الاثنين 09 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

بين الصحة النفسية والجنون نسمة هواء ملوثة

Time
الأربعاء 28 أغسطس 2019
View
5
السياسة
شيكاغو، ماربورغ، د ب أ: لم تعد اضرار تلوث الهواء تقتصر على امراض الجهاز التنفسي، فمع التقدم الكبير في الابحاث العلمية خلصت بعض الدراسات الى انه مسؤول عن الجرائم العنيفة، وكذلك الاصابة بامراض السرطان كما هو ثابت في دراسات عدة قديمة، وجديدة، غير ان الجديد ما توصل اليه باحثون من الولايات المتحدة والدنمارك الى إن تلوث الهواء ربما كان له تأثير على انتشار الأمراض النفسية.
فقد رصد الباحثون، تحت إشراف أتيف خان وأندري رشيتسكي، من جامعة شيكاغو الأميركية، في مناطق تعاني من تردي جودة الهواء، زيادة الاضطرابات ثنائية القطب، أي النوبات التي تتقلب بين الاكتئاب والابتهاج المفرطين، وغيرها من الأمراض الأخرى، وهو ما اعلنه الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها مساء اول من امس في مجلة "بلوس بيولوجي" المتخصصة.
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات شركات تأمين صحي شملت 151 مليون شخص، ركزوا فيها على مدى انتشار الإصابة بأربعة أمراض نفسية، وهي الاضطراب ثنائي القطبية والاكتئاب الحاد، واضطراب الشخصية وانفصام الشخصية، إضافة إلى مرضي الصرع والشلل الرعاش.
وقال خان في بيان صادر عن جامعته:" يبدو أن هذه الأمراض العصبية والنفسية، المكلفة ماليا واجتماعيا، ذات علاقة بالوسط النفسي، لاسيما جودة الهواء".
وكان الباحثون قارنوا البيانات الصحية بجودة الهواء في الأحياء التي يعيش فيها أصحاب هذه البيانات، معتمدين في بيانات الجو على تقارير هيئة البيئة الأميركية، وخلصوا من خلال التحليل إلى أن عدد المصابين بإحدى حالات الاكتئاب الحاد يرتفع بنسبة 6في المئة في المناطق ذات الهواء الأسوأ جودة، مقارنة بالمناطق ذات الهواء الأفضل.
بل إن خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب ارتفع بنسبة 27في المئة في المناطق ذات الهواء الأسوأ.
اما في الجزء الثاني من الدراسة فقد حللوا سجلا، علاجيا وبيئيا، في الدنمارك يضم 1.4 مليون شخص ولدوا في الدنمارك بين عامي 1979 و 2002، وتبين أن معدلات الإصابة بحالات الاكتئاب الحاد ارتفعت في المناطق ذات معدلات التلوث الأعلى للهواء، بنحو 50في المئة، مقارنة بسكان المناطق الأفضل هواء.
كما تبين ارتفاع عدد حالات الإصابة بأمراض نفسية أخرى في الدنمارك، حيث ازداد خطر الإصابة باضطرابات الشخصية بنسبة 162في المئة، وخطر الإصابة بانفصام الشخصية بنسبة 148في المئة، في حين ارتفع خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطبية بنسبة 24في المئة، أي بنسبة مشابهة لما في الولايات المتحدة.
وفسر الباحثون الاختلاف في النتائج باختلاف البيانات التي تم تحليلها، وقالوا:" من المحتمل أن هذا الاختلاف يعود للتحليل المقيد لتقديرات بيانات العوادم في الولايات المتحدة".
كما لم يستبعدوا أن تؤدي تركيبة العوادم، أو التنوع الجيني الخاص بسكان كل بلد ،دورا في هذا الاختلاف.
في تعليق له بمجلة "بلوس بيولوجي"، انتقد جون إيوانيديس، من جامعة "ستانفورد" في كاليفورنيا، ما اسماه "مواطن قصور هائلة في الدراسة، وسلسلة طويلة من التشويهات"، وقال إن البيانات التي يتضمنها جزء الدراسة الخاصة بالولايات المتحدة جمعت في الفترة بين عام 2000 و عام 2005، في حين أن تشخيص الأمراض التي يعتقد أنها ناتجة عما تعكسه هذه البيانات، يعود للفترة بين عام 2003 و2013، مضيفا: "هذه التحليلات وما تلاها من دراسات في هذا المجال ربما استفادت من بروتوكولات محددة بصرامة ودقة، سجلت قبل أن يتم تحليل البيانات".
ورغم هذا الانتقاد فإن تيلو كيرشر من مستشفى "ماربورغ" الجامعي للأمراض النفسية، اعتبر الدراسة مساهمة مهمة في أبحاث الطب، وقال: "آمل أن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات جديدة في هذا المجال".
ورأى الخبير الألماني أن" قوة الدراسة تكمن في الحجم الهائل للبيانات التي اعتمد أصحاب الدراسة على تحليلها".
واكد "أن نتائج الدراسة منطقية"، وإن أبدى في الوقت ذاته استغرابه "لحقيقة أن تحليل البيانات الأميركية يظهر فقط وجود علاقة واضحة بين الاضطراب ثنائي القطبية وتلوث الهواء".
وأشار إلى نتائج دراسات سابقة "لتجارب على الحيوانات خلصت إلى أن الغبار والعوادم يمكن أن يتسببا في حدوث التهابات في الدماغ".
آخر الأخبار