الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

"بيتكوين" تخطف الأنظار بمكاسبها القياسية خلال 2020

Time
الثلاثاء 29 ديسمبر 2020
السياسة
في عام أرهقت فيه أعراض كورونا الأسواق العالمية، يبدو أن عملة البيتكوين كان لديها لقاح فعّال ضد الوباء، جعلها تتفادى تداعياته بل تحويلها إلى فرصة ذهبية لاكتساب المزيد من الأرض لدى المؤسسات الاستثمارية، وتحقيق مكاسب غير مسبوقة.
واصطحبت البيتكوين رفاقها في قطار المكاسب خلال العام الحالي، وأبرزهم الإيثريوم التي حققت مكاسب سنوية بنحو 430 بالمائة، مع ارتفاع القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة من 193 إلى 712 مليار دولار بنهاية العام.
وتربعت البيتكوين على عرش فئات الأصول في 2020، حيث حققت مكاسب 280 بالمائة (بنهاية تعاملات 28 ديسمبر)، بعد أن كانت على شفا حفرة في مارس الماضي، حينما انهارت إلى مستويات 4 آلاف دولار، إثر الصدمة الأولى لوباء كورونا التي جعلت المستثمرين يبيعون كل شيء.
ومنذ ذلك الوقت، اتخذت أكبر العملات الرقمية عالمياً بقيمة سوقية حوالي نصف تريليون دولار اتجاهاً صاعداً تسارعت وتيرته في الأسابيع الأخيرة، وكأن البيتكوين تأبى أن تودع 2020 دون أن تكسر مستوياتها القياسية السابقة التي عانقتها في ديسمبر لعام 2017.
وفي نهاية نوفمبر، تجاوزت البيتكوين المستوى القياسي البالغ 19.7 ألف دولار، مصحوبةً بمخاوف من تكرار سيناريو انفجار فقاعة العملة الرقمية في 2018، حيث انهارت إلى مستوى 3200 دولار بعد بضعة أشهر فقط من وصولها لأعلى قمة في تاريخها.
لكن يبدو أن العملة الرقمية ضربت بمخاوف تكرار هذه الذكرى السيئة عرض الحائط، واخترقت العديد من المستويات القياسية واحداً تلو الآخر، حيث تجاوزت 20 ألف دولار لأول مرة منذ 12 يومًا فقط، والآن تطرق باب 30 ألفاً، مما يؤكد أن صعود البيتكوين هذه المرة يرتكز على أسباب جوهرية - سنتناولها فيما يلي - عكس الذروة السابقة والتي كان يقف خلفها المستثمرون الأفراد فقط.
تزايد الاعتراف المؤسسي، هو السبب الأول في قفزة البيتكوين هذا العام، والعامل الذي يستند إليه ثيران العملة المشفرة في أن المكاسب القياسية هذه المرة تقف على أرض صلبة.
واكتسبت البيتكوين ورفاقها زخماً كبيراً من قبل المؤسسات المالية حيث بدأ الاعتماد عليها من قبل شركات مثل "فيديليتي" التي أنشأت وحدة للأصول المشفرة، كما جمعت "رافر" شركة إدارة الأصول في المملكة المتحدة نحو 550 مليون إسترليني من البيتكوين منذ نوفمبر/‏ وهو ما يمثل نحو 2.7 بالمائة من الأصول المدارة للشركة، بحسب موقع "كوين ديسك".
لكن يبقى قرار "باي بال" بالسماح لعملائها باستخدام العملات المشفرة في الشراء والبيع عبر منصتها، خطوة مهمة نحو تبني مجال التشفير على نطاق واسع كونها أحد أكبر شركات المدفوعات الإلكترونية في العالم، وتملك حوالي 350 مليون مستخدم، وهذا يضيف جرعة من الصلاحية والجاذبية للعملات المشفرة للمستثمرين العاديين.
وتزامن اكتساب البيتكوين المزيد من الأرض لدى الشركات المالية والاستثمارية، مع تسابق البنوك المركزية العالمية لإصدار عملات رقمية خاصة بها، مع خطوات متقدمة اتخذته الصين بشكل خاص نحو إطلاق عملة "اليوان الرقمي"، حيث تخشى البنوك المركزية أن تجد نفسها غير قادرة على السيطرة على النظام المالي الذي يتسارع نحو المدفوعات الرقمية.
كما أن التحوط ضد التضخم يعتبر أحد الدوافع وراء قفزة البيتكوين، حيث أجبرت أزمة كورونا الحكومات على فتح صنابير الإنفاق، ودفعت البنوك المركزية إلى إطلاق العنان لطباعة الأموال وخفض معدلات الفائدة لمستويات قياسية منخفضة في سبيل تقليل الآثار المدمرة للفيروس على الاقتصاد.
ولأن البيتكوين فئة أصول لا تتأثر مباشرة بتقلبات الأسعار، حيث انها تتميز بوجود معروض محدود بحد أقصى 21 مليون وحدة، على عكس العملات الورقية والتي بإمكان البنوك المركزية أن تطبع منها ما تشاء، مما يجعل البيتكوين أداة للتحوط ضد تسارع التضخم وانخفاض قيمة الدولار وسط بيئة معدلات الفائدة المنخفضة.

آخر الأخبار