عرضت mbc سلسلة أفلام قصيرة بعنوان "بيروت 6:07"، بعد أن قدمها "شاهد VIP". ومنذ عرض برومو السلسلة، التي صٌوّرت كتحية لضحايا الانفجار وأسرهم، تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، فالبعض أيد توثيق تلك اللحظات الإنسانية التي ترصد قصص أبرياء راحوا ضحية انفجار مرفأ بيروت، فيما اعتبر آخرون أن صناعة مادة درامية عن حدث ضخم كهذا لا يزال مبكّراً، كما انتقد فكرة بثّ سلسلة الأفلام على منصة تجارية بمقابل مادي.تنتمي الأفلام القصيرة، التي يشارك فيها نجوم الدراما اللبنانية ريتا حايك، كارول عبود، رودريغ سليمان، فادي أبو سمرا، زينب عساف ومحمد عقيل وغيرهم، إلى الدراما الإنسانية المقتبسة عن قصص حقيقية. وتفتح المشاهد المؤلمة لقصص الضحايا "الجروح على مستقبل بلد لا قيمة لحياة الإنسان فيه"، كما يروي فيلم "ميّت حي" (Undead) للمخرجة ومهندسة الصوت رنا عيد. تقفز عيد بالزمن 30 سنة بعد الانفجار، متخيلة حوار للضحايا المفقودين، قائلة: "أنا من الضايعين المفقودين، نحن هنا منذ 30 سنة ولم يسأل أحد عنا.. يمكنني أن أرى واقعة أو سقوطا سيحدث في المستقبل".لكن اللافت أن أبطال أو ضحايا غالبية الأفلام كانوا يريدون الهجرة لأنهم كانوا يشعرون بالخطر في كل مكان، كما في فيلم "عماد" لساندرين زيتون أو في فيلم "ميرا" إخراج لوسيان بورجيلي. ورغم هذه التراجيديا، فإن بعض الأفلام يبثّ قصة أمل، كما في فيلم "عازفة البيانو" لإميل سليلاتي الذي يستدعي مكافحة اللبناني، خصوصاً كبار السن الذين لم يعد لديهم إلا الصمود في بلد أجدادهم ليقاوموا الموت والفساد بالثقافة والموسيقى وحب الحياة.المخرج والمنتج مازن فياض، صاحب فكرة سلسلة الأفلام، يقول لموقع "الشرق": "كلنا كنا ضائعين ونلملم أشلاءنا، وفريق العمل بأكمله كان يرغب في تقديم شيء لهؤلاء الضحايا، حتى جاءت الفكرة لمجموعة إم بي سي، التي أبدت رغبتها في التضامن مع لبنان ودعم المشروع".ويلفت فياض، إلى أن المخرجين الـ15 والفنانين وشركة "Imagic Group’s- The Big Picture Studios" عملوا بشكل مجاني، رغم "ارتفاع كلفة الإنتاج، إذ أنتجنا 15 فيلماً في الوقت نفسه، وكل فيلم مختلف تماماً عن الآخر، وله فريق عمل مستقل".ويشرح فياض: "هذه ليست أفلام بل رسائل مصوّرة، والهدف منها ليس تحليلياً بل كي لا ننسى الضحايا، وإن هذا الانفجار كان ضد الشعب بأكمله، وفي نفوسنا غضب عارم".يتناول الفيلم الذي أخرجه فياض بعنوان "عباس وفضل"، قصة أب وابنه مقتبسة بعض أحداثه عن قصة حقيقية، إذ ينتمي الاثنان إلى عائلة من وسط بيروت تؤيّد حزباً طائفياً يرسل مناصريه لضرب المتظاهرين في ثورة "17 تشرين"، فيما يستنكر الأب انتماء ابنه إلى هؤلاء "الشبيحة".وعندما يذهب الأب العامل في المرفأ إلى عمله قبيل الانفجار، يسرع الابن بحثاً عن والده وسط أشلاء الجرحى.يقول فياض إن الفيلم "قصة أمل".لم يكن مخرج "غداً العيد" لوسيان بورجيلي، يريد صناعة فيلم يستدعي الأحاسيس والبكاء بل التفكير، ويقول: "حرصت على تناول حياة اللبنانيين ما قبل الانفجار التي قد تتغير بلحظة، وقد تنتهي بلحظة، عبر قصة واقعية". المخرجة كارولين لبكي، تروي في فيلمها "فوج الإطفاء البطل 175" الدقائق الأخيرة التي عاشها الفوج الذي راح بكامله ضحية الإهمال، إذ أجادت انتقاء ممثلين يشبهون الأبطال الحقيقيين، كما شارك زملاء الضحايا في الفيلم كممثلين ما أعطى المَشاهد مصداقية، خصوصاً أنها صوّرتها بالموبايل. تضيف لبكي: "هؤلاء الضحايا يستحقون أن نرفع قضيتهم ونطالب بمحاسبة من ارتكب هذه الجريمة".قدمت لبكي، مادة مؤثّرة تجعل المشاهد يعتقد أنها حقيقية، خصوصاً أنها تتخيّل في بداية الفيلم أن الضحايا انتصروا وأطفأوا الحريق وكرّموا من الدولة، لكن سرعان ما يتبدّد الأمل وتصحو على الفاجعة وصور توابيت الضحايا.يطرح الفيلم موضوع الإهمال والقتل المتعمّد لهؤلاء الإطفائيين الذين نادوهم من قلب المرفأ، وهم يعرفون ماذا يختبئ من مواد متفجرة في العنبر 12.وتصنّف لبكي فيلمها، "كنوع من العلاج وطريقة للتعبير عن القهر والغضب من الظلم والغبن".

بوستر الافلام القصيرة "بيروت 6:07"