الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

بين الرئاستين

Time
الاثنين 26 نوفمبر 2018
السياسة
طلال السعيدفي نهايات مجلس 96 وقبل حل مجلس 96 بشهرين او ثلاثة أشهر حمّل الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، طيب الله ثراه، رئيس المجلس آنذاك رسالة شفهية الى اعضاء المجلس، فحواها أن الامور وصلت للحد الذي لايمكن تحمله او السكوت عليه، وحل المجلس اصبح وشيكا ان لم يغير الاعضاء نهجهم، خصوصا تعسفهم باستخدام السلطة. والأمر المؤسف في ذلك الوقت ان رسالة الامير الراحل رحمه الله لم تصل الى الاعضاء ولَم يجتمع بهم الرئيس كما يتطلب الامر ليبلغهم رسالة الامير، والنتيجة تم حل المجلس، ولو ان الرسالة وصلت الاعضاء بشكل واضح وصريح فمن المحتمل ان يغير بعض الاعضاء نهجهم ويستمر المجلس او يكمل مدته، الا ان رئاسة المجلس لم تبلغ المجلس كما كان واجبا، ويبدو انها كانت تتطلع الى حل المجلس لسبب او لآخر، الله وحده هو الذي يعلم، وما أشبه اليوم بالامس،الا ان تصرف رئيس المجلس الحالي هذه المرة يختلف تماما عن تصرف الرئاسة السابقة، فقد اجتمع الرئيس بالأعضاء وأبلغهم بامانة وصدق رسالة الامير، بالاضافة الى تصريح الرئيس الرسمي في جميع وسائل الاعلام عن الرسالة الأميرية التي وصلت للناخبين، مثلما وصلت للأعضاء، وعرفها الشعب الكويتي كله، وهذا هو الفرق بين الرئاستين، رئاسة تحرص على التعاون والاستقرار واستمرار المجلس بعمله حرصا على الصالح العام، ورئاسة تبحث عن المواجهة والتصعيد متصورة ان قوتها بالتصعيد وعلى اساس ان العمل البرلماني هو تحد للحكومة تحت مسمى المعارضة التي تعتمد بالدرجة الاولى على تهييج الناس. ومنذ ذلك الوقت والأمور تتصاعد بشكل سريع حتى وصلت للحد الذي لايمكن تحمله، بعد ان رفع سقف الخطابات ووصلت الى حد (لن نسمح لك ولن نخضع لك) وكانت تلك بداية النهاية بالوقوع تحت طائلة القانون، حتى صدرت الأحكام التي هرب البعض من تنفيذها والشعب الكويتي كله يعرف بقية القصة التي لا تزال فصولها لم تنته حتى الآن. ولو حرصت رئاسة مجلس 96 على إيصال الرسالة الأميرية كما حرصت الرئاسة الحالية عليها لتغير الامر. وهنا اكرر، مهم جدا فقد لا يرعوي بعض اعضاء المجلس الحالي ولايهتمون للرسالة ويستمرون بالتصعيد والتعسف في استخدام السلطة، متصورين ان هذا هوطريق النجومية السياسية، متناسين ان المسرح السياسي مقبرة النجوم، فمن ينزل من خشبة المسرح ينساه الناس بسرعة بعد ان تنحسر عنه الاضواء، وليس أمامهم سوى من هو بالسلطة وهذا مايعرفه رئيس المجلس الحالي معرفة المجرب، لذلك أوصل الرسالة بكل وضوح لكل الاعضاء والناخبين بنفس الوقت، وهذا الفرق بين الرئاستين.. زين.
آخر الأخبار