الأربعاء 24 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

تباطؤ عالمي واسع النطاق مع التوتر الصيني الأميركي وكارثة "البريكست"

Time
الأحد 14 أبريل 2019
السياسة
كشف التقرير الاسبوعي لاسواق النقد عن خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو العالمي للمرة الثالثة في ستة أشهر فقط وقدم تقريراً قاتماً عن الاقتصاد العالمي. حيث خفض توقعاته إلى نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3% هذا العام مقارنة مع التوقعات السابقة الصادرة في يناير الماضي والبالغة 3.5%. وقد عزى التقرير هذا التراجع بصفة أساسية إلى تزايد التوترات التجارية المتنامية حيث قام أيضا بتخفيض توقعات نمو حجم التجارة العالمية للسلع والخدمات إلى 3.4% مقابل تقديرات يناير البالغة 4%. ويبدو أن ميزان المخاطر يرجح كفة التطورات السلبية، حيث أشار التقرير لذلك مستشهداً بعدد من المخاوف التي تتراوح ما بين المفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة والصين لإنهاء الحرب التجارية، وكارثة انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، وخطر حدوث تباطؤ عالمي واسع النطاق.
وبدءا من أكبر الاقتصادات العالمية، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لمعدلات نمو اقتصاد الولايات المتحدة إلى 2.3% بتراجع بلغت نسبته 0.2% مقارنة بتوقعات شهر يناير. ويعكس هذا التخفيض الإغلاق الحكومي الجزئي الذي انتهى في يناير الماضي وتراجع النفقات العامة إلى مستويات أقل مما كان متوقعاً وحالة عدم اليقين على صعيد التبادل التجاري. أما بالنسبة لمنطقة اليورو، فقد انخفضت توقعات النمو بنسبة 0.3% وصولاً إلى 1.3%، حيث دخلت إيطاليا الآن في حالة ركود اقتصادي، في حين تمكنت ألمانيا بالكاد من تجنب الركود بنهاية العام 2018. أما المملكة المتحدة - التي تأثرت بصفة رئيسية بحالة عدم اليقين الناتجة عن انفصالها عن الاتحاد الأوروبي – فقد تم خفض توقعات نموها الاقتصادي بنسبة 0.3% لتصل إلى 1.2%.

الاحتياطي الفيدرالي: الخيارات مفتوحة
قال التقرير ان مجلس الاحتياطي الفيدرالي ابقى الخيارات مفتوحة في اجتماعه الأخير، حيث أشارت محاضر الاجتماعات إلى درجة عالية من عدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية. فبعد رفع أسعار الفائدة أربع مرات في العام الماضي، تبنى البنك المركزي موقفاً مغايراً تماماً في مستهل العام 2019، متجها نحو موقف يتسم "بالتحلي بالصبر". وفي الآونة الأخيرة، بدأ مسار المحادثات الخاصة بأسعار الفائدة يتغير نحو أي من الاتجاهين بناءً على البيانات الواردة وغيرها من التطورات الأخرى. إلا ان معظم صانعي السياسات أشاروا إلى أن أسعار الفائدة ستظل على الأرجح على حالها دون تغير خلال الفترة المتبقية من العام الحالي. وقد نتج عن نشر محاضر الاجتماعات تراجع أسعار سندات الخزينة والأسهم في دلالة على ردة فعل المستثمرين وشعورهم بالقلق تجاه نبرة عدم اليقين حول مستقبل رفع أسعار الفائدة.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة إلى إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على نفس مسار موقفه السابق الخاص بعدم رفع أسعار الفائدة هذا العام حيث من غير المرجح أن يؤدي الارتفاع الهامشي في معدلات التضخم إلى تغيير النهج المتأني الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي.

تحول الانتباه من الصين إلى أوروبا
يبدو أن واشنطن سوف توجه انتباهها الآن نحو أوروبا بعد توتراتها مع الصين. وقد بدأ ذلك التركيز بعد اعتماد الاتحاد الأوروبي بعض الإعانات لدعم شركة إرباص والتي اعتبرتها منظمة التجارة العالمية غير قانونية. وهددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على ما قيمته 11 مليار دولار من صادرات الاتحاد الأوروبي، بما يهدد الهدنة الحساسة بين الطرفين التي تم عقدها في يوليو بين واشنطن وبروكسل. في ذلك الحين، أبرم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر اتفاقا مع ترامب للامتناع عن فرض مزيد من الرسوم الجمركية وذلك على الرغم من عدم الغائها رسمياً منذ ذلك الحين. وتواصل الولايات المتحدة انتقادات تتعلق بإحجام الاتحاد الأوروبي عن التطرق للأمور الزراعية في محادثاتها.

تأجيل انفصال بريطانيا عن اوروبا
تم تأجيل انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر وتحدد الموعد النهائي الجديد في 31 أكتوبر. وتضع تلك الموافقة الثانية للاتحاد الأوروبي على التمديد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في موقف مشابه للوضع السابق – حيث تواجه ضغوطاً هائلة من النواب المحافظين المشككين بأوروبا والغاضبين بسبب قيادتها وتأجيل عملية الانفصال. ومما أضاف مزيداً من الأعباء، جاء قرار التمديد قبل 6 أسابيع فقط من انتخابات البرلمان الأوروبي بما سيضطر المملكة المتحدة إلى إجراء انتخابات أو يلزمها بالانفصال في الأول من يونيو.
وأعلنت رئيسة الوزراء عن بدء المحادثات مع زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، الأمر الذي فتح المجال أمام صفقة جديدة قد تتضمن انفصالا أكثر ليونة قد يشمل العضوية في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي. ونظراً لرفض النواب لاتفاقية الانفصال المقدمة من رئيسة الوزراء تيريزا ماي ثلاث مرات بالفعل، صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ان المملكة المتحدة يمكنها الآن إعادة النظر بشأن ستراتيجيتها أو اختيار "إلغاء انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي بالكامل"، إلا انه ناشد بريطانيا قائلاً: "أرجو الا تضيعوا الفرصة هذه المرة".
آخر الأخبار