تبخرت معلومات من حصلوا على مئة في المئة

د. حمود الحطاب

طول المناهج واعتمادها على المعلوماتية في التربية سلبية عظيمة في التعليم، ولا يريدون التخلص منها، ومن سلبياتها كراهية المتعلمين للمواد التي يتعلمونها لصعوبة تجميعها وحفظها
واستظهارها غيبا في الاختبارات، وسرعة نسيانها وضياع العمر التعليمي بهذا الشكل بفائدة محدودة.
سألتني حفيدتي وهي في الصف الثالث الثانوي، ان كنت اريد شيئا من كتبها بعد ان انتهت من الاختبارات فيها، وقالت سأتخلص من كتبي هذه، فإذا لك حاجة في بعضها اعطيك اياها قبل اتلافها، فلم تعد بحاجة لها، وهكذا يفعل كل طلاب المدارس، وبعضهم يقطعها مباشرة بعد انتهاء الاختبار، ويرميها في الشارع؟
فقلت لها: اعطيني كتب الجيولوجيا، فانا احب هذه المادة.
اجرى أحد الباحثين والمهتمين بالتعليم اختبارات على الطلاب المتميزين الذين حصلوا على اعلى النسب في امتحان الثانوية العامة، فسألهم أسئلة الامتحانات نفسها التي جاءتهم في امتحانات الثانوية العامة، وصحيح الاختبار، فوجد ان معظم هؤلاء المتفوقين قد نسي معلوماته بعد خروجه من امتحان الثانوية العامة، وقد نالوا درجات منخفضة جدا في الاختبار الذي اجراه عليهم هذا الباحث.
النتيجة الحاصلة ان تدريس كم اقل من المواد التعليمية المفيدة، حياتيا وعمليا، وفق مطالب نمو المتعلم وحاجة المجتمع، ووفق عالمية التعليم، هو الحل الامثل للتعليم.
المناهج المعلوماتية والحفظ والاستظهار عمليات متخلفة تعليميا وتربويا... فهل يسمعون؟

كاتب كويتي
[email protected]