لدى الكويت البروفيسور علي بن سفاع، في حوار خص به "السياسة " اهمية الرسالة التي بعث بها سمو امير البلاد الشيخ نواف الأحمد عبر مبعوثه وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اول من امس، للتأكيد على استمرار دعم الحكومة الشرعية وتجديد ترحيب الكويت باستضافة الاطراف اليمنية عند التوقيع النهائي لحل الأزمة. ولفت إلى ان السياسة الكويتية المتوازنة والمقبولة من كل الاطراف المؤثرة في الازمة اليمنية يساهم في التوصل إلى اتفاق، مشيرا الى استضافة الكويت للمفوضات اليمنية لمدة 90 يوما وقرب التوصل الى حل ولكن ذلك اصطدم بالتعنت الحوثي ومن خلفه الايادي الإيرانية، مؤكدا الثقة اليمنية من السعي الحثيث للسلطنة لإيجاد حل للازمة. وشدد بن سفاع على ان الحكومة الشرعية اليمنية لم تكن يوما اداة بيد جهات خارجية ولديها مرونة في التفاوض بعكس الطرف الحوثي ومن خلفه ايران التي لايعنيها حياة الشعب اليمني. وفيما يلي التفاصيل: * سياسة الكويت المقبولة من جميع المؤثرين تسهم في التوصل إلى اتفاق بين اليمنيين* مساعي ومقاربات الأزمة اليمنية أضاعها أعداء الأمة بتفجير الوضع في فلسطين وغزة * التصريحات " التشاؤمية " للمبعوث الأممي تنطلق من استمرار التعنت الحوثي * الحكومة الشرعية ليست أداة بيد جهات خارجية ولديها مرونة في التفاوض* عُمان في موقف يؤهلها للتوسط بين الأطراف المتنازعة ونثق بها وبالثوابت العربية* الهجمات الحوثية على السعودية تأتي تنفيذاً للستراتيجية العدائية لنظام الملالي في إيران* إيران لا يعنيها حياة الشعب اليمني أو موته وتسعى إلى تحقيق مخططاتها التوسعية* الحكومة الشرعية لا تفرّق بين جميع المناطق في توزيع المساعدات والمشتقات النفطيةنبدأ الحوار من رسالة سمو الامير الشيخ نواف الأحمد إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فماذا تقول؟ استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي اول من امس وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.احمد الناصر والوفد المرافق له، حيث سلمه رسالة خطية من سمو الامير سمو الشيخ نواف الأحمد، مجدداً تأكيد موقف الكويت الثابت تجاه اليمن ودعمها ومساندتها ومؤازرتها في مختلف المواقف والظروف.وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات بين البلدين والشعبين، وأوجه التعاون الاخوي في شتى المجالات والفرص الداعمة لتطويرها، إلى جانب استعراض التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها فيما يتصل بأوضاع اليمن وبحث فرص السلام والوئام الممكنة بما يعزز الأمن والاستقرار المنشود لليمن والمنطقة بصورة عامة.واكد الرئيس هادي على عمق العلاقات الاخوية المميزة التي تربط اليمن بأشقائها في الكويت في مختلف المراحل والمواقف والظروف والمجسدة للحمة الواحدة في وجه المخاطر والتحديات التي تتربص بأمتنا العربية قاطبة، مؤكداً موقفه الدائم نحو السلام والحوار ووقف الحرب وتنسيق المواقف والجهود مع الكويت، السباقة دوماً في دعمها للحوار والتنمية والسلام.وأكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد الناصر، عمق العلاقات الاخوية بين البلدين، والتأكيد على دعم الكويت لليمن وقيادته الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ومرجعيات الحوار والسلام والقرارات الأممية ذات الصلة حتى تحقيق تطلعات الشعب اليمني في الامن والسلام والاستقرار، انطلاقاً من روابط الأخوة والمصير المشترك التي تجمع البلدين، لافتاً الى دعم الكويت للمبادرة السعودية لإحلال السلام في اليمن والتي قوبلت بإجماع وترحيب دولي لما فيه مصلحة الشعب اليمني.هل رشحت معلومات اخرى؟يمكن القول ايضا إن الرسالة تأتي في اطار استمرار الكويت في بذل كل جهودها الرامية الى احلال السلام في اليمن، واستضافة الكويت للاطراف اليمنية لمدة 90 يوماً لإنهاء الازمة ولكن اصطدم ذلك بالموقف الحوثي المتعنت ومن خلفه الايادي الإيرانية. والرسالة الكويتية في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به الازمة اليمنية، تأكيد جديد على أن الكويت تمد يدها لتقديم كل ما تستطيع لحل هذه الإشكالية واستثمار العلاقة المتوازنة والمقبولة من كل الأطراف المؤثرة في الازمة اليمنية. واحتوت الرسالة ايضا على ان الكويت ترحب باستضافة الاطراف اليمنية عند التوقيع على الاتفاق النهائي لحل الأزمة، وهذا ما أكدته الكويت مراراً وتكراراً وتعيده اليوم كالتزام قدمته منذ سنين.تواصل مستمر*ما مدى اطلاع الحكومة الكويتية من خلالكم كسفير لليمن لدى الكويت على آخر مستجدات الأزمة اليمنية؟هناك ثمة تواصل على أعلى المستويات ؛ بين الديوان الأميري بالكويت ومؤسسة الرئاسة اليمنية، ووزارتي الخارجية في البلدين. فهناك تنسيق مستمر حول مختلف القضايا و تجسد ذلك في دعم الكويت الواضح لمواقف الحكومة الشرعية اليمنية في الأمم المتحدة و المحافل الدولية.و من خلال الفعاليات الدولية الي يحضرها وزير خارجية الكويت تجد الأزمة اليمنية من الأولويات الخاصة لديه. كما أن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية اليمني د. أحمد عوض بن مبارك -الذي أجرى مقابلة حصرية مع جريدة" السياسة " - قد وضعت جملة من الأسس و المعايير للتواصل و التنسيق فيما يتعلق بكل القضايا الدولية و كذلك الحال بالنسبة للمستجدات التي تظهر بين الحين و الآخر.ونحن في البعثة الديبلوماسية على تواصل مستمر مع الاخوة بوزارة الخارجية الكويتية و الجهات ذات العلاقة و نطلعهم على كل جديد الى جانب تواصلهم المباشر مع الحكومة اليمنية و مؤسسة الرئاسة.والواقع فإن الكويت ممثلة بقيادتها السياسية تسعى جاهدة و بصدق لحل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية التي تؤمن للشعب اليمني الحياة الكريمة المستقرة. الاهتمام العالمي هل تراجع الاهتمام العالمي بالأزمة اليمنية خلال الفترة الأخيرة في ظل تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ؟تلك آلية متعارف عليها بين الدول الفاعلة في العالم، فعندما يكون هناك ثمة انفراجة في أزمة أو مشكلة قائمة، فيتم تحريك أدواتها لإحداث انفجار في بؤرة جديدة في المحيط العربي و المنطقة الأمر الذي على أساسه يتوجه الاعلام والاهتمام من قبل الهيئات الديبلوماسية لتلك الأحداث الجديدة، و يتم الاهمال المتعمد وهكذا.وما هو حاصل أنه كانت هناك مساع ومقاربات فيما يتعلق بالأزمة اليمنية إلا أن اعداء الأمة اتجهوا الى تفجير الوضع في الأراضي الفلسطينية و تدمير غزة، ومن يعتقد أن حل أي مشكلة عربية سيأتي من الخارج فهو واهم. المبعوث الأمميهناك تصريحات تشاؤمية للمبعوث الأممي حول التوصل الى اتفاق.هل من تفسيرات أو حقائق ؟عندما يشعر الانقلابيون أن هناك ثمة متغيرات دولية و ثمة تعديلا لقرارات اتخذتها الادارة الأميركية السابقة كتصنيف الحوثيين كمنظمة ارهابية والتماهي مع السياسة الايرانية والبحث عن قواسم مشتركة مع الإدارة الأميركية، وتلك المعطيات تمنح الانقلابيين شعوراً بالنشوة وتدفعهم للتعامل من موقع المنتصر، الأمر الذي يؤدي الى عدم انصياعهم للحلول المقترحة وما حصل ايضاً في المبادرة السعودية الأخيرة، دليل قاطع على أن هناك ثمة ايادي خفية دفعت بتلك المواقف التي من شأنها تزيد من تعنت الحوثي. المبعوث الأميركيهل تعتقدون أن المبعوث الأميركي قادر على تقديم جديد بالنسبة للأزمة اليمنية في الوقت الحاضر، و ما مدى التنسيق الأميركي مع الأطراف اليمنية و العمانية ؟تطالب الحكومة الشرعية دائماً الادارة الأميركية والفاعلين الدوليين بالضغط على الحوثيين للانصياع لصوت العقل و الجلوس على طاولة المفاوضات وفقا للمرجعيات المتعارف عليها و اذا وُجدت النية الصادقة لدى الأميركان في حل تلك الاشكالية فإن لديهم من الأدوات التي يمكن ان يضغطوا بها على تلك العصابة للانصياع الى القرارات الدولية ذات الصلة و العودة الى الحل السياسي بعيدا عن الحل العسكري و ما تلاحظونه من الهجمة الشرسة و الضحايا من اليمنيين و الأطفال بالتحديد الذين يزج بهم الحوثي في محرقة الحرب في مأرب، و آخر تواصل لزعيم العصابة و المبعوث الأممي غريفيث ظهرت فيه نبرة التعالي و الثقة و عدم الاعتراف بالآخر، وبالتالي نقول إن أي مبعوث لا تكون لديه ادوات فاعلة للضغط على الحوثي وعصابته لن تكون لمساعيه أية نتائج. الحكومة الشرعية وافقت و قدمت جملة من التنازلات في مختلف المنعطفات بهدف الحفاظ على الدم اليمني و من منطلق مسؤوليتها عن كل افراد الشعب اليمني، و لم تكن الحكومة الشرعية في يوم من الأيام اداة بيد جهات خارجية، الأمر الذي يمنحها المرونة في التفاوض و تقديم التنازلات، بيد أن الطرف الآخر لا يمتلك قرار الحرب والسلام، قرار الأمن و الاستقرار، وقرار الدمار بيد ايران التي لا يهمها ولا يعنيها حياة الشعب اليمني او موته تريد فقط تنفيذ ستراتجيتها التي هي في واقع الأمر قائمة على التناقض أو الصراعات أو حسابات تحملها الستراتيجية الفارسية ضد الأمة العربية.اما فيما يتعلق بالتنسيق الاميركي مع سلطنة عمان، نقول ان عمان دولة فاعلة في المنطقة و لها حضور دولي واضح، و يعتقد الأميركان ان لديها من الوسائل والأدوات التي يمكن بها أن تؤثر على موقف الحوثيين، وسلطنة عمان وضعت نفسها في موقف يؤهلها للتوسط بين الأطراف المتنازعة، و نحن نثق بها وبالثوابت العربية التي تنطلق منها وسعيها الحثيث في حل الأزمة اليمنية. اتهامات باطلةهناك من يتهم الحكومة الشرعية بعدم السماح بدخول المساعدات وخاصة المشتقات النفطية الى مناطق سيطرة الحوثيين و اقتصارها على مناطق الشرعية، فما ردك؟هذا الاعاء لا اساس له من الصحة فكما ذكرت لك ان الحكومة الشرعية هي المسؤولة عن جميع افراد الشعب اليمني، و من منطلق هذه المسؤولية تأخذ على عاتقها التنسيق الدائم و العمل على ادخال المساعدات الانسانية الى جميع مناطق اليمن. وطبقا لآخر تقرير صدر عن المجلس الاقتصادي الأعلى الذي تضمن مؤشرات تدفق الوقود الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين خلال الفترة من 1 ابريل الى 3 مايو 2021 على ان كميات الوقود التي تم توزيعها للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بلغ 65% من اجمالي الكميات في جميع مناطق اليمن و هي كمية تغطي الاستخدام المدني و الانساني خلال هذه الفترة ودخلت عبر ميناء الحديدة و كذلك المنافذ الأخرى.كما انه في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة اليمنية التزامها بضمان وصول امدادات الوقود المناسبة لجميع المواطنين خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية فانها تطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بممارسة مزيد من الضغوطات على الميليشيات الحوثية للكف عن المتاجرة السياسية بالمعاناة الانسانية والامتناع عن وضع العوائق أمام تدفق الوقود عبر الطرق البرية، و كذلك الضغط على هذه الميليشيات للقبول بتوريد رسوم هذه الشحنات وفقا للاتفاق مع المبعوث الخاص و لضمان سداد رواتب موظفي القطاع العام في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. السعوديةتتوالى الهجمات الحوثية الصاروخية على السعودية من خلال مساعدات اقليمية، ألم يحن الوقت لوقف هذه الاعتداءات السافرة؟التصريحات العدائية تجاه السعودية من قبل الحوثيين هي تنفيذ للستراتيجية العدائية لنظام الملالي في ايران وهؤلاء اداة لا غير، فعندما يتم الضغط على ايران و مواجهتها بتلك التصريحات، والدفع باتجاه العودة الى الحوار السياسي حول اي خلافات نستطيع ان نقول ان تلك الهجمات ستتوقف.