تأشيرات "شينغن"... والوعود!

نافع حوري الظفيري

في خضم الأزمات العالمية المتتالية، سواء اكانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، فانها تجعل من الدخل من السياحة أحد روافد تنشيط الاقتصاد الوطني لاي دولة، لا سيما التي تتأثر مباشرة بما يدور من حولها من احداث ومشكلات، ولهذا تجد بعض الدول، خصوصاً أوروبا الشرقية تجعل من أراضيها جاذبة للسائح الأجنبي، ناهيك عن السياحة الداخلية، ولهذا جعلت دخولها من البساطة والسهولة لكي يستشعر السائح أن كل شيء مهيأ له، وانه في وطنه الثاني، مما جعل بوصلة السياح المترددين على أوروبا الغربية يغيرون وجهتهم بـسبب العراقيل والتعقيدات التي تضعها دول الاتحاد الاوروبي.
ففي حالتنا الخاصة ككويتيين، فقد شبعنا وهرمنا من تلك الوعود
البراقة عن تسهيل سفر الكويتيين اليها، والتي تصور ان كل دولة يزورها أحد مسؤولينا، وهي كثيرة في هذه الفترات من السنة لاعتدال الجو في تلك البلاد، انها على استعداد لفتح منافذها لنا، للسياحة او الدراسة، او البحث عن فرص استثمارية.
ففي السنة الماضية لو حسبنا كم مسؤولا كويتيا زار بروكسل حيث مقر البرلمان الاوروبي، لا سيما بعد التلميحات القوية التي صدرت من أمانة الاتحاد بالموافقة على إعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة "شينغن"، ما دفع بالمسؤولين على التسابق على تلك الدولة، لكي يضعوا وسام البطولة على صدرهم، لوجدنا ان هؤلاء المسؤولين اقاموا في بروكسل اكثر من حضورهم الى مكاتبهم. لكن في النهاية ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، وفلا هشت تلك الزيارات، ولا نشت، وعاد ملف دولة الكويت إلى المربع الأول، بكل احترام وهدوء، لتعود العجلة للدوران مرة أخرى في وقت صيف اخر، بانتظار الوقت عن الافراج عن هذه التأشيرات، وهذا لا يعلم به إلا الله وحده، لان المسؤولين الاوروبيين يعطونك من الوعود الوردية ما لم يعطك أخوك، وبالتالي أصبح حلم الإعفاء من تلك التأشيرة كحلم تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي زاد عن 37 عاما وهي تنتظر قبولها بالاتحاد الاوروبي. لهذا من الافضل لنا أن نطالب الاتحاد الاوروبي بتأشيرة لمدة خمس سنوات، حتى يحن الله علينا، ويوافق الاتحاد على إعفائنا، ولا نعود الى العذاب كل سنة عبر المواعيد المتعبة، والزحمة المزعجة.
اللهم احفظ الكويت

محام وكاتب كويتي

[email protected]