اليهود... في السينما المصريةالحلقة التاسعةامتاز المجتمعُ المصريُّ حتى أربعينات القرن الماضي، بالتنوُّع الدينيّ والثَّقافي، ولم يكن مُستغرباً أن يعيش المُسلم إلى جانب المسيحي واليهودي في سلام، وينصهر الجميع في بوتقة واحدة. ألقى هذا التنوُّع بظلاله على السينما المصرية، التي لم تخلُ من النُّجوم اليهود، إلّا أنَّ احتلال فلسطين، وقيام إسرائيل والصراع العربي معها، وما ارتبط به من حروب بينها وبين مصر منذ العام 1948 حتى العام 1973، كانت بمثابة الصَّدع بين يهود مصر وبقية الشعب.شهدت فترة الخمسينات والستينات وجود مجموعة كبيرة من الجواسيس اليهود المصريين، الذين عملوا لصالح العدو الإسرائيلي، وكان مُعظمهم من نجوم الفن والمُجتمع، وهاجر كثيرٌ منهم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة وأوروبا، ورغم ذلك كانت هناك مواقفُ وطنيَّة مُشرِّفة للآخرين منهم، إذ رفضوا مغادرة مصر، وظلّوا فيها حتى وفاتهم.في حلقات "اليهود في السينما"، التي تنشرها "السياسة"، نُسلِّط الضَّوء على نُخبة من مشاهير الفن، الذين كانوا من أصل يهودي، وعلى ما قدَّموه في رحلتهم مع الفنِّ والحياة.
نشأت في عائلة مُتشددة تعتبر الفنَّ من الخطايا لكنها تمرَّدت عليهابدأت رحلتها مع التمثيل في فرقة فاطمة رشدي المسرحيةتوغو مزراحي أول مَنْ قدَّمها في السينما مع "شالوم الترجمان" ناصَرَت الصهيونية وتزوَّجت مليونيراً عجوزاً وهاجرت لأرض الميعادشكَّلت ثنائياً كوميدياً ناجحاً مع علي الكسار في أفلام عدة القاهرة - آية ياسر:كان اليهود في مصر يُشكِّلون طائفةً قويةً، حتى مطلع عقد الخمسينات من القرن الماضي، إذ بلغ عددهم نحو 90 ألف نسمة، وسيطروا على المهن الاقتصادية وقطاعات لامعة تُحقق الشهرة خصوصاً المسرح والسينما، واشتهر منهم فنانون وأدباء ورجال أعمال وتجار، وظلَّ الوضع كذلك حتى نكبة فلسطين في العام 1948 وبدء الصراع العربي - الإسرائيلي، وفضيحة "لافون" والعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، لتغيّر الأحداث السياسية المتتابعة بعدها حياة الطائفة اليهودية بشكل كامل، لاسيما المشاهير منهم، الذين اختار بعضهم الانحياز لبلده الأم وبقي القليل منهم في مصر لم يبرحها حتى وفاته، كما أنَّ بعضهم اعتنق الإسلام طواعية، وبقي البعض الآخر على ديانته اليهودية.في المقابل، سلك فريق آخر طرق الجاسوسية والتخابر أو الهجرة إلى إسرائيل وأظهر العداء الواضح لمصر والعرب جميعاً؛ حيث خرج اليهود من مصر في الخمسينات بصورة كثيفة وعبر موجات هجرة منظمة إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وكان من هذا الفريق الفنانة المصرية اليهودية هنريت كوهين، الشهيرة فنيا باسم بهيجة المهدي، التي كانت تعدُّ واحدة من أولئك المشاهير اليهود الذين خانوا أوطانهم، وارتموا في أحضان الصهيونية، مهاجرين إلى أرض الميعاد."حريدية"في 8 أغسطس 1911، ولدت هنريت كوهين، في محافظة الإسكندرية، لوالد كان يعتبر من أغنى اليهود في مصر، كما كان ينتمي إلى أسرة يهودية "حريدية"، وهي الطائفة اليهودية الأكثر تشدداً، حيث تتبنى التفاسير الأكثر غلواً في التراث الديني، ويتشدد أفرادها في أداء العبادات والطقوس اليهودية، وعلى ذلك لم تكن طفولة هنريت تشبه مثيلاتها في المجتمع المصري؛ لكونها ولدت لأسرة حريدية، نشأت بينهم فوجدتهم يرتدون مثل بقية أفراد طائفتهم، المعطف الأسود الطويل والقبعة السوداء التي يضيفون لها "الطاليت"، وهو شال الصلاة والطقوس الدينية اليهودية. كما تفتحت عينيها فوجدت نفسها وسط رجال العائلة الذين يطلقون لحاهم لتصل إلى صدورهم وتتدلّى على آذانهم خصلات من الشعر أو الجدائل، أما النساء فكن يرتدين البرقع الذي يشبه النقاب، والجميع يتحدث فيما بينهم باللغة "اليديشية"، علاوة على "التابوهات" أو المحظورات التي كانوا يعيشون في ظلها، حيث يعتبرون الانخراط في الجيش أو امتهان الأدب أو الرياضة أو الموسيقى والفن من الخطايا.بلغت هنريت، المراهقة وفي سن السادسة عشرة من عمرها، قررت عائلتها الانتقال من الإسكندرية للإقامة في حارة اليهود بحي الجمالية في القاهرة، حيث التجمع الأكبر لأبناء الطائفة، كان والدها كوهين في ذلك الوقت أصبح زعيماً للطائفة اليهودية بمصر، علاوة على ما كان يتمتع به من ثراء كبير؛ تحقق له من تجارة الذهب، وبسبب زعامته الدينية تلك ومكانته المرموقة، التي وصل إليها بأمواله صارت عائلة هنريت من أهم العائلات اليهودية في البلد.عادات وتقاليدعلى النقيض من أبناء الطائفة الحريدية اليهودية، عشقت هنريت كوهين الفن منذ طفولتها المبكرة، خصوصاً السينما والمسرح، رغم علمها أنها من المُحرَّمات لدى طائفتها المتشددة، لذا لم تعلن عن شغفها هذا وكانت تحاول في الخفاء البحث عن أي فرصة للالتحاق بالمسرح، رغم علمها أنه الحلم المستحيل، فحتى إن وجدت الفرصة فلن تسمح لها عائلتها بالعمل في هذه المهنة الحرام، علاوة على أنه في ذلك الوقت لم يكن الطريق إلى العمل في المسرح سهلاً أمام المرأة المصرية بصفة عامة؛ لأن عادات وتقاليد المجتمع والأسر المصرية أيضا كانت تقف حائلاً أمام أحلام الفتيات الراغبات في العمل الفني بشكل عام؛ ويؤكد ذلك أن الأدوار النسائية كانت تسند إلى ممثلين رجال، وظل الوضع كذلك حتى تم الاستعانة بفتيات شاميات ولبنانيات فتحن الباب تدريجيا أمام دخول المرأة للعمل في التمثيل المسرحي، وهو ما شجع بعض عاشقات الفن على أن يتجرأن ويخضن التجربة وكان أكثر الملتحقات بالمجال الفني من اليهوديات والمسيحيات، وشيئاً فشيئاً بدأ المجتمع المصري يتقبل الأمر، خصوصاً بعد أن عرفت صالات المسرح الفنانات صالحة قاصين ومنيرة المهدية باعتبارهما من أوائل الفنانات المسرحيات اللاتي اقتحمن عالم التمثيل في مصر، وبعدهما توالت الأسماء النسائية في المسرح مثل فاطمة رشدي وغيرها.أخذت هنريت، تتابع عن كثب ما يحدث على الساحة الفنية ومع تتابع دخول الفتيات العمل في مجال الفن أخذ حلمها يسيطر عليها بصورة أكبر، حتى قرأت ذات يوم بالصحف خبر إنشاء فرقة مسرحية جديدة بقيادة رائدة المسرح حينذاك فاطمة رشدي، فقادها شغفها لتحدي التقاليد؛ فتقدمت لتكون ضمن أعضاء الفرقة، ونجحت في تحقيق ذلك لما تمتعت به من ثقافة وجمال وموهبة في التمثيل، إلا أن أسرتها رفضت الأمر وحاولت منعها، لكنها أصرت على موقفها وهربت من المنزل واختارت لنفسها اسماً فنياً هو بهيجة المهدي، وهو الاسم الذي اختارته لها الفنانة والكاتبة والمخرجة الكبيرة بهيجة حافظ، ابنة مدينتها الإسكندرية، التي كانت أول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية، وهي من أوائل الرائدات في صناعة السينما، ولعبت دورا كبيرا في حياة هنريت، فهي من احتضنت موهبتها وشجعتها وفتحت لها بيتها، حتى تكون في مأمن من غدر أسرتها بها، ومن الطامعين كذلك في شابة صغيرة وجميلة.المليونيرة لم تكن بهيجة المهدي، تعلم أن عملها في المسرح سوف يقودها إلى قفص الزوجية؛ حيث وقع في غرامها مليونير يهودي مصري يدعى إيلي درهي، حين رآها على خشبة المسرح، ورغم أنه يكبرها بـ 50 سنة؛ إلّا أن قصة حب جمعت بينهما لتنتهي بزواجهما، ويدوم الزواج السعيد لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتوفى الزوج، وتتحول بهيجة الشابة الصغيرة إلى أرملة ترث ملايين زوجها وتصبح مليونيرة الوسط الفني في حينها.واصلت بهيجة المهدي، عملها بالفن فشاركت في أعمال مسرحية عدة، لكن العمل في السينما كان حلمها الأكبر، وظلّت تنتظر أقرب فرصة من أجل الحصول على دور سينمائي، وهو ما تحقق لها بالفعل عندما شاهدها المخرج المنتج اليهودي توغو مزراحي، في أحد العروض على خشبة مسرح فرقة فاطمة رشدي، فجذبت انتباهه بموهبتها، ومنحها الفرصة لتخوض أولى تجاربها السينمائية في العام 1935 من خلال فيلم "شالوم الترجمان"، الذي شاركها البطولة فيه شالوم، حسين المليجي، عبدالنبي محمد وعبده محرم.لم تستمر رحلة بهيجة، مع السينما سوى خمس سنوات فقط، ولكنها لاتزال باقية في قلوب جمهور السينما المصرية، فقد استطاعت أن تؤكد موهبتها، خصوصاً في عالم الكوميديا إذ أثبتت أنها كوميديانة من الطراز الأول، وعلى عكس معظم فنانات جيلها لم تعتمد على إظهار مفاتن الجسد واللطافة والحسن والدلال؛ بل كانت تجسد دور الزوجة المثيرة للمشكلات، التي تفسد حياة زوجها. "ألف ليلة وليلة"المتأمل في رحلة الفنانة اليهودية الثرية بهيجة المهدي، يكتشف أن هناك محطة تعد الأهم في حياتها الفنية، وهي التي التقت فيها بالفنان الكوميدي علي الكسار، فما أن قدم معها فيلمهما الأول "خفير الدرك" حتى اقتنع بها، وقرر استغلال موهبتها الفنية، مشكلاً معها "دويتو" فني ناجح، فكانت من ألمع الممثلات في أفلام علي الكسار لفترة طويلة، وقدما معا أهم 7 أفلام في حياتهما الفنية، أبرزها، "خفير الدرك"، "سلفني 3 جنيه"، "ألف ليلة وليلة"، "عثمان وعلي"، "الساعة 7" و"التلغراف"، تلك الأفلام قدمت الفنانين علي الكسار وبهيجة المهدي، باعتبارهما ألمع الثنائيات الفنية الكوميدية، التي ظهرت على شاشة السينما المصرية في ذلك الوقت، بصورة جعلت الكثيرين يعتقدون أن الكسار والممثلة اليهودية متزوجان سراً، بسبب هذا الانسجام الذي جمع بينهما على الشاشة.بعد النجاح الجماهيري الذي حققه فيلم "خفير الدرك"، قرَّر المخرج والمؤلف والمنتج اليهودي توغو مزراحي، استثمار نجاح الثنائي، ليقوم بتقديمهما للجمهور مرة أخرى من خلال الفيلم الكوميدي "الساعة 7"، والذي حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه وأمام هذا النجاح أصبحت بهيجة عنصراً ثابتاً في أفلام الفنان علي الكسار، وتحوَّلا معاً إلى ثنائي سينمائي كوميدي أحبه الجمهور وأقبل على أفلامهما، وظهرت بهيجة دوما مع الكسار في دور الزوجة التي تحب زوجها بشدة، وتحاول جاهدة إنهاء ذلك الصراع الذي يدور بين والدتها وبين زوجها. واصلت بهيجة رحلتها مع التمثيل فقدَّمت في العام 1937، فيلم "ليلة في العمر" مع إحسان الجزايرلي، من تأليف فؤاد الجزايرلي، وإخراج فيكي، وفي العام 1938 كان ثالث أفلامها مع الفنان علي الكسار بعنوان "عثمان وعلي"، من تأليف وإخراج توغو مزراحي، وشاركهما البطولة أحمد الحداد. كما قدما في العام نفسه فيلم "التلغراف" للمخرج والمؤلف نفسه، وشاركهما بطولته رياض القصبجي."يوم المنى"دفع النجاح الكبير الذي حققته الفنانة بهيجة المهدي، في السينما مع الكسار، أن تواصل رحلتها معه في الكوميديا، فقدما فيلم "يوم المنى، بمشاركة كل من فؤاد شفيق، زوزو شكيب، ستيفان روستي، ثم شاركا معا في الفيلم الكوميدي "أنا طبعي كده"، من تأليف وإخراج توغو مزراحي، وفي العام التالي قدما "سلفني 3 جنيه"، من تأليف وإخراج توغو مزراحي أيضا.وخلال السنوات التالية قدمت بهيجة، عدداً قليلاً من الأفلام السينمائية، أثناء الثلاثينات والنصف الأول من الأربعينات في القرن العشرين، وأبرز تلك الأفلام "الأبيض والأسود" مع المخرج فؤاد الجزايرلي وبطولة فوزي منيب، محمد إدريس ورياض القصبجي، فيلم "الرياضي" بطولة شالوم، وكان آخر أفلامها "أصحاب العقول" مع بشارة واكيم وسليمان نجيب.الهجرة ابتعدت بهيجة المهدي، عن الوسط الفني بعد نكبة حرب 1948، عقب تقديمها نحو 13 فيلما في السينما المصرية على مدار خمس سنوات، التي ضمت "خفير الدرك، شالوم الترجمان، يوم المنى، ألف ليلة وليلة، أنا طبعي كده، أبيض وأسود، التلغراف، عثمان وعلي، الساعة 7، وأصحاب العقول".رفضت الفنانة بهيجة المهدي منذ طفولتها التشدد الديني لأسرتها اليهودية، لكنها مع هذا تبنت أفكار الصهيونية ودعمتها؛ وبعد نكبة فلسطين ساعدت بهيجة في تهجير عدد كبيرة من اليهود من مصر إلى إسرائيل، قبل أن تهاجر هي إلى الولايات المتحدة الأميركية، خشية اكتشاف أمرها، وبعد أن هجرت الفن أصبحت واحدة من أهم سيدات الأعمال اليهود في الولايات المتحدة، الذين دعّموا الكيان الصهيوني، وظلت لسنوات طويلة تمارس هذا الدور، وخلال هذه الفترة من حياتها تزوجت من يهودي آخر وأنجبت منه ابنة واحدة، ثم جاء قرارها وزوجها بالهجرة إلى إسرائيل، وبالفعل ذهبت إلى هناك وكلها سعادة، فمنذ سنوات وهي تحلم بأن تطأ قدماها أرض الميعاد، لدرجة أنها استغلت أموالها التي ورثتها من زوجها الأول المليونير العجوز، في مساعدة إسرائيل، ولم تبخل عليها بشيء. عنبر الخطرينفضلت بهيجة المهدي، بعد ابتعادها عن الوسط الفني وأضواء الشهرة أن تعود إلى اسمها اليهودي هنريت كوهين، وكان الجميع يناديها به بعد هجرتها إلى الولايات المتحدة الأميركية ثم إسرائيل؛ ولكن ما هي إلا سنوات وتحديدا في أواسط السبعينات من القرن الماضي، حتى أصيبت الفنانة اليهودية المعتزلة بمرض الذهان العقلي، وطاردتها الهلاوس والضلالات؛ فأصبحت ترى قطاً أسود يتكلم إليها ويطاردها أينما ذهبت، وكل من حولها يشفق على حالها، فهي تخبرهم بأمر هذا القط، فينظرون حولهم فلا يجدون شيئا؛ حتى بات الجميع لا يصدقها وهي تروي معاناتها مع الكائن الوهمي، واتهموها بالخرف، ولم يقتصر الأمر على هذا إذ تفاقمت حالتها بشكل لم يكن يخطر على بال أحد، فذات ليلة فقدت هنريت عقلها كلياً خلال نوبة جنون، لتنشر الصحف الإسرائيلية في صباح اليوم التالي صورها في مكان بارز، بعد أن أقدمت على قتل ابنتها وزوجها ووالدتها بسلاح ناري، وفي التحقيقات التي أجريت معها حين ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض عليها، أكدت أنها كانت تحاول أن تقتل القط الأسود الذي يطاردها منذ فترة، فأمرت المحكمة بعرضها على الأطباء النفسيين الذين تحققوا من مرضها العقلي، فتم نقلها على الفور إلى مستشفى الأمراض العقلية وجرى حجزها في عنبر "أ"، الخاص بالمرضى الخطيرين، خوفاً من أن تؤذي نفسها أو تقتل المزيد ممن حولها.بقيت الفنانة المعتزلة هنريت كوهين حبيسة الجدران في غرفة بعنبر الخطرين شديد الحراسة بالمستشفى سنوات عدة، إلى أن نشرت الصحف الإسرائيلية مرة أخرى خبر موتها بطريقة بشعة نهاية السبعينات من القرن الماضي؛ في صفحات الحوادث، مشيرة وقتها إلى أن الأطباء والممرضين عثروا عليها مخنوقة في غرفتها وعيناها منزوعتان من مقلتيهما، في حادثة غريبة مثيرة للشكوك، ولم تسفر التحقيقات عن التوصل لأي سبب أو طريقة موتها بتلك الطريقة، الأمر الذي بات غامضا حتى اليوم، ما فتح الباب لتكهنات وإن كان أبرزها أشار إلى وقوعها ضحية لفعل شيطاني أو سحر أسود ما!.مرت سنواتٌ طويلة على رحيل الفنانة اليهودية التي رسمت الابتسامة بموهبتها الكوميدية وأسعدت الملايين، وكوَّنت ثنائياً مع أشهر فناني الكوميديا في زمنه الفنان علي الكسار، لكن لم يكن يعلم الكثيرون أن وراء هذه المرأة صاحبة الحس الكوميدي قلباً أسود مثل القط الذي كان يطاردها، تناصر الصهيونية وتخفي غدرها للوطن، الذي عاشت سنوات طويلة على أرضه، لينضمَّ اسمُها في النهاية إلى قائمة الخونة الذين هاجروا إلى إسرائيل لتلقى حتفها هناك في حادثة بشعة لايزال الغموض يكتنفها حتى اليوم.



بهيجة في أحد أعمالها

بهيجة المهدي مع علي الكسار