الأربعاء 25 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"بني قينقاع" ... انتصار لكرامة المسلمات

Time
الثلاثاء 28 أبريل 2020
View
5
السياسة
غزوات الرسول

إعداد – إيمان مهران:


بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة واستحالة الحياة بمكة المكرمة بسبب إيذاء قريش المستمر للمسلمين ، وبعد الاستقرار النفسي الذي حققه المسلمون، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التعرف على المدن والقبائل المجاورة وكذلك الطرق التي تؤدي إلى قريش وغيرها من المدن المحيطة ، من أجل إرساء مفهوم الدين الإسلامي ونشرة لدى تلك القبائل المجاورة ، فكانت هذه هي الرسالة والعقيدة التي أمر الله بها رسوله الكريم.


بنو قينقاع هي إحدى قبائل اليهود التى كانت تعيش بالمدينة مع المسلمين، لكنها كانت تعيش في عزلة وكراهية بسبب أفعالها ونقضها مواثيق الرسول والاستهزاء الدائم به وبحديثه وبالصحابة وقول ما لا يليق بالدين الإسلامي، ولم تكف أبدا عن مؤامراتها ومكرها، فاتخذ الرسول منها موقف التريث والسكون، وبخاصة أنه كان يسكن في المدينة ثلاث قبائل لليهود، قبيلة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، وجميعهم دأب على السخرية من حديث الرسول والإسلام، بجانب اعتيادهم نقض الميثاق. بعد انتصارات المسلمين التي بدأوا في تحقيقها، أصبح للإسلام دولة قوية، وللمسلمين شأن ومكانة بين القبائل والمدن، فقرر الرسول أن يجمع قبائل اليهود، ومنهم قبيلة بني قينقاع وإقامة معاهدة تنص بعدم الغدر والخيانة، وذكرهم بمصير قريش في بدر وانتصاراته عليهم، إلا أنهم أصروا مستكبرين وأخبروا الرسول بأنه اغتر بنفسه لأنه قاتل قريش فهم أقل خبرة في أمور الحروب منهم ولا يعرفون فنون القتال مثلهم، وأكدوا أن الرسول لو قاتلهم سيعرف وقتها أنه لم يلاق مثلهم، كانت في هذه الردود مخالفة صريحة لبنود العهد وتصريحهم بالنية في القتال وإقامة الحرب بينهم وبين المسلمين، فأصبحوا يهددونه ويتوعدونه، وكانت أول الجماعات اليهودية إعلانا لهذه العداوة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يمنع الصحابة قدر المستطاع من التصادم معهم والدخول في جدال أو عراك فيما بينهم، مؤكدا لهم بأن اليهود دائما يخالفون ويسيئون الأدب مع الأنبياء ومع الله، وظل الأمر كذلك حتى ذلك اليوم الذي شهد واقعة مريرة كانت سببا في وقوع غزوة بني قينقاع، عندما قصدت امرأة مسلمة زوجة أحد المسلمين الأنصار أحد محال صاغة اليهود لشراء حلي لها، حاول البعض الاستهزاء منها فربط طرف ثوبها بحجابها فتكشفت المرأة حين وقفت، فشاهد رجل مسلم هذه الواقعة فهاجم اليهودى فقتله، فاجتمع وتكاثر اليهود عليه فقتلوه.
أثارت هذه الواقعة غضب الرسول، فأمر بحشد جنوده ومحاصرة يهود قبيلة بنى قينقاع بالمدينة 15 ليلة كاملة، بقيادة الصحابي محمد بن عبد الله، لذلك سميت بغزوة بني قينقاع، التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة وذلك لرد كرامة الدين الاسلامي ورد كرامة نساء الإسلام الذين أخذوا يهينوهن ولم يراعوا حديث الرسول إليهم.
توقفت جميع أنواع التجارة لليهود في المدينة، من بيع وشراء ورعاية للممتلكات في أيام حصار المسلمين لليهود، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينوي محاربة هذه القبيلة، فقد حاول البعض من المنافقين الذين يظهرون إسلامهم وفي الباطن هم أولياء لليهود، التوسط لدى الرسول، ومنهم حليف اليهود عبد الله بن أبي سلول الذي أخذ يجادل الرسول، ويشفع لهم لديه، لأنه كان يخشاهم ويخشى خسارتهم والتجارة معهم أكثر من حرصه على رضاء رسول الله، لكن الرسول رفض جميع المحاولات حتى خضعوا لأوامره وحكمه الذي تمثل في إجلاء قبيلة بني قينقاع بأكلمها من المدينة، وكان عددهم 700 رجل، رحلوا شمالا إلى الشام دون أموالهم ولا أسلحتهم ولا مصوغاتهم، فكان عقاب غدر وخيانة اليهود الطرد من المدينة وترك الخيبة وراءهم.
آخر الأخبار