بن سلمان في الكويت خلال أيام ضمن جولة خليجية تبدأ غداً

* ماكرون وبن سلمان هاتفا ميقاتي: التزام "فرنسي- سعودي" بمساعدة الشعب اللبناني
* ماكرون: لا اتفاق نووياً جديداً مع إيران دون مشاركة السعودية واستبعادها في 2015 كان خطأً جسيماً

بيروت، الرياض، عواصم - وكالات: فيما أكدت مصادر ديبلوماسية خليجية في الرياض، أنَّ وليَّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيبدأ غداً الاثنين جولة "خليجية"، يزور خلالها الكويت، قبيل قمة قادة التعاون الخليجي، التي تحتضنها الرياض 14 الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، عن "مبادرة فرنسية- سعودية" لمعالجة الأزمة الخليجية مع لبنان.
وكشف -ماكرون في مؤتمر صحافي عقب انتهاء زيارة استغرقت يوماً واحداً إلى السعودية- عن اتصال قام به وولي العهد السعودي الأمير بن سلمان، معاً، برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مؤكداً أنَّ "هناك التزاماً فرنسياً سعودياً بمساعدة الشعب اللبناني".
وقال: "قطعنا التزامات للبنان لدعم الإصلاحات وإخراجه من الأزمة والحفاظ على سيادته"، مؤكداً أنه "حصل على تعهُّد من السعودية بأن تلعب دوراً اقتصادياً في لبنان عندما تنفذ الحكومة اللبنانية الإصلاحات المطلوبة".
وأضاف: "نريد بذل كل الجهود لكي يتم إعادة فتح الاقتصاد والتبادلات التجارية لصالح لبنان، وسأجري غداً -اليوم- اتصالاً هاتفياً بالرئيس ميشال عون"، موضحاً أن "الأمير محمد بن سلمان أبلغه بأنه تم الأخذ بعين الاعتبار مطالب السعودية المتعلقة بتهريب المخدرات من لبنان، وموضوع استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي".
وأوضح ماكرون أنه "اقترح إشراك حلفاء منهم السعودية في محادثات إقليمية"، مؤكداً أنه لا يمكن مُعالجة ملف إيران النووي دون معالجة ملف استقرار المنطقة.
ووصف الرئيس الفرنسي استبعاد السعودية من مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران (5+1) في العام 2015 بـ"الخطأ الجسيم"، وقال: "لا اتفاق نووياً جديداً مع ‎إيران دون وجود ‎السعودية"، مؤكداً أن استبعادها في 2015 "كان خطأ جسيماً".
في غضون ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية أنَّ الأمير محمد بن سلمان، سيبدأ غداً الاثنين جولة رسمية في دول مجلس التعاون الخليجي، لتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس الست في جميع المجالات.
وأوضح مصدر خليجي أنَّ من أبرز الموضوعات على جدول أعمال جولة ولي العهد السعودي، "التعامل بشكلٍ جديٍّ وفعّال مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكلِّ مكوناته وتداعياته، وبما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مع التأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، إضافة إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، والتطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والوضع في سورية وليبيا ومستجدات القضية الفلسطينية".
وذكر المصدر أن بن سلمان سيستهل جولته -التي تستغرق خمسة أيام وهي الأولى له بعد القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا في يناير الماضي- بزيارة سلطنة عمان، ثم البحرين وقطر والإمارات والكويت.
وينتظر أن تشهد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطنة افتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين، بطول 800 كيلومتر وهو منفذ الربع الخالي.
وأوضح المصدر أن محادثات بن سلمان في بقية دول المجلس "ستركز على توحيد المواقف تجاه مختلف القضايا السياسية الإقليمية والدولية، وانتهاج سياسة الاعتماد على الذات الخليجية في مواجهة أي تقلبات لمواقف دولية، وبما ينسجم ومصالح دول المجلس والدفع بالشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب وفق رؤية المملكة 2030 ".
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الاتصال مع الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خطوة مهمة لعودة العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية.
وقال ميقاتي في تغريدة على "تويتر" مساء أمس: "أودُّ أن أشكر الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي على شهادتهما الصادقة تجاه لبنان، وأريد أن أؤكد التزام حكومتي بالوفاء بالتزاماتها الإصلاحية".