بيروت ـ "السياسة":وسط ما يشبه الإجماع على أن المجرم الذي اغتال المعارض لـ"حزب الله" لقمان سليم سيبقى مجهولاً، تواصل الأجهزة الأمنية والقضائية، تحقيقاتها في الجريمة في منطقة خاضعة لنفوذ "حزب الله" وحلفائه.وقالت شقيقة سليم، رشا الأمير، إن العائلة تقوم بإجراءات فحص خاصة للجثمان، نظراً إلى عدم ثقتها في القضاء والأجهزة، مشيرة إلى إنه لم يبادر أي مسؤول في الدولة أو الأجهزة إلى إجراء اتصال رسمي بها فيما يتعلق بالتحقيقات.وأضافت، إنه "حي في كل الشباب والشابات الذين رغم الحجر موجودون معنا"، مشيرة "انني أُكبِر الشجاعة عند الناس الموجودين معنا، فلقمان حي لانه صاحب المكان بعد وفاة الوالد محسن سليم وأصر أن نقيم هنا في الغبيري، ووجودنا قرار ولا يمكن أن يقتلعونا كما يظنون، وبيتنا بيت حرية وأدب وحلم ولا يشبه محيطه والحي".على صعيد التحقيقات، قالت مصادر إن قوى الأمن الداخلي عثرت على نظارات سليم في مكان قريب من حيث عثر على هاتفه، وطلب القضاء رفع البصمات عنها كما تتواصل عملية تفريغ كاميرات المراقبة المنتشرة عبر الطرقات لمعرفة مسار السيارة التي خطفته.وأضافت أن المعلومات بشأن الهاتف متضاربة، وفيما أكدت شقيقة سليم أنه (الهاتف) ليس مع العائلة، أشارت المصادر الأمنية إلى أنه مع العائلة، مضيفة إن المفاوضات مستمرة مع العائلة لتسليم الهاتف وتفريغ المعلومات منه.
وفي الوقت الذي أكدت مصادر بارزة في المعارضة لـ"السياسة"، أن "إعدام سليم رسالة مباشرة لمناوئي حزب الله في البيئة الشيعية، بالكف عن الاستمرار في معارضته، وأنهم سيلقون مصير سليم في حال واصلوا سياسة الاعتراض على الحزب، من دون استبعاد مواصلة الاغتيالات ضد شخصيات لبنانية معارضة".وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي حديثاً للصحافي قاسم قصير قال فيه، "أبلغتني شخصية دينية مطلعة في دولة إقليمية، أنها أرسلت قبل أسبوعين تحذيرات لقيادات لبنانية حزبية أن الاغتيالات ستستأنف، وأن المعارضين لحزب الله هم الهدف الأساسي، وأنه منذ اليوم الأول لفوز بايدن ستبدأ التفجيرات والاغتيالات في لبنان والمنطقة، وأن على الجميع الحذر خوفاً من الفتنة".وفي أول تغريدة لها بعد اغتيال زوجها لقمان سليم، نشرت مونيكا بورغمان، عبر "تويتر"، صورة سوداء مكتوب فيها "صفر خوف".وفي حين علم أن سليم سيدفن في حديقة منزله في الغبيري، بضاحية بيروت الجنوبية، قالت والدة المغدور معلقة على مقتله، "ذبحوني"، مضيفة، "هو ابني وصديقي وشريكي في الفكر والقراءة والمناقشة" وتساءلت: "ماذا استفاد الذين قتوله؟ هم خسروا طاقة تخدم لبنان وليس فقط طاقة لي، فهو رجل مثقف، يكتب ويحلل، نعم أنانية الأم ترفض فراق ابنها لكن لو فكر القتلة ببلدهم لما اقدموا على فعلتهم" .وقالت مستهزئة من المجرمين "(صرفوا) عليه خمس إلى ست رصاصات كتر خيرهم".وفي ردود الفعل الدولية على اغتيال سليم، ذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي، "نشعر بالصدمة والحزن الشديد من جراء اغتيال لقمان سليم، المفكر والناشط السياسي البارز، ندعو السلطات اللبنانية إلى الشروع بالتحقيق فوراً وتقديم المرتكبين إلى العدالة".في غضون ذلك، اعتبرت منظمات حقوقية الجريمة، بأنها "تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات ضد حرية العمل السياسي في لبنان، هدف بعضها إلى قمع التظاهر والاحتجاج السياسي، وقد بلغت أوجها في الاعتداء العنيف ضد مئات المتظاهرين في بيروت في الثامن من أغسطس العام 2020، حداداً على مجزرة مرفأ بيروت، وفي مقتل ثلاثة أشخاص خلال الاحتجاجات في طرابلس، أما بعضها الآخر الذي لا يقل خطورة، فقد استهدف أشخاصاً بعينهم تم الاعتداء عليهم بهدف ترهيبهم كما حصل مع الصحافي محمد زبيب والمحامي واصف الحركة، أو تصفيتهم للتخلص منهم وترهيب سائر مكونات المعارضة كما حصل مع الناشط علاء أبوفخر".محلياً، نعى العلامة علي الأمين، لقمان سليم، "الذي اغتالته يد الغدر"، فيما اعتبرت "حركة المبادرة الوطنية"، الجريمة بأنها اغتيال سياسي على الأرض اللبنانية من قوى الأمر الواقع.