أعلن المنسق العام لمبادرة "معلمون متطوعون" بدر بن غيث أنهم اجروا دراسة لمعرفة أسباب لجوء الطلبة للدروس الخصوصية والتي باتت عبئاً مادياً ومعنوياً على كاهل الأسر وجاءت النتيجة الصادمة بأن 81 في المئة من الطلبة في الكويت يلجأون لها ومن جميع المراحل الدراسية حتى الجامعية.وقال بن غيث وهو معلم ورئيس قسم التاريخ والجغرافيا في إحدى المدارس الثانوية لـ "كونا" أمس: إن مبادرة (معلمون متطوعون) جاءت من أجل خدمة الطلاب والطالبات عبر تكاتف مجموعة من المعلمين والمعلمات إذ تقوم بتنظيم مراجعات دورية قبيل الامتحانات النهائية وامتحانات الدور الثاني للطلبة من الصف الخامس حتى الثاني عشر وفي جميع المواد الدراسية. وأضاف أن فكرة المبادرة انطلقت في العام 2017، موضحاً أنه تلقى آنذاك رسالة عبر حسابه الشخصي في أحد مواقع التواصل الاجتماعي من ولية أمر طالبة تعاني من مرض السرطان طلبت فيها تقديم المساعدة بتقديم الدروس الخصوصية لابنتها غير القادرة على الانتظام في الدروس المدرسية ورغبتها الشديدة في اجتياز الامتحان النهائي رغما عن المرض. وأوضح أن هذا النداء جعله يفكر مليا في أن يقدم مراجعة شاملة للمادة للطالبة ومن يحتاجون إلى تلك المساعدة وكان عددهم 12 طالبا إلا أنه واجه مشكلة اختيار المكان المناسب لتقديم الدرس ما جعله يطرح فكرته عبر تغريدة في موقع (تويتر) حيث تواصل معي 70 معلماً ومعلمة من جميع التخصصات والمراحل الدراسية وتمكنت المبادرة في عامها الأول من خدمة 188 طالباً وطالبة بفريق من 33 معلما ومعلمة بدعم من مشروع (خذ بيدي) الخيري المنبثق من ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان الذي فتح أبواب وقاعات مجمع (بروميناد) ليكون مقرا وحاضنة للمبادرة وهذا مكنهم لاحقا من خدمة 899 طالبا وطالبة بمساعدة 44 معلماً متطوعاً. من جانبها أكدت المعلمة المتطوعة شهد المسفر - تدرس مادة الاجتماعيات للمرحلة المتوسطة - أن هذه المبادرة أتاحت للمعلمين فرصة لممارسة حب العطاء وخدمة المجتمع.
وقالت معلمة التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة لطيفة الكندري: إنها أحبت فكرة التطوع ضمن فريق المبادرة كون التطوع يشعرها بالسعادة الحقيقية والرضا والسلام الداخلي ورغبة منها في أن تكون معلمة "مؤثرة". وأوضحت مسؤولة العلاقات العامة والتواصل الاجتماعي في المبادرة ألطاف الحنو أنها تطوعت ضمن المبادرة منذ بداياتها الأولى على الرغم من أنها متخصصة في المحاسبة وبعيدة تماما عن المجال التعليمي.أما المتطوع حبيب جلال وهو من بنين ويعمل معلما للغة الإنكليزية في إحدى المدارس الثانوية فقال: إن قناعته بفكرة المبادرة جعلته ينضم اليها لمساعدة الطلاب والطالبات على تحسين أدائهم.وأشارت دينا سامي وهي معلمة رياضيات للمرحلة الابتدائية من مصر إلى أن انضمامها للمبادرة جاء من إيمانها الكامل بأن نشر العلم رسالة وهدف يجب أن يحمله كل معلم حقيقي.