الدولية
تحذير خليجي ودولي: لا مساعدات للبنان حال هيمنة "حزب الله" على البرلمان
الخميس 12 مايو 2022
5
السياسة
"السياسة" ـ خاص: منذ أن أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله أن الانتخابات النيابية المنتظرة الأحد المقبل، بمثابة حرب تموز سياسية يواجهها حزبه والحلفاء، بدا بوضوح أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد على صعيد المشهد الداخلي اللبناني، حيث يضع "حزب الله" كل ثقله في المعركة الانتخابية كي يخرج منتصراً مع حلفائه.وفي المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها "السياسة"، فإن "حزب الله" وضع خطة واضحة الأهداف لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، حيث تعطيه التقديرات نسبة عالية بالفوز بالأغلبية النيابية، أي أكثر بقليل من سبعين نائباً، وأنه لن يصل إلى حدود الثلثين، أي 86 نائباً، مستفيداً من دعوة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري لمقاطعة الاستحقاق النيابي، ما سيسمح للحزب بتحقيق اختراقات في الساحة السنية، وتالياً إيصال "ودائعه" السنية إلى مجلس النواب الجديد. ولذلك كانت دعوة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة إلى أوسع مشاركة سنية في الانتخابات، لأنهم يدركون خطورة وتداعيات أي مقاطعة سنية لهذا الاستحقاق، كون المستفيد الأول سيكون "حزب الله" وحلفاؤه. وأشارت معلومات "السياسة"، أن السفراء الخليجيين، دعوا إلى مشاركة سنية واسعة في الانتخابات النيابية الأحد المقبل، كي لا يستفيد "حزب الله" من أي مقاطعة لناخبي الطائفة، لأنهم يدركون العواقب السلبية التي ستتأتى عن سيطرة الحزب وجماعات إيران على المجلس النيابي الحديد في لبنان. وكشف السفراء لشخصيات لبنانية روحية وسياسية، أن مصلحة لبنان في عدم مقاطعة الانتخابات النيابية من جانب أي مكون سياسي أو طائفي، لعدم إفساح المجال أمام "حزب الله" للإمساك بالقرار السياسي، وهو أمر بالغ الخطورة على لبنان، وربما قد يدفع الدول الخليجية والمجتمع الدولي، إلى إعادة النظر في قرار مساعدة هذا البلد، إذا لم يحصل التغيير المأمول، بهدف التخلص من الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه.وقد كان موضوع دعوة الناخبين السنة للمشاركة بكثافة في الانتخابات، بعد غد الأحد، محور اللقاء اللافت في دار الفتوى بين المفتي دريان وسفراء مجلس التعاون الخليجي، حيث علمت "السياسة" من مصادر موثوقة، أن السفراء الخليجيين أكدوا لمفتي لبنان أهمية ألا يقاطع الناخبون السنة الانتخابات بأي شكل من الأشكال، لعدم إفساح المجال، لـ "حزب الله" لوضع اليد على لبنان، وهو موقف لا تبدو دار الفتوى بعيدة منه، حيث يصر المفتي دريان على أن تكون مشاركة الناخبين السنة بنسبة كبيرة، حيث من المتوقع أن يدعو خطباء المساجد، اليوم، في خطب الجمعة إلى مشاركة واسعة في الاستحقاق النيابي.وتمنى السفراء أن "تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وأمال اللبنانيين"، لافتين الى أن "السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطنا وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، واعتبروا أن رسالة السفراء للبنانيين هي توجيهية بتغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى وأن المشاركة بالانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه".من جهته، شدَّد مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان على "العلاقات الأخوية والممتازة التي تربطه بدول مجلس التعاون الخليجي وقياداتها الحكيمة في التعاطي مع القضايا العربية والإسلامية، وفي تعزيز التعاون والتضامن لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة".وقال إن "لبنان يمر بمرحلة دقيقة وحساسة تتطلب توحيد الصفوف وتوطيد وتعزيز العلاقات اللبنانية مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بما يعود بالنفع على لبنان واللبنانيين الذين يعانون تقصير الدولة في معالجة القضايا الاقتصادية والمعيشية".وأضاف أن "الانتخابات النيابية مفصل مهم في تاريخ لبنان، وأعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا اللبنانيين بالمشاركة لا بالمقاطعة ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة، فالانتخاب قرار وواجب ديني ووطني، ومن يفوز في هذه الانتخابات يكون بخيار اللبنانيين الحر الديمقراطي، وعلينا أن ندرك ان الانتخابات ومن يفوز فيها تحدد مسار لبنان وعلاقاته مع أشقائه العرب وأصدقائه".