الاثنين 30 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تأخر صرف الدعم يهدد بانهيار منظومة إنتاج الأبقار
play icon
عبدالحكيم الأحمد
المحلية

تأخر صرف الدعم يهدد بانهيار منظومة إنتاج الأبقار

Time
الاثنين 24 يوليو 2023
View
9
السياسة
الأحمد لـ "السياسة": لم نتسلم الدعم منذ ديسمبر وسط غياب "أصحاب قرار" في الهيئة

المزارع بصدد وقف استيراد الأبقار نهائياً لعدم وجود الأعلاف الكافية وخسائر بالغة نتكبدها

كلفة إنتاج ليتر الحليب تصل إلى 300 فلس وسعره للمشترين من 140 إلى 150 فلساً


عبدالناصر الأسلمي

في وقت تتوالى أزمات العالم الغذائية، بالتزامن مع توجه دول عدة لاجراءات حمائية لمنتجاتها من الطعام، تسود المشهد المحلي حالة من التخبط والاهمال ما يهدد بانهيار بعض هذه المنظومات الانتاجية الرئيسية في البلاد، واهمها منتجات الابقار من لحوم وحليب.
وبخطى متسارعة، تتجه مزارع الصليبية نحو كارثة غذائية، نتيجة غياب الدعم عنها منذ شهر ديسمبر الماضي وعدم وجود مسؤولين "اصحاب قرار" في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية الخالية من نواب للمدير العام مخولين بالتوقيع على استمارات الصرف المعطلة منذ ثمانية أشهر والخاصة بمستحقات الدعم عن تلك الفترة.
المشهد القائم والقاتم أربك عملية تعليف الابقار في 49 مزرعة تضم الالاف من الثروة الحوانية وتنتظر صرف الدعوم كي لا تتكبد هذه المزارع الخسائر لاسيما ان ملتزمة ببيع الحليب للمصانع باقل من تكلفة الانتاج نظير وجود دعم الحليب الطازج في ظل ثبات قيمة الدعم منذ العام 1975 ما يجعل قيمة الدعم الحالية لا تتناسب مع الارتفاع بتكاليف العملية الانتاجية بعد التضخم والارتفاع في اسعار المواد الاساسية الداخلة في الانتاج.
وفيما قدرت مصادر لـ "السياسية" تكلفة تعليف الابقار في 43 مزرعة بـ 5 ملايين دينار كويتي سنويا، كشف رئيس اتحاد منتجي الألبان الطازجة عبدالحكيم الأحمد عن أن شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين يحملان في جعبتهما أزمة غذائية كبيرة تصب على منظومة الأمن الغذائي بانتاج الحليب ومشتقات، حيث لا وجود لأي مسؤول في الزراعة منذ شهرين يمكنهم الوصول إليه لحل هذه الأزمة.
واكد الاحمد في تصريح الى "السياسة" أن صرف مستحقات دعم الحليب الطازج مجمدة ولا سبيل لصرفها إلا بوجود مسؤول ينقذ البلد من كارثة غذائية وشيكة.
وقال "نحن اليوم بصدد وقف استيراد أي نوع من الابقار نهائيا لعدم وجود الأعلاف الكافية فهناك مزارع تضم 200 رأس بقر وأخرى 300 رأس وغيرها تضم آلاف الأبقار لكن تلك الأعداد بحاجة الى علف يومي لاستمرار وتيرة الانتاج من حليب وغيره الى السوق المحلية لكن الواقع المخيف لتلك الأعداد من الأبقار أن الملاك أصبحوا يبيعونها للمشترين الذين بدأوا يقبلون على شرائها بكثرة نتيجة عدم تمكن الملاك من توفير العلف لها.
واوضح أن منظومة الأمن الغذائي في هذه الحالة مهددة بالانهيار بسبب نقص كميات الاعلاف دون اي اكتراث من "الزراعة"، ما ادى الى ارتفاع اسعار الاعلاف لافتا الى مشاكل اخرى يعانيها الملاك منها تجاهل الحلول المقدمة بخصوص انتشار الامراض الحيوانية وضعف التحصين والوقاية البيطرية.
وذكر تكلفة انتاج اللتر الواحد للحليب على المزرعة تتراوح بين 280 و300 فلس بينما تبع في السوق وللمشتري من 140 إلى 150 فلسا ما اضطر اصحاب المزارع الى بيع عدد كبير من رؤس الأبقار تخلصا من الخسائر المحدقة بهم.
وتابع: بعض المزارع تنتج كميات كبيرة من الحليب البقري وتضطر أحيانا الى توزيعه مجانا للشركات حتى لا يكون مصيرها الاغراق على الأرض أو تلف تلك الكميات اليومية، مشيرا إلى أن تكلفة طن البرسيم الواحد 200 دينار الأمر الذي يجب معه تدخل الحكومة واعادة النظر في هذه الحالة المزرية التي ستؤدي مع الوقت الى جفاف المنتج المحلي من الحليب والاضطرار الى الاستيراد من الخارج وانتهاء عملية الاكتفاء الذاتي من اللحوم والحليب والأجبان والألبان وتوابعها من مشتقات.
واشار الى انه لا شك من ان الثروة الحيوانية وتنميتها والمحافظة عليها من الروافد الأساسية في توفير الغذاء سواء لتوفير اللحوم بأنواعها أو الالبان ومنتجاتها، مضيفا انه " في حال سلطنا الضوء على الثروة الحيوانية في الكويت خصوصا مزارع الأبقار، فلا شك اننا نملك ثروة طائلة لو اهتمت بها الحكومة فستوفر الاكتفاء الذاتي من المنتجات كافة الامر الذي يستوجب على الحكومة الاهتمام بمربي الابقار لانهم يقدمون خدمة كبيرة للوطن في المحافظة على الثروة الحيوانية وتوفير الالبان ومنتجاتها، لسد حاجة البلاد.
واوضح انه في الآونة الاخيرة وبعد ارتفاع اسعار الاعلاف بشكل جنوني تكبد اصحاب المزارع خسائر فادحة، والتي تجعل البعض يفكر في البيع وترك المهنة لما سيصيب هذا القطاع الحيوي من انتكاسة وخسارة.

إحدى مزارع أبقار الصليبية

آخر الأخبار