الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"بيبي" تجربة كويتية "كاملة الدسم" في صناعة سينما الرعب
play icon
عقيل الرئيسي وإلهام علي في الفيلم
الفنية

"بيبي" تجربة كويتية "كاملة الدسم" في صناعة سينما الرعب

Time
الأحد 10 سبتمبر 2023
View
103
السياسة

يعرض على منصة "نتفليكس" بجانب أعتى أفلام هذه الفئة

فالح العنزي

تظل صناعة السينما هاجسا يؤرق الكثير من السينمائيين أو الشغوفين بالفن السابع، والملاحظ في آخر أربع سنوات انه طرحت في السوق مجموعة من الأفلام منها ما مر مرور الكرام، لأن الجهة المنتجة على "قد حالها" بالكاد انتهت من تنفيذه واقامت حفلا متواضعا للاعلان عنه، على عكس جهة انتاج ضخمة تكبدت مئات الآلاف من الدولارات في التسويق لمنتجها فكيف بالكلفة المادية التي دفعتها مثلما هو الحال في فيلمي "شيابني هني" و"كان رفيجي" وغيرهما.
من الأفلام السينمائية الكويتية الروائية الطويلة يعرض على منصة "نتفليكس" فيلم "بيبي" للمخرجة لولوة عبدالسلام، من انتاج العام 2017 تم تنفيذه في حدود ضيقة وامكانيات متواضعة جدا ومن دون كلفة مادية باهظة، ورغم ذلك من يشاهده سيكتشف أنه عمل حقيقي متكامل يضاهي في تنفيذه التجارب السينمائية الغربية، والدليل أن منصة "نتفليكس" وضعته ضمن أكثر أفلامها مشاهدة على قائمة فئة أفلام الرعب، في حين توجد على المنصة ذاتها مجموعة من الأفلام الكويتية والخليجية والغربية تعنونت بجملة: "سيتم ايقافه عن العرض قريبا".
"بيبي" مأخوذ عن رواية "حالات نادرة: جدتي التي تخيفني كثيرا" للكاتب عبدالوهاب السيد الرفاعي، المعروف بميله لاسلوب الرعب في رواياته والسيناريوهات التي يكتبها، وتكفل كل من لولوة عبدالسلام وعبدالعزيز العمار بمهمة إخراجه وأنتجته مؤسسة "ماجيك لنس"، وشارك في بطولته ليلى عبدالله وإلهام علي وعقيل الرئيسي، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف، بينهم عبدالله الباروني ومحمد صفر.
تدور أحداث الفيلم في منزل قديم تقطنه الفتاة "بيبي" ليلى عبدالله، التي تعيش في كنف جدتها إلهام علي، التي تظهر من خلال سيناريو الفيلم بأنها شخصية غريبة الأطوار، نظرتها، ايماءتها، أنفاسها، حتى طريقة تناولها الطعام مقززة، "بيبي" التي وجدت نفسها مجبرة (سجينة) في المنزل المخيف بعد وفاة والديها، كانت تختلق الاعذار لتسرق دقائق تمكنها من الخروج بحجة شراء الحاجيات من الجمعية، وهي في الحقيقة تريد الحفاظ على ما تبقى لها من "أنفاس" تكاد معها أن تنسى أشكال البشر، ورغم تواتر العلاقة المخيفة بين الجدة وحفيدتها، التي ما إن ركزت في عيني جدتها الجاحظتين، حتى تلعثم لسانها وارتفعت أنفاسها وشهقت شهقة ربما لن تعيدها قط.

امكانيات
في فيلم "بيبي" تمكنت المخرجة لولوة عبدالسلام ومعها عبدالعزيز العمار، وهذه كانت تجربتهما الاحترافية الاولى من تسخير خبرتيهما وشغفهما في التعاطي مع فئة أفلام الرعب، والكلام هنا موجه للمخرجة لولوة، التي شقت طريقها وأخرجت اكثر من فيلم من بينها "شقة 6" قبل أن تتوجه نحو المشاركة في الدراما التلفزيونية، في فيلم "بيبي" كان الحس السينمائي متفوقا من أول مشهد، رؤية اخراجية بكاميرا مهتزة ومائلة كانت متعمدة بأن تجعل المتلقي يكون جزءا من اللعبة ونجحت في ذلك، حيث ظلت "بيبي" تسيطر علينا واستحوذت على تعاطفنا، حتى بعدما قتلت جدتها وتقمصت شخصيتها المريبة الى درجة أنها ارتدت ملابسها وهي متوفاة، في العام 2017 لم تكن الامكانيات متواضعة لكن في نفس الوقت لم يكن كل شيء متوافرا، فالمخرجة اشتغلت فقط على "كراكتر" الجدة و"كراكتر" الحفيدة بهدف تسخير امكانياتها في مساحة ضيقة مكنتها من الاشتغال على طبيعة العلاقة "ثنائية القطب"، التي جمعتهما ونجحت في تقويض الاحداث حتى لا تكبر الدائرة واكتفت بمشهد ثان في الجمعية وثالث عندما اكتشف "سعود" عقيل الرئيسي، جريمة القتل، ما قدمته لولوة، من رؤية اخراجية هو بطاقة المرور الى المنصة العالمية، التي يعنيها المحتوى بقدر ما تعنيها الصورة و"الكوالتي" واللمسات الاخراجية والدليل عشرات الاعمال التي تعرض تفتقد للافكار النيرة أو المتقدة، طبعا الفيلم لم يخل من بعض الهنات في مقدمتها نجاح الماكيير في اعطاء الشابة إلهام علي، ملامح الجدة قابله خطأ تتحمله المخرجة في الابقاء على "تون" الصوت لفتاة يافعة وهو مناقض تماما بالنسبة لعجوز مسنة.
أخيرا كان من الأولى ويفترض أن يكون فيلم "بيبي" نواة لهوية وخط انتاج سينمائي مستحق، ويجب على الجهات الانتاجية الاستعانة وتوفير كافة الامكانيات أمام لولوة عبدالسلام، لانها تمتلك عقلية تضاهي في مجال هذه الفئة من الافلام ما تقدمه السينما الغربية.

آخر الأخبار