الأحد 04 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"بواط"... انتهت بلا قتال بقيادة ابن أبي وقاص

Time
السبت 25 أبريل 2020
View
5
السياسة
غزوات الرسول (2)



كانت الغزوات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تهدف إلى المعارك والقتال بقدر ما تحمل في باطنها دروسا وعبر أخرى أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يعلمها للمسلمين ، أبرزها غزوة بواط وهي ثاني غزوات الرسول، وقد وقعت أحداثها في ربيع الأول الموافق 2 هجرية بين المسلمين وقبيلة قريش.
جاءت هذه الغزوة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة عندما لم يكن أمامه إلا الابتعاد عن مكة نظرا لما واجهه من المؤامرات والمشاحنات من أهل قريش، فقرر الهجرة لنشر دين الله وتأسيس الدولة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، وترك المسلمون خلفهم بمكة البيوت والأموال والبعير، فقام أهل قريش بالاستيلاء عليها ونهبوا كل ما يقع تحت أيديهم عنفًا وعدوانًا، لذلك كان لابد من القيام بالغزوات والمعارك مع قريش لاسترداد الأموال المنهوبة.
اتخذت هذه الغزوة من منطقة بواط مسرحا لها وهي عبارة عن مجموعة جبال تابعة لجبال جهينة في منطقة رضوى، التي تبعد 100 كيلو متر عن المدينة ، وجبل بواط هو أحد الجبال التي بني منها أساس الكعبة المشرفة.
بدأت أحداث هذه الغزوة عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين بالاستعداد لاعتراض طريق القافلة التجارية لكفار قريش أثناء سيرها في منطقة بواط ما بين مكة وبلاد الشام، وكانت القافلة مكونة من 2500 من البعير، بقيادة أمية بن خلف الجمحي قائد كفار قريش والذي كان يقود 100 فرد أثناء سير القافلة التي كانت محملة بالسلع التجارية والبعير. قبل رحيل المسلمين من المدينة لمنطقة بواط ، كان لابد أن يختار الرسول شخصًا من الصحابة ليحل مكانه ويستخلفه أثناء غيابه عنها، فاختار سعد بن معاذ "رضي الله عنه"، وهو صحابي جليل قال عنه الرسول (ص): "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، أي استبشارًا وسرورً بقدومه".
خرج المسلمون من المدينة قاصدين قوافل قريش بمنطقة بواط، بقوة قوامها 200 مقاتل، وقد حمل اللواء الصحابي سعد بن أبي وقاص، واللواء هو العلم الذي يتم حمله أثناء الخروج إلى المعارك والحروب ويعرف به مكان أمير الجيش أي قائد الجيش، وقد يحمله أمير الجيش نفسه.
كان سعد بن أبي وقاص، أول من رمى بسهم في سبيل الله، حيث كان يدعي له الرسول: "اللهم سدد رميته وأجب دعوته" فكان بالفعل من الذين تسدد لهم الرمي بالسهام وممن تستجب دعواهم ، حيث دخل الإسلام مبكرًا في سن الـ17 عامًا، بعد أن دعاه أبو بكر الصديق، لكن أمه لم ترض بإسلامه وهددته بترك الطعام ليعود للكفر التي كانت عليه أمه، فقال لها: "تعلمين والله يا أماه لو كانت لكِ مئة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت كلي وإن شئت لا تأكلي".
قبل وصول المسلمين إلى قوافل قريش المارة وصل لقريش نبأ بسير المسلمين إليهم لاعتراض القافلة، فأمرهم قائدهم أميه بن خلف الجمحي بالإسراع إلى مكة حتى لا يلحق المسلمون بهم أثناء سيرهم والاستيلاء على قوافلهم.
وبالفعل أسرعت قافلة قريش بالبضائع والبعير المحملة إلى مكة؛ هربًا من مهاجمة المسلمين إليهم، ونجحوا في ذلك، ونجوا من الاشتباك معهم، وعندما وصل جيش المسلمين إلى منطقة بواط، حيث مكان سير قافلة قريش التجارية لم يجدوا أحدًا، وقد فر الجميع إلى مكة، وعاد المسلمون إلى المدينة المنورة دون الاشتباك معهم ودون وقوع أي خسائر من الطرفين ، وعاد الكفار إلى الكعبة ورجع المسلمون إلى المدينة المنورة.
آخر الأخبار