دمشق - وكالات: حذرت الأمم المتحدة، من موت مليون نازح سوري برداً، وذلك بعد ساعات من إعلان النظام السوري سيطرته على مدينة حلب، فيما تظهر مؤشرات أن تركيا غرقت في وحل ملف إدلب، الذي بدأ يزعجها في ظل استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام في المحافظة، بدعم روسي.وأكدت الأمم المتحدة في بيان، ليل أول من أمس، أن المواجهات في شمال غرب سورية بلغت مستوى مرعباً، وأدت إلى فرار 900 ألف شخص منذ بدء هجوم النظام في ديسمبر الماضي.وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أن 900 ألف شخص نزحوا، غالبيتهم الكبرى من النساء والأطفال.وقال إن النازحين مجبرون على النوم في العراء وسط الصقيع، لأن مخيمات اللاجئين لا تتسع لهم، مشيراً إلى أن الأمهات يحرقن البلاستيك لتدفئة أولادهن، فيما يموت رضع وأطفال من شدة البرد.واعتبر أن العنف في شمال غرب سورية "أعمى"، داعياً إلى خيار وحيد يكمن بوقف إطلاق النار لمنع استمرار الكارثة.وفي السياق، عبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس، عن صدمتها من حجم الأزمة الإنسانية في سورية، منددة بقصف مستشفيين في تلك المنطقة.ووصفت ما يحدث شمال سورية بأنها أفعال ترقى لجرائم حرب، مؤكدة أن كثافة الهجمات على المستشفيات والمدارس لا يمكن أن تكون عرضية، وداعية النظام للسماح بمرور آمن للمدنيين وفتح ممرات إنسانية عبر مناطق الصراع.من ناحية ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أمس، بدخول رتل تركي جديد إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، ليل أول من أمس، يتألف من نحو 70 آلية من دبابات وراجمات صورايخ ومدرعات.بالتوازي، بحث وفدان تركي وروسي في موسكو، أمس، في سبل تخفيض التوتر بإدلب.وقالت مصادر ديبلوماسية تركية، إن أنقرة أكدت خلال المحادثات، ضرورة تخفيض التوتر بسرعة على الأرض، والحيلولة من دون أن يسوء الوضع الإنساني أكثر في إدلب.من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، "إن لم نتوصل لنتائج في محادثات موسكو بشأن إدلب يمكننا عقد لقاء بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين خلال أيام، فيما أشار المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" إلى أن تركيا أبلغت الجانب الروسي بشكل واضح وصريح، بأنها أجرت التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة جيش الاسد إلى حدود اتفاق سوتشي في حال لم ينسحب.ميدانياً، أحرزت قوات النظام والقوات الموالية لها تقدما في إدلب وحلب، فيما نفذ الطيران الروسي نحو 120 غارة على حلب منذ ليل أول من أمس.ودخلت تعزيزات عسكرية روسية أول من أمس، إلى مطار "الطبقة" العسكري في محافظة الرقة، فيما سيرت روسيا دورية مشتركة مع الجيش التركي شمال محافظة الحسكة، وذلك بعد توقف تام استمر أسبوعين.وفي السياق، قصفت قوات تركية وفصائل سورية موالية لها أمس، مواقع انتشار "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في الشمال السوري، فيما يبدو تمهيداً "لأمر ما"، بحسب ما ذكره "المرصد".وأضاف "المرصد"، بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في قصف مدفعي وغارات جوية على منطقتي الدانا والإبزمو بين حلب وإدلب.وفي دمشق، أدى انفجار عبوة ناسفة أمس، إلى إصابة خمسة سوريين، أحدهم بحالة خطرة.وأعلنت وكالة أنباء النظام "سانا"، وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين نتيجة الانفجار، قرب منطقة كراجات باب مصلى.وتعتبر منطقة باب مصلى من المناطق المزدحمة بشكل عام، ويوجد بداخل المنطقة محطة للنقل الداخلي بين المحافظة وريف دمشق وبعض المحافظات السورية.إلى ذلك، وصل الأمين العام المساعد لحزب "البعث العربي الاشتراكي" هلال الهلال، أمس، إلى مطار حلب الدولي، عقب افتتاحه أول من أمس، بعد توقف دام ثماني سنوات.وذكرت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، أن زيارة الهلال تمت بناء على توجيه من الرئيس بشار الأسد.وأشارت إلى أن طريق حلب الدولي "أم 5" شهد أمس، حركة طبيعية، بعد أيام من سيطرة النظام عليه وتنفيذ أعمال الصيانه وإزالة الأتربة.

أفراد من قوات الأمن السورية ينقلون رفات بشرية في موقع مقبرة جماعية يعتقد أنها تحتوي على جثث مدنيين عسكريين في دوما (أ ب)