الأولى
/
منوعات
"بيروت برهان" أحدث أفلام فرح الهاشم
الاثنين 03 أكتوبر 2022
5
السياسة
يتناول فيلم "بيروت برهان" سيناريو وإخراج وتمثيل فرح الهاشم، على مدى ساعتين تقريباً، قصة حياة المخرج اللبناني الراحل برهان علوية، الذي رحل في سبتمبر 2021.وكان المخرج برهان علوية، يعيش في مدينة بروكسل البلجيكية في السنوات العشر الأخيرة من عمره، بعد مسيرة سينمائية حافلة قدم خلالها مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة كان أبرزها فيلم "كفر قاسم" الذي أنجزه في القاهرة العام 1976 من انتاج المؤسسة العامة للسينما.وتقدم الفنانة فرح الهاشم، فيلمها الجديد بكثير من الحب لمسيرة وإنجازات هذا المخرج المبدع، تكريما له وتعبيرا عن التزامه في أفلامه بقضايا الأمة العربية، خصوصا قضية فلسطين والحرب في لبنان، حيث بدأ رحلته السينمائية مع بدايتها وقدم أفلامه الباحثة عن هوية الوطن في "بيروت اللقاء ورسائل المنفى وإليك أينما تكون" وغيرها حتى آخر أفلامه "خلص"، ورغم إيقاعات الحزن التي يجسدها فيلم "بيروت برهان" من خلال الأحداث والمواقف والذكريات والآراء والأشخاص إلا ان الجمال بمعناه العميق تجسد عبر الفيلم من البداية إلى النهاية. تستهل الرحلة من باريس إلى الجنوب حيث بلدة "أرنون الشقيف" مسقط رأس المخرج المبدع برهان علوية لتبدأ الحكاية، وفي تلك المهمة الشاقة، التي أنجزت بكثير من الجهد والتعب والدموع وبحب لا يوصف لشخصية الفنان الإنسان برهان علوية، كان البحث عن الأمكنة والوجوه والشخصيات والأسماء، التي رافقت علوية في حياته وأفلامه في وضع كوضع لبنان الحالي تحتاج إلى جهود مضاعفة.وأصرت المخرجة فرح الهاشم، منذ اللحظة الأولى، على استكمال المهمة في أقصر وقت ممكن، خصوصا أن الفيلم هو جزء من بحثها للحصول على درجة الدكتوراه عن "الهوية والانتماء في السينما اللبنانية خلال الحرب"، وجاء اختيارها لبرهان علوية لأنه المخرج الأكثر تعاملا وتفاعلا وطرحا لموضوع الهوية اللبنانية والعربية أيضا من خلال أفلامه وأحاديثه وفلسفته الابداعية كمخرج وكاتب سيناريو ومفكر سينمائي من الدرجة الأولى.كانت المخرجة على يقين بأنها ستنجز مهمتها بالصورة التي تتخيلها لكن اتمام هذا الفيلم لن يكون سهلا، فهي المخرجة والمصورة والممثلة ومهندسة الصوت التي تقود المونتاج واختيار الموسيقى التصويرية وكل ما يتطلبه الفيلم السينمائي من تفاصيل صغيرة وكبيرة.كانت المدة قصيرة وجائحة "كورونا" تحاصر العالم والطقس البارد يضيف عبئا على أعباء التنقل والمواعيد في ديسمبر 2021، عندما انطلقت المخرجة لتبحث عن "حيدر" د.هيثم الأمين بطل فيلم "بيروت اللقاء"، الذي يعيش في الصوانة، وهي قرية صغيرة في أقصى الجنوب اللبناني، وتبعد عن بيروت أكثر من 120 كلم، ومن ثم توزعت الأماكن واللقاءات في أرجاء بيروت ومقاهيها وضواحيها مع شخصيات عدة ظهرت في الفيلم مثل الكاتب د.أحمد بيضون والفنان أحمد قعبور والإعلامي زاهي وهبي والمخرج هادي زكاك والناقد نديم جرجورة والناقد هوفيك حبشيان وغيرهم، واستكملت فرح تصوير أجزاء أخرى من فيلمها في باريس مع شخصية أساسية لعبت دور البطولة في فيلم "رسالة من المنفى"، الإعلامي محمد كلش، الذي تذكر برهان وتحدث عنه كثيرا حتى لحظة التأثر الدامع وايقاف التصوير.استعادت فرح، ببراعة معهودة أجواء بيروت السبعينات والثمانينات والتسعينات حتى العام 2001 وقدمت عبر تلك الرحلة الشيقة الحافلة بالمواقف الإنسانية والوطنية والفكرية شخصية برهان بصوته ولغة أفلامه وأراء الآخرين عنه متوجة بأحاسيس محبة لبرهان وعالمه السينمائي ومعبرة بالغناء عن حالة الرومانسية والشاعرية التي أسقطتها على جو الفيلم الوثائقي – الروائي، وهو الأسلوب الذي تنتمي إليه أفلام المخرجة فرح الهاشم، وقدمت من خلاله مجموعة من أفلامها مثل "ترويقة في بيروت" و"قصة مش مكتوبة" و"اليوم الخامس". "بيروت برهان" فيلم يكرم المخرج اللبناني الذي رحل في أواخر العام الماضي لكنه يسكن ذاكرتنا ووجداننا إلى الأبد، فهو حمل هم وطنه وظل حتى آخر لحظة في عمره يحلم بوطن جميل رائع يحتفي بإنسانية اللبناني وحقه في الحياة بكل معانيها السامية وقيمها."بيروت برهان" هو الفيلم التاسع ضمن مجموعة أفلام المخرجة فرح الهاشم، القصيرة والطويلة التي بدأت مسيرتها السينمائية العام 2013 بفيلم "سبع ساعات" والذي حصل على أربع جوائز دولية من مهرجانات في فرنسا وأميركا على أمل أن يحظى الفيلم بما يستحقه من اهتمام وانتشار وعروض على مستوى لبنان ومصر والعالم.