فازت أوكرانيا مساء السبت بلقب مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الموسيقية المقامة في إيطاليا، متقدمة على بريطانيا وإسبانيا، بفضل تصويت المشاهدين، الذين اختاروا فرقة تمثل الدولة التي غزتها القوات الروسية نهاية فبراير الماضي، ومازالت الحرب مستعرة حتى الآن.ونالت فرقة "كالوش أوركسترا" التي تمزج أغنيتها "ستيفانيا" بين الهيب هوب والموسيقى التقليدية، 631 نقطة، متقدمة على البريطاني سام رايدر وأغنيته "سبايس مان"، التي نال عليها 466 نقطة، والمغنية الإسبانية شانيل مع أغنيتها "سلو مو"، ونالت عليها 459 نقطة.ومع تتويج الفرقة الأوكرانية باللقب، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تدوينة عبر "فيسبوك": "شجاعتنا تثير إعجاب العالم. موسيقانا تغزو أوروبا".ويعتبر هذا الفوز الثالث لأوكرانيا في المسابقة الأوروبية الأشهر، حيث فازت بها في 2004، وكذلك في 2016 بعد عامين على ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، لصالح الفنانة جمالا وأغنيتها بعنوان "1944" التي تروي ترحيل ستالين للتتار.وكما الحال خلال الحفلتين نصف النهائيتين في تورينو الإيطالية هذا الأسبوع، انتشرت الأعلام الأوكرانية ذات اللونين الأزرق والأصفر بكثافة في قاعة "بالا أولمبيكو" بعاصمة إقليم بيمنته شمال غرب إيطاليا، حيث أطل ممثلو البلدان الـ25 المشاركة في المنافسة النهائية.وقال المغني أوليه سيوك بفرقة "كالوش أوركسترا"، الذي حصد تصفيق الحاضرين إثر تقديم الفرقة عرضها الغنائي الاستعراضي: "أرجوكم ساعدوا أوكرانيا وماريوبول... ساعدوا أزوفستال".وأكد المغني الذي يعتمر قبعة زهرية، بعد حصد الفرقة لقب المسابقة: "هذا النصر مهم جدا لأوكرانيا، خصوصا هذا العام. نشكركم من أعماق القلب.. المجد لأوكرانيا".ورغم أن الرسائل السياسية محظورة عموما في مسابقة "يوروفيجن"، غير أن المنظمين أعلنوا عدم التوجه لاستبعاد أوكرانيا على خلفية تلك التصريحات خلال الحفل الختامي، وقال اتحاد البث الأوروبي، وهو الجهة المنظمة للمسابقة: "نتفهم المشاعر العميقة حيال أوكرانيا في هذا السياق، ونعتبر أن تعليقات مغني كالوش أوركسترا وفنانين آخرين مجرد تعبير عن دعمهم للشعب الأوكراني وهي ذات طبيعة إنسانية أكثر منها سياسية".وكان اتحاد البث الأوروبي، الجهة المنظمة للمسابقة، أعلن في 25 فبراير، أي غداة بدء غزو القوات الروسية أوكرانيا، استبعاد روسيا من المشاركة في الحدث الموسيقي هذه السنة.ونالت أوكرانيا 12 نقطة، أي العلامة القصوى، من جمهوريات سوفيتية سابقة عدة أو بلدان كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي، وهي بولندا ومولدافيا ولاتفيا ورومانيا وليتوانيا.وبحسب قواعد "يوروفيجن"، يجب أن تُنظّم الدورة المقبلة من المسابقة في أوكرانيا، التي ستكون وفق أوليه سيوك "أوكرانيا جديدة ومندمجة ومتطورة ومزدهرة".وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي: إن مسابقة يوروفيجن 2023 يجب أن تقام في ماريوبول "الحرّة والمسالمة والمُعاد بناؤها"، لكن هذه المدينة الساحلية الستراتيجية في أوكرانيا لا تزال تتعرض لقصف مكثف يشنه الروس بغية تحريرها وضمها إلى روسيا.وقد أعطت فنلندا التي تتشارك حدودا برية تتخطى مساحتها 1300 كيلومتر مع روسيا وتتحضر لدخول حلف شمال الأطلسي، علامة 12 نقطة للسويد التي أعلنت بدورها رسميا عزمها الانضمام إلى الحلف، بدءا من هذا الأسبوع.أما المشاهدون الأوكرانيون فقد أعطوا العلامة القصوى للمشترك البريطاني.وأبدى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، رغبته في أن تقام نسخة 2023 من يوروفيجن في "كييف داخل أوكرانيا الحرة والموحدة"، فيما ذكّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "الاتحاد الأوروبي معكم".وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بهذا الفوز الذي يعكس "الدعم المطلق من أوروبا لأوكرانيا".أما عن نتائج المسابقة، فقد حلت فرنسا التي تنتظر منذ نحو نصف قرن الفوز بالمسابقة بعد آخر لقب لها في يوروفيجن في العام 1977، في المرتبة ما قبل الأخيرة مع فرقة "ألفان اند أهيز"، بعدما نجحت المغنية الفرنسية باربارا برافي مع أغنيتها "فوالا" في تحقيق المركز الثاني في نسخة العام الماضي.وشاركت أوكرانيا، البلد الأوفر حظا منذ أسابيع وفق ترجيحات المراهنين، في المسابقة مع أغنية كُتبت قبل الحرب الأوكرانية لكن كلماتها ترتدي مغزى خاصا في ظل النزاع الحالي كما في مقطع ورد فيه "سأجد طريق المنزل حتى لو كانت كل الطرق مدمرة". وقد حصل الأعضاء الستة في الفرقة، وجميعهم في سن القتال، على إعفاء خاص منحته لهم حكومة كييف، لكن يتعين عليهم العودة للمشاركة في المعارك بعد انتهاء المسابقة، وقد بقي أحد أفراد الفرقة في بلده.بينما حل ثانيا البريطاني سام رايدر مع أغنيته المنفردة "سبايس مان"، تلته في المركز الثالث المغنية الإسبانية من أصل كوبي شانيل مع أغنيتها اللاتينية الراقصة "سلو مو".وحلت رابعة السويدية كورنيليا ياكوبز مع أغنيتها العاطفية "هولد مي كلوزر"، فيما غنى واستعرض الفنان ميكا في حفل الختام بصفته مضيفا للحفل مع لورا بوسيني وإليساندرو كاتلان.

"كالوش أوركسترا" تؤدي "ستيفانيا"

ميكا يستعرض ويغني في الختام