الاقتصادية
تداعيات "كورونا" تهدد الاقتصاد العالمي بالكساد الأعظم
الاثنين 30 مارس 2020
5
السياسة
كانت الصدمة التي لحقت بالاقتصاد العالمي إثر "كورونا" أسرع وأكثر حدة من الأزمة المالية العالمية عام 2008 وحتى من فترة الكساد العظيم. ويتساءل أستاذ الاقتصادي في كلية "ستيرن" للأعمال بجامعة نيوريوك "نورييل روبيني" خلال رؤية تحليلية نشرها موقع "بروجيكت سينديكيت" ما إذا كنا نواجه حالة أكبر من الكساد العظيم الذي صدم العالم في 1929؟وفي هاتين الأزمتين السابقتين، انهارت أسواق الأسهم بنسبة 50 بالمائة أو أكثر كما توقفت أسواق الائتمان وأعقب ذلك عمليات إفلاس هائلة كما ارتفعت معدلات البطالة أعلى 10 بالمائة وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سنوية تبلغ 10 بالمئة أو أكثر، لكن تلك التداعيات استغرقت حوالي ثلاثة أعوام لكي تحدث وفقا لـ "مباشر". الآن انخفضت أسواق الأسهم بنحو 35 بالمائة، كما ارتفعت أسواق الائتمان، وكذلك قفزت الفوارق الائتمانية إلى مستويات عام 2008 ، وحتى خلال فترة الكساد العظيم وفي الحرب العالمية الثانية لم يتم إغلاق معظم النشاط الاقتصادي فعلياً، كما هو الحال في الصين والولايات المتحدة وأوروبا اليوم.إن خطر حدوث كساد عظيم جديد، أسوأ من الكساد العظيم الأصلي، يتزايد يوماً بعد يوم وما لم يتوقف الوباء، فإن الاقتصادات والأسواق في كافة أنحاء العالم ستواصل الخسائر القوية، ولكن حتى إذا تم احتواء الوباء بشكل أو بآخر، فقد لا يعود النمو بشكل عام بحلول نهاية عام 2020 ويعني ذلك أن الاقتصادات سوف تنكمش مجدداً وأن الأسواق ستنهار مرة أخرى.ومن المرجح أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تسريع عملية بلقنة وتفكك الاقتصاد العالمي في غضون الأشهر والسنوات المقبلة.وستكون هذه الظاهرة من المخاطر الأوبئة التي لا يمكن احتوائها وعدم كفاية ترسانات السياسة الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسي كافية لدفع الاقتصاد العالمي للدخول في حالة من الكساد المستمر وانهيار هائل في الأسواق المالية.