الأحد 27 أبريل 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الاقتصادية

تجار لـ"السياسة": موسم السفر يصيب سوق الذهب المحلي بالركود

Time
السبت 30 يوليو 2022
View
5
السياسة
تحقيق - ناجح بلال:

يشهد سوق الذهب المحلي حالة من الركود خلال الاشهر الاخيرة، رغم تراجع سعر الذهب بكافة أنواعه خلال الآونة الاخيرة وان كان بشكل طفيف.
وفي جولة لـ"السياسة" على عدد من محلات الذهب في أماكن متفرقة أكد عدد من تجار هذا المعدن النفيس ان السبب الرئيسي لهذا التراجع والركود يعود الى سفر الكثير من المواطنين والمقيمين خلال هذه الفترة، فضلا عن حالة التضخم التي أصابت المنتجات الأخرى والتي لعبت الدور الأساسي في عدم توافر السيولة المالية الكافية، واليكم التفاصيل:
بداية، التقينا تاجر الذهب محمد صيام الذي قال إن أسعار الذهب في الكويت هادئة ومستقرة إلى حد ما ولكنها تراجعت بصورة طفيفة عن ذي قبل في الاونة الاخيرة، ومع هذا يعاني سوق الذهب من حالة من الركود منذ اكثر من شهر تقريبا بسبب سفر الكثير من المواطنين والوافدين، مشيرا إلى أن تجار الذهب تعاملوا بمرونة مع قيمة المصنعية لأنها الجانب الوحيد الذي يسمح بالمرونة والفصال حيث أن سعر غرام الذهب لايمكن الفصال فيه نهائيا لارتباطه بالسعر العالمي والذي تحدده يوميا وزارة التجارة والصناعة.

تراجع طفيف
وذكر تاجر الذهب أسعد صبحي أن سعر الذهب الآن يعد جيد جدا وسبب تراجعه الطفيف نتيجة هدوء الاوضاع العالمية نسبيا خاصة ان الدول الاوروبية لم تتخذ أي إجراءات ضد روسيا بسبب اندلاع حربها مع أوكرانيا وذكر أن سعر الذهب تراجع بمعدل دينار وربع منذ بداية حرب روسيا واوكرانيا.
واضاف صيام رغم هدوء سعره في الكويت تعاني أغلب محلات الذهب من ركود حاد ومعظمها تعتمد الان على شراء الذهب من الزبائن، مشيرا إلى أن الأمر الذي يزيد من حدة الركود بيع الذهب المستعمل عبر غروبات التواصل الاجتماعي، حيث يباع الذهب المستعمل بمصنعية قليلة لا تتعدى النصف دينار للغرام بينما سعر المصنعية داخل المحل لا يقل عن الدينار والنصف، لافتا إلى أن التاجر يضطر لبيع المصنعية بسعر أعلى ليتمكن من دفع الايجار ورواتب العمالة، مبينا أن ارتفاع الاسعار للمنتجات الغذائية والعقار وارتفاع معدلات التضخم أدى لحالة من قلة السيولة لدى المواطن والمقيم وهذا ساهم في ركود الذهب.

سعر المصنعية
بدوره، قال تاجر الذهب زيدان حنا إن معظم أرباح محلات الذهب في الكويت وبقية دول العالم تأتي من المصنعية بالدرجة الأولى حيث إن سعر مصنعية الغرام تبدأ من 2 دينار الى أعلى حسب مستوى جودة ومهارة صناعة القطعة الذهبية.
ويرى صلاح حسبو تاجر محل ذهب أن تاجر محل الذهب يمكن أن يتحول للثراء في حالة واحدة عندما يرتفع سعر الذهب فجأة بصورة عالية خاصة عند التاجر الذي لديه مالا يقل عن 20 كيلو من الذهب داخل محله، ولكن معظم محلات الذهب لا تملك الذهب الذي تبيعه حيث أنها عبارة عن منفذ بيع لكبار تجار الذهب، موضحا ان الاستثمار في الذهب لا يحقق الربح إلا على المدى البعيد مستشهدا على ذلك بتقارب سعر الذهب منذ نهاية العام الماضي حتى الآن.
واضاف أن شركات تصنيع الذهب في الكويت تمدهم بالذهب حسب الاحتياج وتأخذ مقابله الذهب المستعمل الذي يشتريه من الزبائن.

النقود الذهبية
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي ناصر المطيري إن النقود ظهرت للمرة الاولى على شكل عملات ذهبية عام 700 قبل الميلاد وكان ذلك خلال الفترة الكلاسيكية للحكم اليوناني والروماني في العالم الغربي ثم تدفقت الفضة والذهب إلى الهند لشراء التوابل ولشراء الحرير من الصين، كما انتشرت العملات الذهبية والفضية الرومانية من بريطانيا إلى شمال أفريقيا خاصة مصر في العهود الماضية ثم تحولت العملات من ذهبية الى ورقية قبل نحو ألف عام.
وأشار الى أنه رغم شيوع العملات الورقية لم يفقد الذهب أهميته كأحد المعادن النفيسة النادرة و عاد للواجهة مرة أخرى حيث استخدم كغطاء لتقييم أسعار صرف العملات في الفترة بين القرنين التاسع عشر والعشرين قبل أن يختفي معيار الذهب تماما بين ثلاثينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأضاف المطيري أن جموع المستثمرين والمحللين الماليين يرون أن الذهب عبارة عن وسيلة للتحصن ضد المخاطر في أسواق الأسهم وغيرها من الاستثمارات التي تتعرض للتقلبات وكذلك ضد ارتفاع التضخم حيث أن الذهب يحفظ قيمة الأموال من التآكل فقط وهو يمثل الاستثمار الآمن طويل الاجل حيث أن شراء الذهب وتركه لفترة طويلة لحين ارتفاع أسعاره يحقق الأرباح الجيدة.
وذكر أنه على الرغم من أن الذهب لا يقوم بالدور المباشر في النظام النقدي الدولي ومع هذا فالمصارف المركزية والحكومات عبر أنحاء العالم تسعى دائما للاحتفاظ بكميات ضخمة من الذهب للحماية من عدم الاستقرار الاقتصادي حيث أن تقلبات سعر الذهب ليست بالخطرة كحال المضاربة في الاسهم.
ولهذا فروسيا خزنت قبل شروعها في الحرب ضد أوكرانيا كميات هائلة من الذهب في الأعوام الماضية لمساعدتها في تقليل الآثار الاقتصادية لأي عقوبات تفرض عليها من قبل الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية.
من جانبه قال مدير العلاقات العامة بأحد المراكز التجارية كرم ابو الفتوح أن الاستثمار في الذهب الآن يعتبر آمنا بالدرجة الأولى في ظل تراجع الكثير من العملات العالمية، وافاد ابو الفتوح ان الحرب الروسية الأوكرانية بالفعل كانت من عوامل اتجاه معظم المستثمرين لشراء الذهب.
آخر الأخبار