"بوشعيل" تنوع رائع... و"مراحل" مدرسة جديدة و"العرافة" باهت

كتب - مفرح حجاب:

قدم نخبة من الإعلاميين والمشاهير خلال رمضان مجموعة من البرامج الحوارية، أضافت الكثير الى الدورة الرمضانية، لكنها لم تسحب البساط من تحت أقدام الدراما التي ما زال لها النصيب الأكبر من المشاهدة، ورغم النجاحات التي حققتها، لكن هناك تفاوتا كبيرا في رؤية وتركيبة وأهداف غالبية البرامج، حيث التكرار والاستسهال في الإعداد وأيضا ضعف المحاورين ومجاملات في اختيار الضيوف، فالإخفاقات والنجاحات التي تجلت فيها لم تكن صدفة، بل اعتمدت على الأسباب التي تنحصر في الجودة بشكل عام والأخطاء والإثارة، لكن يجب الاعتراف بأن هناك برامج حققت نجاحا مهما سواء على شاشة التلفزيون أو من خلال اعادة بثها عبر "السوشيال ميديا".
أطل الفنان نبيل شعيل، على الجمهور للعام الثاني على التوالي عبر شاشة تلفزيون "الراي" من خلال الموسم الثاني لبرنامج "بوشعيل"، الذي عبر من خلاله عن روحه الجميلة في الحوار وعدم التكلف في طرح الأسئلة، لذا وصل الى قلب المشاهد بسهولة ويسر، كما لم يعتمد البرنامج على نجوم الفن والإعلام فقط، بل رفع مستوى التنوع فيه الى ساحة أرحب من خلال استضافة نجوم المجتمع والسياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة، فتميز بحالة خاصة ومختلفة عن كل البرامج الحوارية.
الجميل ان الفنان نبيل شعيل، جعلنا نتابع ضيوفه وكأننا نشاهدهم للمرة الأولى على الشاشة، من خلال حواره العفوي ورقيه في تناول المحاور، التي أعدها بشكل رائع الزميلان صالح الدويخ وعلي شويطر، فقد امتعنا بوشعيل في حواره مع رجل الأعمال عبدالعزيز البابطين، الفنانين محمد عبده وخالد الصاوي، د.محمد الجارالله، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، وغيرهم.

"كاريزما" وموهبة حقيقية
يتابع الإعلامي السعودي علي العلياني، تقديم الموسم الثاني من برنامج "مراحل" على قناة "SBC" السعودية، وفي تقديري أن البرنامج يعد نقلة مهمة في الإعلام السعودية لاسيما على صعيد البرامج الحوارية المنوعة والتي تتناول جوانب عدة من حياة المشاهير، ورغم ان تجارب الإعلاميين تركي الدخيل وداود الشريان، أعمق إلا ان العلياني استطاع ان يقدم مدرسة جديدة في الحوار على الشاشة السعودية، حيث اعتمد على ثقافته ومهنيته وقراءته للضيف بشكل كبير، فضلا عن طرح أسئلة جريئة لأن السقف لديه عال ومساحة الحرية واسعة واختيار الضيوف وطريقة الحوار وراء نجاحه، حتى عندما تكون هناك إثارة فلها ما يبررها، وقد لمس المشاهد ذلك في حلقة الفنانة الكبيرة حياة الفهد، وحلقة الفنانة نور الغندور.
العلياني، لديه مؤهلات و"كاريزما" وموهبة حقيقية، بالإضافة الى اعتماد رؤية واضحة للبرنامج وخطوات يعمل عليها فريق الإعداد بشكل احترافي رغم ان الأفكار في الجزء الثاني لم تتغير، ولذلك سيواجه تحد كبير إذا فكر في تقديم الفكرة ذاتها في موسم ثالث.

"العرافة"
برنامج "العرافة" تقدمه المذيعة المصرية بسمة وهبة، عبر قناتي "النهار والمحور" وهو نفس فكرة برنامج "شيخ الحارة" الذي قدم من قبل، يعتمد البرنامج على اثارة الجدل وعرض العديد من مقاطع الفيديو والحديث عن أسرار ومشاكل الضيوف التي لم تظهر للعلن وهذا الأسلوب لم يعد يجذب للجمهور إذا وضع في الاعتبار ان "السوشيال ميديا" مليئة بمثل هذه القضايا وبعضها بعيد تماما عن الحقيقة، لدرجة ان الكثير من النجوم والمشاهير أصبحوا يتجنبوا المشاركة في مثل هذه البرامج التي تجعل الفنان يخرج من الحلقة ولديه خلافات مع زملائه، بل ان بعض مقاطع البرنامج أصبحت هي المادة في الحلقات المقبلة من البرنامج نفسه، الأمر الأهم ان الجمهور يعتبر ان طبيعة الحوار التلفزيوني هذا قديمة، لأن هذه المدرسة الحوارية قدمها من قبل الراحل وائل الإبراشي في برنامج "الحقيقة" وغيره، ونجاح برنامج "شيخ الحارة" في بدايته لا يعني الاستمرار في هذا النهج لأن الكثير من صناع المحتوى في "يوتيوب" والمنصات يتناولون القضايا والمشاكل التي تدور في الوسط الفني والإعلامي، لذلك جاء برنامج "العرافة" هذا الموسم باهتا لتكرار الضيوف والأفكار.