الاثنين 30 سبتمبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تحرير الأسواق

Time
الأربعاء 18 يوليو 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

أول أرض كويتية تحررت من الاحتلال العراقي كانت جزيرة قاروه،بعد معركة استمرت خمس ساعات ثم تم تطهيرها ورفع عليها العلم الكويتي، وكانت فأل خير علينا،توالت بعدها أخبار التحرير، وارتفع علم الكويت كذلك على منفذ النويصيب وعزفت موسيقى الجيش السعودي السلام الوطني الكويتي في منفذ النويصيب،ثم توالت بعد ذلك الانتصارات ودخلت القوات الى الكويت العاصمة،واندحر جيش الغزاة،وبقية القصة يعرفها الجميع بداية من تقبيل رجل جندي التحالف على شاشات الفضائيات،ونهاية بضربات طريق المطلاع التي حصدت السارقين وسرقاتهم، والتي بقيت فترة طويلة شاهدا على اندحار الغزاة،وياليتها تحولت الى متحف مفتوح ولَم تُزَل.
موجب سرد قصة الاحتلال والتحرير هو ان أسواقنا أصبحت محتلة،خصوصا أسواق ما اتفق على تسميتها بالامن الغذائي، فأسواق الجملة للمواد الغذائية بيد الأصدقاء الإيرانيين،وأسواق الماشية بيد الآسيويين خصوصا البنغلاديشيين،وأسواق السمك بيد الاشقاء المصريين وأسواق اللحم بيد الاشقاء السوريين والمطاعم بيد الاشقاء اللبنانيين وجيرانهم،وسوق الخضرة بين الإيرانيين واللبنانيين،وسوق الأعلاف بيد الآسيويين، فما الذي ننتظره من كل هؤلاء،وهل بعد هذا الاحتلال احتلال ؟ فأمننا الغذائي بيد غيرنا،ولولا ستر ربك ثم التموين لرأيت العجب العجاب ولتوالت أزمات مفتعلة في الأرز والسكر والمواد التموينية،ولكن التموين الذي يصرف لنا بالبطاقة شهريا جعلهم يهجعون رغم ان فروع التموين كلها بلا استثناء بيد جالية واحدة،ولانريد ان نتحدث هنا عن سرقات التموين ومايتم ضبطه بالمنافذ من مواد تموينية لايسأل احد كيف استولوا عليها،وكذلك سوق الحرامية ومايباع فيها من مواد مدعومة، و الذي يجب ان يعرفه كل كويتي،مواطن أو مسؤول، ويعملون عليه، قد اصبح من الضروري تحرير أسواق الكويت من احتلال الأصدقاء والاشقاء وغيرهم ليعود لنا بلدنا، فالوضع لايبشر بخير،وتحكمهم بالاسعار بشكل جشع جدا جعل الكويتي البسيط يعزف عن شراء السمك الكويتي والخروف العربي والهيل والقهوة، فكلها لم تعد بمتناول محدود الدخل،والغلاء مصطنع، وليس من بلد المنشأ حتى نعذر التاجر. أما مايجري في سوق السمك فحكاية اخرى،فالبحر بحرنا وخيراته عاش عليها اجدادنا،وحين اصبح الصياد والجزاف وافداً أصبح يشتريه المقتدر منا بضعفي ثمنه،اما غير المقتدر فيتفرج فقط.
لقد آن الاوان لتحرير الاسواق من محتليها بقوة القانون،فقد بلغ السيل الزبى،ولَم يعد للمواطن موضع قدم في أسواق السلع الاستهلاكية،وإذا استمر الوضع على ماهو عليه فإننا نسير بالاتجاه الخاطئ،وللعلم حين احتلت الكويت وغادرها كل هؤلاء لم تتوقف الحياة،لسبب بسيط جدا،وهو ان المواطن الكويتي استلم السوق بكل مافيه ولَم تشح سلعة واحدة على بيت من بيوت الكويت،فقط فكروا بالموضوع..زين
آخر الأخبار