بيروت ـ"السياسة": لم تهدأ حركة الاتصالات الديبلوماسية التي يقوم بها لبنان، لتفادي ضربة إسرائيلية قد تكون حتمية في حال رد "حزب الله" على الخرق الإسرائيلي للضاحية الجنوبية الأحد الماضي، في وقت تستمر أجواء الحذر الشديد مخيمة على المناطق الجنوبية، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل"، في حين غابت الدوريات الإسرائيلية في الجهة المقابلة، خوفاً من عمليات انتقامية قد يقوم بها الحزب. وتابع رئيس الجمهورية ميشال عون تطورات الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، من خلال التقارير التي وردت اليه عن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة العسكرية، وردود الفعل المحلية والخارجية على العدوان، متابعا تنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعه الطارئ في قصر بيت الدين.من جهته، كثف رئيس الحكومة سعد الحريري، مشاوراته الهادفة لتحصين لبنان وحمايته، فالتقى في السراي الحكومي سفراء الدول العربية، في إطار الاتصالات التي يجريها للتداول في التطورات الswأخيرة.وعرض وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، ولاسيما الاعتداء الاخير على الضاحية الجنوبية وتداعياته.وطالب باسيل الامم المتحدة بـ"إدانة هذه الاعتداءات وأخذها في الاعتبار عند التجديد لمهمة قوات الطوارئء العاملة في جنوب لبنان". ونقلت القائمة باعمال السفارة الفرنسية في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو، إلى الوزير سليم جريصاتي، موقف بلادها الداعي الى ضرورة ضبط النفس، ولاسيما ان لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب " اليونيفيل"، خصوصا ان فرنسا ساهمت مع دول أخرى في اعتماد " قرار ملائم" من شأنه التمديد للقوات الدولية سنة إضافية.إلى ذلك، اعتبر النائب علي بزي بعد لقاء الاربعاء النيابي، ان "ما حصل من اجماع لبناني كان بمثابة أولى بشائر الانتصار على مستوى الوحدة الوطنية".
ولفت الى ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري اشاد بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في اثبات معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كما عبر عن اعتزازه بالموقف الموحد من قبل كل اللبنانيين".وفي الإطار، تقدّم الجيش اللبناني، أمس، بشكوى لدى اليونيفل على خلفية سقوط 4 قنابل مضيئة عند الطرف الغربي لبلدة شبعا الى الشمال من الخط الحدودي الفاصل في محور بركة النقار. واعتبر الجيش اللبناني، ما حصل خرقًا بريًا غير مبرّر. وقال المتحدث الرسمي ياسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي، أن "اليونيفيل تتابع عن كثب التطورات في لبنان وفي المنطقة ككل. وفي هذا السياق، من المهم للغاية ضمان الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق، حيث تعمل اليونيفيل بنشاط مع الأطراف وعلى الأرض لتحقيق هذه الغاية".