طلال السعيدصرفت الحكومة للمواضيع الساخنة وصفة "بنادول"، وهو دواء مسكن يسكن الوجع ولا يعالجه، لكنه علاج مريح مأمون العواقب في كل الأحوال. وما أن تعود الحكومة بشكلها الحالي، أو بتغيير بسيط الا ويعود التأزيم من جديد مهما طالت فترة تشكيل الحكومة، او قلت العطلة القسرية للاعضاء، خصوصا اننا نعرف ان حل المجلس غير وارد نهائيا في الفترة الحالية، فالشارع الكويتي يقف حاليا الى جانب المجلس بعد أن نجح الاعضاء الجدد باستمالته الى جانبهم، وعجزت الحكومة عن احتوائه لاسباب كثيرة ليس المجال هنا لذكرها، لكنها لا تخفى على كل مراقب. حتى الآن ليس هناك خبر أكيد عن التشكيلة الحكومية الجديدة، وما اذا كان هناك رئيس جديد سيكلف ام يمضي قدما الرئيس نفسه ويواجه المجلس الذي يعلم علم اليقين أن هناك مواجهة مقبلة، أو استجوابات وليس استجوابا، واوراق عدم تعاون جاهزة للتوقيع، وهذا الامر ليس سرا، بل هذا ما صرح به الاعضاء الذين ينتظرون عودة الحكومة بفارغ الصبر، فبعضهم بعجلة من امره لتحقيق وعود انتخابية يتصور أن نجاحه مرتبط فيها! واضح جداً أن التوافق لن يتم بين رئيس الحكومة الحالي وغالبية الاعضاء، لذلك مطلوب من شخصية اخرى قوية ومؤثرة، وقادرة، مطلوب منها أن تتدخل لتقريب وجهات النظر، وبالتالي تساعد على اتخاذ القرار السليم الذي يمنع الصدامات المقبلة، ويضمن التعاون بين السلطتين، الذي نص عليه الدستور بشكل صريح، هذا طبعا اذا كان هناك تمسك بالرئيس الحالي واصرار على اعادة تكليفه من جديد!أما إذا كان التكليف اتجه ناحية رئيس جديد فهو وقدرته على التفاهم مع اعضاء المجلس الحالي قبل تشكيل حكومته، اما الحلول "البندولية" التي تتداول هذه الايام فانها لا تبني بلدا ولا تجنب البلدان الصدامات السياسية التي ليست في مصلحة البلاد والعباد... زين.
[email protected]