منوعات
بول البشر ... يكافح الفقر والجوع في العالم!
الثلاثاء 27 نوفمبر 2018
5
السياسة
برلين - وكالات: يعتقد علماء سويديون وسويسريون وفنلنديون ان بإمكانهم محاربة الفقر في العالم، الذي يعاني منه 800 مليون إنسان في الأقل، عن طريق استخدام الإدرار (البول) كسماد في الزراعة.وينتشر الجوع في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا أساساً، ومن بين 8 بلدان يصف المؤشر الجوع فيها بالمرعب، هناك 5 بلدان أفريقية.ويمكن للبول أن يحل واحداً من أهم عوامل الفقر، بحسب رأي العلماء السويديين والسويسريين.فمشكلة عجز البلدان الفقيرة عن استغلال أراضيها، وعجزها المادي عن زراعة وتسميد الأرض، تبدو عويصة، لا تقل كمصدر للجوع عن الحروب المحلية والكوارث الطبيعية وسوء الإدارة والاستغلال والفساد.وتوصل الباحثون من معهد الأبحاث المائية السويسري (ايواغ) وجامعة زيورخ التقنية إلى أن الإدرار البشري (البول) يحتوي كميات من الفوسفات والنتروجين تعادل كميات هذه المواد الثلاثة في الأسمدة الطبيعية المتقدمة والغالية التي يستخدمها المزارعون في أوروبا.النقص في كميات الفوسفات والنتروجين والصوديوم في الزراعة لا يقلل كمية الحصاد فحسب، وإنما ينتج أثماراً فقيرة من ناحية المحتويات الطبيعية والفيتامينات. وثبت ان استخدام البول كسماد، بعد معاملته في المختبرات، يمكن ان يسد حاجة البلدان الفقيرة من الأسمدة.ويتفق العلماء في فكرة الاستفادة من الادرار في تغذية الجائعين. وذكر كيم اندرسون، من معهد البيئة في ستوكهولم، ان المرحاض، سواء كان حماماً متحضراً يعمل بالضغط أو «حفرة في الأرض»، يحتوي كميات كبيرة من المواد المفيدة.وأضاف اندرسون، وهو مهندس بيئي، ان كل ما يحتاجه المرء هو مرحاض يفصل الادرار عن البقية، ثم يحفظها في أوعية خاصة لفترة. ويكفي حفظ البول بعدها في أوعية لا يصلها الأوكسجين، وهذا لوحده يعمل على تنقية البول من الجراثيم.يتعرض البول بعيداً عن الهواء إلى التفسخ، وترتفع كمية الأمونيوم فيه، كما يرتفع الاس الهيدروجيني (PH) فيه ويقتل كل ما قد تلوث به من اختلاطه المحتمل مع الخروج. ويؤكد اندرسون ان من الممكن استخدام الادرار المحفوظ بهذه الطريقة، بعد أشهر، كسماد طبيعي جيد بعد تخفيفه بالماء.وقد اختار العلماء السويديون بوركينا فاسو لتجربة الادرار المركز باعتبارها إحدى أكثر بلدان العالم فقراً، وحيث لا تحتفظ سوى نسبة7 في المئة من الناس بمراحيض لائقة، بحسب منظمة الصحة العالمية.وزود الباحثون نحو 10 آلاف عائلة في 44 قرية بمراحيض يجري فيها فصل الإدرار عن الخروج. وقدر معهد البيئة السويسري كلفة تشييد كل مرحاض بين 140-200 يورو، ولكنهم بهذا المشروع ضربوا عصفورين بحجر: زودوا الناس بمراحيض لائقة وصحية، وحسنوا زراعتهم في الحقول.ويعترف اندرسون ان تعويد الناس على المراحيض الجديدة وجمع الإدرار بهذه الطريقة لم يحصل من دون توعية كثيفة، ومن دون ربط المشروع بنتائجه الاقتصادية الممكنة للناس. ويقول ان المشروع حسّن زراعة وحصاد المزارعين بشكل ظاهر. ويحاول السويسريون نقل التجربة الآن إلى مناطق جنوب أفريقيا الفقيرة.وذكر البروفيسور يوهان سيكس، الخبير الزراعي في جامعة زيورخ التقنية، ان جنوب افريقيا وافقت على التجارب إذا تمت اضافة النترات إلى الادرار، وجرى تخليصه من الرائحة.ووجد العلماء الفنلنديون في الادرار سماداً طبيعياً أفضل وأقل كلفة من الأسمدة الطبيعية السائدة في السوق، بحسب رأيهم.وقالوا انهم زرعوا أفضل الطماطم، من ناحية النوع والكم، عن طريق تسميدها بالإدرار فقط. وأضافوا أن التسميد بالإدرار قلل حامضية التربة المزروعة، وهذا انجاز لحماية البيئة في ذات الوقت.وكتبت سوريندرا برادان وزملاؤها، من جامعة كوبيو، في مجلة» كيمياء الزراعة والأغذية» ان الإدرار لم يقل كسماد عن أفضل أنواع الأسمدة الطبيعية المعروفة. ونجح فريق العمل في ذلك من خلال مزج الإدرار مع شيء من النفايات الخشبية.وفي المختبر، تحت المجهر أثبتت الطماطم المسمدة بالإدرار ان المواد الطبيعية المفيدة فيها لاتقل عن الطماطم الطبيعية، كما ان نسبة مادة «لويكوبين» المضادة للتأكسد، ومادة بيتا-كاروتين، ظهرتا بنسب عالية كما هي الحال في الطماطم العضوية.