بيع مقتنيات نور الشريف... وعائلته: لا علاقة لنا بالأمر

أبدى جمهور الفنان المصري الراحل نور الشريف، غضباً وحزناً بعد تداول بعض مقتنياته الخاصة وعرضها للبيع في أسواق الأنتيكات القديمة، وكذلك المجموعات الخاصة بالمزادات واقتناء الأشياء القيّمة في منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية.
ونفت أسرة الفنان الراحل علمها بمصدر تلك المقتنيات، مؤكدة أنها أهدت معظم محتويات مكتبته الخاصة لمكتبة الإسكندرية.
وتتضمن مُقتنيات الشريف، المعروضة للبيع في سوق الأنتيكات القديمة، كُتباً من مكتبته الخاصة، وبعض سيناريوهات أفلامه، وبوسترات أفلام تحمل توقيعه، وعشرات الألبومات التي تحوي صوراً خاصة به ومن كواليس تصوير أعماله الفنية، وكذلك المناسبات العائلية، منها صور لعيد ميلاد ابنته سارة في سن الطفولة، وأوراق مُدون بها كلماتٍ بخط يده، وهدايا، فضلاً عن بعض الجوائز التي حصل عليها من مؤسسات مختلفة.
وحدثت الأزمة، بعدما سرد الناقد المصري عصام زكريا، في مقال صحافي تجربته مع شراء بعض مقتنيات نور الشريف، عثر عليها صدفة في أحد الأسواق الخاصة بعرض وبيع الأنتيكات القديمة، موضحاً أنه حصل على مجموعة من كُتبه تحمل توقيعه وألبومات صور وملصقات لأفلامه، منها فيلم "حبيبي دائماً" إنتاج العام 1980.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تداول بعض مقتنيات نور الشريف للبيع، حيث سبق أن عرض أحد السماسرة بعضها عبر إحدى المجموعات في تطبيق "فيسبوك"، تضمنت 10 بكرات أصلية من فيلم "زمن حاتم زهران"، وعدة شرائط سجلت عليها مواد فيلمية عن الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وعشرات أسطوانات الموسيقى من مكتبته الشخصية، لمجموعة من المُطربين منهم أم كلثوم وشادية وعفاف راضي.
استنكرت الفنانة بوسي، أرملة نور الشريف، الاتهامات التي وجُهت لها ولابنتيها، بشأن التفريط في مقتنيات الفنان الراحل، وقالت لموقع "الشرق": "لا نعرف شيئاً عن المقتنيات التي تُباع في أسواق الأنتيكات، وليست لنا علاقة بالأمر، لكننا تعودنا على الشائعات السخيفة".
وناشدت بوسي، أصحاب الانتقادات عدم توجيه إساءة لأسرتها، لما لها من آثار سلبية عليهم، قائلة "اتقوا الله".
وأشارت الفنانة بوسي، إلى أن "مقتنيات نور الشريف، بعضها موجود في المنزل تحت تصرف الأسرة، والبعض الآخر، سلمناه إلى مكتبة الإسكندرية، قبل سنوات، كونها الجهة الأكثر ضماناً وقادرة على حفظ وصيانة المقتنيات، التي تكون متاحة بشكل دائم لكل مُحبيه في العالم العربي".
من جهته، كشف الناقد عصام زكريا، عن تلقيه اتصالاً من الفنانة بوسي، أرملة نور الشريف، في وقت سابق أكدت خلاله أنها لا تعلم شيئاً عن المقتنيات المعروضة للبيع.
وأكد زكريا أن "العائلة لم تبع هذه المقتنيات، بل جرى بيعها من مكانٍ آخر وبعدها جرى تهريبها خارج البلاد"، لافتاً إلى أن سوق الأنتيكات القديمة، مليء بمقتنيات العديد من المشاهير، وليس نور الشريف فقط".
من جهته قال رئيس القطاع الثقافي في مكتبة الإسكندرية، محمد سليمان، أن "المكتبة ليس لها علاقة بالمقتنيات المعروضة للبيع، إذ بحوزتنا آلاف الكتب الخاصة به، وأوراق وعقود أعماله الفنية، وليس لدينا أي ألبومات صور، وكل ما لدينا معروض للجمهور يتفقده بشكل يومي".
كما أوضحت إدارة مكتبة الإسكندرية، في بيان صحافي، أنها تسلمت إهداء خاصا من أسرة الفنان الراحل نور الشريف، قبل نحو 6 أعوام، يضم 6022 كتاباً، بالإضافة إلى عدد 167 ورقة عبارة عن بعض الأوراق والعقود الخاصة بشركته الإنتاجية، وكذلك 9 كراسات بخط يده مدون بها بعض الخواطر والملاحظات، لافتة إلى عدم وجود أي مقتنيات خاصة بالفنان، سواء ألبومات صور أو جوائز ودروع وشهادات تقدير.
وأكد البيان أنه "يمكن لزائر المكتبة، تفقد الكتب بقاعة المجموعات الخاصة والكتب النادرة، حيث إنها مفهرسة ومدرجة على قاعدة بيانات المكتبة، ويمكن للزائرين والباحثين الاطلاع عليها في أي وقت".
وتعددت سابقاً وقائع إهدار المُقتنيات الشخصية لفنانين راحلين، بعضها وصل إلى ساحات المحاكم، لعل أبرزها مقتنيات الفنان الراحل حسن كامي (1936 – 2018)، إذ عُرضت مجموعة منها للبيع عبر "فيسبوك"، وتضمنت صوراً شخصية للعائلة، وبطاقات، وحافظة للسجائر مصنوعة من الفضة، وأقلاماً وغيرها، جرى بيعها بأسعار زهيدة لا تتناسب مع قيمتها.
وتُعد مقتنيات الفنان أحمد زكي (1949 – 2005) هي الأشهر، حيث أثارت جدلاً واسعاً على مدار الأعوام الماضية، لوقوع خلافات بين أطراف الأسرة والورثة، وصلت إلى المحاكم، وما زالت منظورة أمام القضاء حتى الآن.