الأولى
/
المحلية
تدابير شرعية لمواجهة غلاء الأسعار المستمر
الاثنين 06 يونيو 2022
5
السياسة
* النجدي: صورة من صور الابتلاءات وعلينا أن نكثر من الاستغفار حتى يرفعها الله عنا* الجاسر: الإسلام حارب الإسراف والترف فهما من أسباب الغلاء وحذرنا منهما * الرشيدي: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين ويجب تحري الأمانة عند البيعكتب - عبدالناصر الاسلمي: موجة الغلاء تتصاعد عالميا وبمنتهى القسوة فكم من أسرة فقدت توازنها واحترقت بنيران الغلاء وكم من رجل ضاقت به الدنيا تحت وطأة العوز والعجز عن تلبية احتياجات أسرته.ومن حكمة الله تعالى أن أوجد لعباده طرقاً يسلكونها من أجل تيسير معاملاتهم، وإقامة وجوه الحق بينهم فالإسلام في نظامه المالي يقر الملكية الفردية والتجارة ما دامت وسائل التملك مشروعة، ويقر حرية التصرف في الأموال ما دام ذلك التصرف متماشياً مع روح الشريعة، وما دامت مصلحة الفرد لا تطغى على مصلحة الجماعة، فإن حصل ظلم أو طغيان من قبل الفرد أو الجماعة أو بدأت مؤشراته تلوح في الأفق، ففي النظام الإسلامي من التدابير ما يكفل إيقاف بعض التجار عند حدودهم، ومنع من تسول له نفسه التعدي على تلك الحدود. هذا ما أكده استاذان جامعيان في كلية الشريعة وإمام وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية التقتهم "السياسة "، فإلى التفاصيل: صورة من صور البلاءبداية، قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الدكتور محمد النجدي: ما نزل بلاء إلا بذنب ولن يرفع إلا بتوبة ولا بد على كل واحد منا أن يكون على يقين أن قضية ارتفاع الأسعار، ما هي إلا صورة من صور البلاء والمصيبة على الناس في أموالهم ومعيشتهم، مشيرا الى هذا ما أخبرنا به ربنا جل جلاله في كتابه العزيز، فقال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى: 30].وأوضح، فالذنوب والمعاصي هي سبب المصائب والابتلاءات التي نزلت بنا وعلينا أن نكثر من الاستغفار حتى يرفع الله عنا هذا البلاء والغلاء الذي حلَّ بنا، مضيفا أنه على مسلم أن يكون على ثقة بأن الله تعالى تكفَّل برزقه، وأن رزقه لن يفوته، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه.وتابع، أنه على التاجر المسلم الرحمة بالمسلمين خصوصا الفقراء منهم، والرفق بهم، وحب الخير لهم والقناعة في البيع والشراء، لافتا الى أن بعض التجار اليوم وأصحاب المحلات عندما ترتفع الأسعار يفرحون، بدلًا من أن يقفوا وقفة رحمة وشفقة على الناس يقومون برفع الأسعار؛ ليربحون أضعافا على حساب الفقراء والمساكين.الترف والإسراف والغلاءمن جهته، قال العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت د.مطلق الجاسر: مشكلة غلاء الأسعار من المشكلات التي تواجه الشعوب والأفراد، مضيفا أنه قـــــد يكون لها أسباب طبيعية أو مصطنعة.وأكد، أن الاسلام حارب الإسراف الذي هو من أسباب الغلاء وحذرنا تحذيراً شديداً من الترف والحرص عليه لأنه سبب لفساد الأمم ومن ثم هزيمتها وسقوطها، بل وأشد من ذلك من الركون إلى الدنيا ورغبتها عن الآخرة، لافتا الى أن الترف ورد في القرآن في مورد الذم والاقتران بالكفر والعصيان. وأوضح الجاسر، أن الصحابة رضي الله عنهم أدركوا خطورة التنعم والترفه خصوصا بعد أن اتسعت موارد الدولة وكثر المال بسبب الفتوحات، فكانوا يتعاهدون بعضهم بالنصح، مشيرا الى قول عمر بن الخطاب عندما دخل على ابنته حفصة رضي الله عنهما فقدمت إليه مرقا باردا وصبت عليه زيتا فقال: "أدمان في إناء واحد؟ لا آكله حتى ألقى الله عز وجل".التاجر الصدوق مع النبيينبدوره قال الدكتور في كلية الشريعة عدنان الرشيدي: من رحمة الله بعباده ان شرع لهم التجارة والتاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقيين والشهداء، داعيا التجار الى تحري الصدق والامانة في البيع والربح لتكون بهذا العمل مع زمرة الابرار علاوة على ما تجنيه من الربح الدنيوي.وأضاف، فأنت ايها التاجر اختر لنفسك ايّ الطريقين إما طريق الاستغلال الناس وافتعال الازمات المصطنعة لرفع الاسعار او طريق السماحة والقناعة بميسور الربح والتسهيل على الناس حتى يشملك الله بفضله و رحمته.