الأربعاء 02 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

تحديات المؤسسة

Time
الأحد 18 يونيو 2023
View
9
السياسة
م. أفراح جاسم السعيدي

خلال مرحلة دراستي الماجستير، درست عن سلوك المؤسسة وما هي العوامل، الداخلية والخارجية، التي تؤثر عليها، فكانت من تلك العولمة، والتنوع بين الموارد البشرية، وغيرها التي تكاد تكون متشابهة بين المؤسسات في جميع أنحاء العالم.
وبعد فترة قصيرة جدا اكتشفت ان المؤسسات تواجه تحديات أخرى مختلفة نتيجة التطور التكنولوجي، والمتطلبات المتغيرة، سواء اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، أو أي متطلبات من شأنها ان تؤثر على سلوك المؤسسة، لذلك وجب إلقاء الضوء على بعض هذه التحديات الرئيسية التي تواجه المؤسسات في الوقت الحالي، وكيف يمكن التعامل معها. من أهم التحديات هو التحول الرقمي، فمع التقدم التكنولوجي السريع، يواجه العديد من المؤسسات تحدي التكيف مع التحول الرقمي، اذ يتطلب ذلك تحديث الأنظمة والعمليات التقليدية عبر تبني التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتحليلات البيانية والحوسبة السحابية.
ويصاحب هذا التحول تدريب الموظفين على استخدام هذه التقنيات الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتغيير، ومواكبة التطور الذي من شأنه ان يصب في مصلحة الفرد والمؤسسة.
ثاني أهم التحديات هو النقلة الاجتماعية والثقافية التي تغيرت وتطورت في الفترة الأخيرة، لذلك يتوجب على المؤسسات مواجهة ومواكبة هذه التحولات، وفهم تطلعات الجمهور واحتياجاته، وتقديم خدمات تلبي تلك الاحتياجات، كذلك تعديل السياسات الداخلية، وتعزيز الشمولية، والتنوع، والمساواة.
وقد يكون للتطور التكنولوجي ضريبة تدفعها المؤسسة نتيجة تزايد التهديدات والاختراقات الإلكترونية، لذلك لا بد من مواجهة التحديات الأمنية عبر تعزيز جهود الأمن السيبراني، وحماية البيانات والمعلومات وفق درجة حساسيتها. ومن الواضح هنا أن سرعة التغيير التي يشهدها العالم في شتى المجالات خصوصا في المجال التكنولوجي تتطلب التكيف مع هذا التغيير، واتخاذ القرارات السريعة والمرنة. كما أن الحاجة إلى الابتكار أصبحت ملحة، وقد يتطلب الأمر تغييرا في هيكل المؤسسة، والسياسة المتبعة في اتخاذ القرارات، وكذلك وضع ستراتيجية جديدة تواكب التطور، وربما استباق هذا التطور. كنت في نقاش مع أحد الأصدقاء والذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة، والحديث كان عن وجود الشركة في الاعلام الحديث، ومستوى انتشارها ومقارنتها مع مثيلاتها في المجال نفسه، والذي أفصح بدوره عن السبب، وهو عدم الرغبة بالتغيير. هذه الستراتيجية قد تعمل وقد تستمر، لكن ليس على المدى البعيد، لذلك من التحديات التي تواجه المؤسسات هو القدرة والجرأة على تغيير أصحاب القرار، واستبدالهم بعقول شبابية قابلة للتعلم ومواكبة التطور.

كاتبة كويتية

[email protected]
آخر الأخبار