منوعات
"تأريخ يوحنا النيقي"... الإسلام المبكر برواية قبطية
الأربعاء 12 ديسمبر 2018
5
السياسة
أصدر المركز المصري كتاب " تأريخ يوحنا النيقي الإسلام المبكر برواية قبطية"للمؤلف جارلس. د. ليت والترجمة للدكتور جاسم علي.يوحنا النيقي أسقف ولد سنة 640م، أي أنه ولد في أيام الفتح الإسلامي لمصر، وكتابه مجموعة أخبار في تاريخ العالم. كتب جزءا منها في الأصل بالقبطية، وجزءً آخر باليونانية، ويظهر أنه قد نقل إلى العربية في زمن متقدم، وعلى أساس هذه النسخة وجدت ترجمة أثيوبية وهي النسخة الوحيدة الباقية من الكتاب وقد ترجمها وحررها زوتنبرغ.يسير هذا الكتاب في أحداثه المختصرة بتسلسل زمني منذ بداية الخليقة حتى الفتح الإسلامي لمصر، وفقا لوجهة نظر الكنيسة الغريبة والشرقية وعلاقتهما بالكنيسة المصرية، ولا يؤرخ أحداثه بالتاريخ الميلادي إنما بالقبطي.للكتاب مقدمات عدة بالإنكليزية وبعض نصوصها بالسريانية، يتكون الكتاب من مئة وثلاثة وعشرين فصلا. وقد يكون الفصل فقرة واحدة أو جملة واحدة وأحيانا من فقراتعدة، وقد يصل إلى أكثر من مئة فقرة، قد يكون حجم الفقرة خمسة أسطر أو أكثر. ولكل فقرة أو فصل رقم تسلسلي خاص.أخبار هذا الكتاب ذات قيمة كبيرة إذ كانت واضحة النص وغير غامضة، ولم تتعرض إلى الفساد، ومعلومات الكتاب المفقودة. لسوء الحظ. تنحصر ما بين تولية هرقل ووصول المسلمين إلى حصن بابيلون. وعلى ذلك فقد ضاعت من الكتاب كل مدة الاحتلال الفارسي وعودة مصر إلى الروم.وكذلك فقد اختلطت أخبار الفتح الإسلامي اختلاطا عظيماً، إذ هي مقلوبة رأسا على عقب، ومن الصعب على الباحث أن يعيد إليها السياق. وقد ثبت ذلك من بعض حقائق أمهات المصادر الكبرى، ولابد من عدها معالم ثابتة لا يختلف في صحتها، رغم أنها تخالف عما جاءت به المصادر العربية المتأخرة عنها. ولذا فهي على هذا الأساس مهمة لمن أراد البحث في تاريخ مصر. وكان عثور البعثة البريطانية في الحبشة على نسخة مخطوطة من كتاب يوحنا قد سهل الكثير من الأمور لكتاب تاريخ الفتح العربي لمصر.ومن المحتمل أن تكون مصادر معلوماته التاريخية مما سمعه من أخبار الفتح عن الذين شهدوا هذا الفتح، ومثل هذه المشاهدة ذات قيمة واضحة فيما يشهد فيه. مع كل ما في النسخة الخطية الأثيوبية من عيوب، فقد جاءت فيها تواريخ جديدة تستدعي النظر بدقتها. وهذه التواريخ بمثابة معالم ثابتة نستطيع أن نستدل بها على نظام علمي في ترتيب التواريخ.خصص المؤلف في كتابه 38 فصلاً لتاريخ مصر من فصوله البالغة 122 منها عشر فصول لتاريخ الفتح الإسلامي لمصر. وعند مقارنة مجموع الفصول التي كتبها في تاريخه وهي 122فصلا بما كتبه عن تاريخ مصر، أكبرها الفصل السابع والسبعون الذي يحتوي 114 فقرة. يظهر لنا أن التاريخ المصري يشكل ثلثي فصول الكتاب. وقد روى معلومات تشير إلى مدى أهمية مصر الاقتصادية؛ إذ يذكر أن أرضها خصبة مليئة بالماء والبحيرات.