الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

بيت الورثة

Time
الثلاثاء 13 يونيو 2023
View
9
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

طالعتنا بعض وسائل التواصل الإجتماعي عبر حسابات إخبارية وحسابات بعض النواب الأفاضل بأخبار عن وثيقة تسمى برنامج عمل الأمة، وورد فيها بند بعنوان "بيت الورثة".
في البداية، وقبل اي شيء، بما أن مجلس الأمة قرر أن يخوض في هذه المسألة، نود أن نذكره بأغلبيته المحافظة، أن لا يحيد عن النصوص الشرعية التي وردت في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة بخصوص المواريث، وانصابها وتقسيمها، وأن لا يزيد ولا ينقص مما فرضه الله عز وجل من شرائع تحفظ للبشر حقوقهم، بلا تحيز أو تمييز. أما بالنسبة للموضوع نفسه فليتحمل كل مسؤولية تربيته وتعامله مع أبنائه وبناته، ولا يجب التدخل في حقوق فرضها الله سبحانه وتعالى علينا، فكل له ظروفه الخاصة التي تسمح، أو لا تسمح بالتنازل عن الحقوق الشرعية، ولا يمكن لكائن من يكون ان يتدخل في صالح طرف لحساب آخر، مهما كانت صفته، فكل الصفات تسقط أمام شرع الله وسنته في خلقه.
كم من الحالات أعلمها شخصيا ظلموا بسبب عقوق الآباء، وتمييزهم وظلمهم لأبنائهم، وبخلهم معهم، لأتفه الأسباب، والورث رزق من الله عز وجل، وفرج لهم بعد سنين عجاف، وكم من الحالات ظلمت بسبب ظلم الإخوة، فلا يأتينا قانون لا أساس له في الدين والشرع لكي يغلب مصلحة شخصية لمجرد أن جنسه ذكرا أو أنثى.
مجرد الخوض في مسائل حسمتها الشريعة في القرآن، هو فساد، وكل من يساهم به هو فاسد ولا يقل فسادا عن كل من يحارب الله ورسوله، ومن يفسد في شرائع الله هو فاسد في الأرض والكل يعلم جيدا ما عقوبة الفاسد في الأرض، وإشعال الفتنة بين الناس في الآخرة. إياكم والتدخل فيما ليس لكم حق به، والله سبحانه وتعالى بحكمته ولطفه ورحمته العليم الحكيم، أقر حقوق الناس وفرضها علينا كمسلمين، وأي خلافات ستتفاقم بسبب قوانين عاطفية أو مزاجية تتجاوز حدود الله سيكون ذنبها في رقابكم إلى يوم الدين. إني لكم ناصح أمين اتقوا الله في أنفسكم وادرسوا وابحثوا جيدا في أصل المشكلة، ولتحملوا الحكومة مسؤولية من ليس له سكن، ولا تحملوها للورثة على حساب ديننا الحنيف، وشريعة رب العباد العادلة في خلقه، وتشعلوا الفتن، فيكفي ما نراه ونسمعه من مشاجرات وجرائم لأسباب عائلية، لا تزيدوا تلك الأسباب بقوانين تجعل لا تحترمها ليقينها بظلمها لهم.
هناك حلول كثيرة تستطيع الحكومة ايجادها وتطبيقها لمن ليس له سكن من دون تحميل باقي الورثة، وزر وريث لم يكتب الله عز وجل له أن يكون له بيت منها زيادة قرض المرأة، وشموله لمن تجاوز سن معينة دون زواج مهما كان جنسه، ومنح من لا بيت له شقق موقتة، ووضع مشاريع خاصة لذلك.كل ذلك وغيره حلول مطروحة ومناسبة من دون المساس بما فرضه الله عز وجل بخصوص المواريث، والتغافل عما تستطيع الحكومة فعله، وكأنه ليس لديها إمكانية سوى الظلم والحكم بغير شرع الله لكي ترضي وريث على حساب وريث آخر.

كاتب كويتي
آخر الأخبار