طلال السعيدأمر العراق ليس بيد حكومته فهناك حكومات كثيرة تسيطر على مقدراته، وكل واحدة منها لها توجه يختلف تماما عن الاخرى، ففي حين تحرص الحكومة المركزية، التي تحكم بغداد فقط، على علاقات حسن الجوار مع دولة الكويت، هناك حكومة أخرى في الجنوب تطلق صواريخ "كاتيوشا" على ابراج نفطنا من خلف جسر صفوان، فهل نركن الى حكومة بغداد وتعهداتها، ونترك اجواءنا مفتوحة تقصف بالصواريخ ونحن نتفرج؟ يقال ان هذه الصواريخ من اجل افشال المؤتمر الذي انعقد في بغداد، والمقصود فيها الكاظمي وحكومته، فلماذا لم توجه الصواريخ الى دول الجوار الاخرى، ايران او السعودية بدلا من توجيهها الى دولة الكويت، مع العلم ان كلتا الدولتين مشاركة في المؤتمر؟المسألة ليست مثل ما يبسطها لنا بعض مسؤولينا، فالموضوع اكبر واخطر، ففي جنوب العراق هناك من لا يزال يحمل الحقد على الكويت واهلها، وللاسف الشديد اننا لم نولِ هذا الموضوع ما يستحق من اهتمام، متصورين ان الزمن كفيل بتغيير بعضهم، فيما هم يزدادون مع الايام كرها وحقدا، حتى انهم حين امتلكوا ثلاثة صواريخ "كاتيوشا" اطلقوها على ابراج نفطنا، ولله الحمد والمنة، انها لم تصل الى الكويت، ووقعت على مركزهم الحدودي المسمى صفوان، والا لطالبنا حكومتنا بالرد الفوري، وتدمير منصات الصواريخ، ونحن نملك من الامكانات العسكرية ما يمكننا من الرد وإسكات تلك الصواريخ، وتدمير منصات إطلاقها، الا ان وقوعها في حدودهم حال دون ذلك.المنطق يقول اننا نتعامل مع دولة، ولا نتعامل مع عصابات او ميليشيات، او دولة داخل الدولة، لكن اذا وصل الامر الى اطلاق الصواريخ على منشآتنا النفطية فلا بد من التعامل مع المتحرش ومحاولة الوصول اليه وتأديبه، لكي يعرف ان حدود الكويت خط احمر لا يمكن تجاوزه، والحكومة المركزية في بغداد تعرف انها غير قادرة على مواجهة تلك العصابات، لذلك لم تتخذ اي اجراء تجاه من اطلق الصواريخ على حدودنا.الأمر لا يمكن السكوت عليه ويجب التصعيد على كل المستويات، بما في ذلك تقديم شكوى الى مجلس الامن، ويقول المثل الشعبي "تحزّم للاسد بحزام واحد وتحزّم للحصني بحزامين"، ونحن نقول تحزموا لهم... زين.
[email protected]