الأربعاء 25 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بودي يرصد أحداثاً تاريخية في ملاحم كويتية
play icon
هيثم بودي
الثقافية

بودي يرصد أحداثاً تاريخية في ملاحم كويتية

Time
الثلاثاء 22 أغسطس 2023
View
82
السياسة

استخلصها من خلال بحثه في دهاليز وممرات الماضي القديم

مدحت علام

تتدفق الرؤية الأدبية لدى الروائي الكويتي هيثم بودي، من خلال توغّله في التاريخ الكويتي، الذي يرصد حالاته، بأسلوبه الأدبي، المتوافق تماماً مع ما يريد أن يصل إليه من لمحات إنسانية، كانت هي الطابع الاساسي في وجدان الكويتي قديما وإلى الآن.
ولقد عبّر في سياق ذلك، من خلال ما أصدره من أعمال قصصية وروائية، وحتى فيما يخصّ الأعمال التشكيلية، عن تلك الرؤية التاريخية، تلك التي تنقّلت بها ذاكرته وخيالاته وأفكاره، عبر دهاليز وممرات التاريخ رصداً وتحليلاً، واستخلاصاً، من أجل إبراز جوانب مضيئة، عاشها الكويتيون، في أوقات الشدّة والرخاء، ومقاومته ببسالة الأحوال المعيشية والبيئة الصعبة، التي كانت سائدة وقتها، ومن ثم تلاحمهم وتعاضدهم من أجل مواجهة الصعوبات والمشكلات والأمراض الوبائية والظروف البيئية من طوفان وخلافه، حيث ركّز بودي على ملاحم وبطولات ذكرها التاريخ بكل فخر لكويتيين، عاشوا أهوال البحر، ومع ذلك صنعوا أمجاداً نقلها لنا التاريخ بأمانة، كي تتعرف عليها الأجيال المتلاحقة، وتتخذها قدوة في حياتها الراهنة. وبودي أصدر الكثير من الأعمال القصصية والروائية في هذا المجال، ولقد تحوّل بعضها إلى أعمال تلفزيونية درامية مثل رواية "الدروازة"، و"الإعصار" التي أخذت اسم "الهدامة"، من خلال مسلسل تلفزيوني ملحمي، إضافة إلى "الطريق إلى كراتشي" الحائزة على تنويه جائزة الإبداع العربي، ثم مجموعته القصصية "الصالحية"، التي حصلت على المركز الأول لأفضل الكتب مبيعا، وفقا لتقرير رابطة الأدباء الكويتية. وأصدر بودي حديثاً خمس ملاحم كويتية، احتوت على رصد أدبي لأحداث تاريخية، كان له دور كبير في الحياة الاجتماعية قديماً.
ومن هذه الملاحم رواية "سنة الطبعة"، والتي تروي حادثة غرق سفن الكويت التجارية العائدة من الهند عام ١٨٦٨م، وحلم الأم ومنعها لابنها للسفر إلى سنة الهيلك، وهي سنوات المجاعة العظمى التي ضربت بوادي الجزيرة العربية وبرّ فارس، واتجه الجميع الى الكويت- بلد مخازن الحبوب والأرز والحنطة- والمربوطة بحبل سري تجاري لا ينقطع مع الهند، ومن ثم تجاوز هذه الأزمة الكارثية، التي امتدت ٣ سنوات، اهتز فيها الاقتصاد الكويتي، لكنه صمد لحين هطول الامطار العظيمة في السنة الرابعة، وعادت المياه إلى مجاريها، وعاد الهيلك إلى أوطانهم يشكرون الكويت على جميل استضافتهم في تلك الأزمة الكارثية. ثم رواية "سنة الطفحة" لعام 1912م، وهي ملحمة الحب والثراء، حيث بلغت إيرادات الكويت 8 ملايين روبية، ولم يبق مديون واحد، ولبست النساء الذهب واللؤلؤ، وزار الكويت فيها تاجر المجوهرات الفرنسي كارتييه يبحث عن اللؤلؤة الفريدة. ومن ثم انتقل بودي إلى رواية "البيرق"، وذلك حينما أمر الشيخ مبارك الكبير برفع البيرق الجديد، الذي كتب عليه كلمة "كويت" في ساحة قصر السيف العامر عام 1914م، وبالتالي رفعه على السفن في آفاق البحار إلى الهند وأفريقيا، وعلى قوافل الخطوط البرية التجارية، وبوادي الكويت وقوافل الحج.
ثم رواية اسطورة "سعد وسعيد وسنة الغبار الأحمر"، وملحمة الحب والافتراء على قصة أوّل جريمة قتل عُرفت في الكويت في جزيرة فيلكا عام 1771م.
بالإضافة إلى ملحمة رواية "سوق الغربللي"، والتي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، ليرصد لنا مجبل بائع القهوة الصغير.

آخر الأخبار