تأجيل رحلات مطار صنعاء والمبعوث الأممي يدعو لإيجاد حل لاستئنافها

صنعاء، عواصم - وكالات: وسط قلق أممي بالغ، عرقلت ميليشيات الحوثي انطلاق أول رحلة تجارية كانت مقررة أمس من صنعاء، حيث أعرب المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ عن قلقه من الخطوة، داعيا الأطراف اليمنية إلى العمل على إيجاد حل لاستئناف الرحلات الجوية.
وقال جروندبرج عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، إن "الهدف من الهدنة هو خدمة المدنيين من خلال الحد من العنف وتوفير الوقود، وتعزيز حريتهم في التنقل من وإلى داخل بلادهم"، مشيرا إلى أنه يعمل على دعم الأطراف في تنفيذ وتعزيز وتجديد الهدنة.
وحض جروندبرج الأطراف على العمل بشكل بناء معه ومع مكتبه لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط له، مؤكدا مواصلة العمل من أجل دعم الأطراف اليمنية في تنفيذ وتعزيز وتجديد الهدنة.
من جانبه، حمّل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الميليشيا المدعومة من إيران، المسؤولية الكاملة عن تعثر تشغيل الرحلة التي كانت من المقرر أن تقلع من العاصمة اليمنية إلى عمّان، موضحا أن الحوثيين لم يلتزموا بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية، مضيفا أنهم حاولوا فرض ستين راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة.
وأكد وجود معلومات عن تخطيط الميليشيات لاستغلال الرحلات لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني بأسماء وهمية.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت تأجيل الرحلة الجوية الأولى من مطار صنعاء، بسبب العراقيل التي فرضتها ميليشيات الحوثي وإخلالها بالتزاماتها بموجب الهدنة الأممية، قائلة إن الرحلة التي كانت مجدولة في 24 إبريل تأجلت حتى تعود الميليشيات للالتزام بما تم الاتفاق عليه.
وأعربت عن أسفها لقيام الميليشيات الحوثية بإغلاق منافذ البيع للتذاكر وحصر الإصدار على مكتب الخطوط اليمنية في صنعاء، وإصدار تذاكر لمسافرين يحملون جوازات سفر صادرة عنها رغم إلغائها اعتبارا من مارس 2017. وأشارت إلى أنها طالبت عبر مكتب المبعوث الأممي بضرورة التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه، وتعديل قائمة المسافرين وإنزال أسماء الذين لا يحملون جوازات معترف بها حرصا على التزاماتها أمام المجتمع الدولي والدول المستقبلة.
ولفتت إلى أنها حرصت على عمل كل من شأنه التخفيف من المعاناة الانسانية لليمنيين واتخذت كل الإجراءات الداخلية والخارجية للبدء بتشغيل عدد من الرحلات من وإلى مطار صنعاء بموجب اتفاق الهدنة.
بدورها، قالت الخطوط الجوية اليمنية على "فيسبوك"، إنها "بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين، وقامت بكامل استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء قادمة من عمان"، معتبرة الرحلة "كانت ستكون بادرة خير لنقل المرضى والمسافرين من صنعاء إلى عمان"، معربة عن أسفها الشديد للمسافرين "عن عدم السماح لها بتشغيل أولى الرحلات من مطار صنعاء"، آملة "تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح بمعاودة انطلاق الرحلات من صنعاء".
ميدانيا، أعلن الجيش اليمني رصد نحو 94 خرقاً للهدنة الأممية ارتكبها الحوثيون يوم الجمعة الماضي في عدد من جبهات القتال، قائلا إن "قواته رصدت 31 خرقاً في محوري البرح غرب محافظة تعز، وحيس جنوب محافظة الحديدة، ورصد 24 خرقاً في جبهات القتال غرب محافظة حجة، و19 خرقا جنوب وغرب وشمال غرب محافظة مأرب، و16 خرقاً في محور تعز، وثلاثة خروقات في جبهتي ثرة وحلحل لودر بمحور أبين، وخرقاً واحداً في جبهة الملاحيظ جنوب غرب محافظة صعدة". في المقابل، زعم المتمردون الحوثيون الإفراج عن 42 من المحتجزين المحسوبين على التحالف العربي لدعم الشرعية، كمبادرة إنسانية من طرف واحد، بمناسبة شهر رمضان واقتراب عيد الفطر.