الأربعاء 18 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

تداعيات "كورونا" مستمرة... العالم يواجه شبح نقص الكثير من الأدوية

Time
الاثنين 02 مارس 2020
View
5
السياسة
"عندما تتحكم في إمدادات الأدوية فإنك تتحكم في العالم"... وردت العبارة السابقة على لسان "روزماري جيبسون" المستشارة بمعهد الأبحاث الأميركي "هاستنجز" أثناء شرحها لمخاطر السيطرة الصينية المتنامية على سوق الأدوية العالمي، وذلك خلال جلسة استماع عقدت أمام لجنة المراجعة الأمنية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين بالكونغرس في 31 مايو 2019.
كلمات "جيبسون" لم تكن أبدًا من قبيل المبالغة، حيث إنه لم يمر سوى بضعة أشهر قبل أن يدرك العالم صدق كلماتها بعد أن أصبحت احتياجات الكثير من سكان الكوكب من الأدوية على المحك بسبب المصاعب التي تواجهها الصين أخيرا.
تعتمد أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم على الصين لدرجة أنه إذا قامت الأخيرة بتعطيل صادراتها من الأدوية والمواد الفاعلة سواء بإرادتها أو بغير إرادتها فإن المستشفيات والعيادات الطبية والصيدليات في كثير من دول العالم ستغلق أبوابها في غضون عدة أشهر إن لم يكن أسابيع بسبب نقص الأدوية.
الصين مصدر الفيروس وصاحبة أكبر عدد من الإصابات اضطرت لإغلاق الكثير من منشآتها الصناعية في جميع أنحاء البلاد وذلك في إطار جهودها الرامية للحد من انتشار الفيروس. وبالتالي أصبح الأمر مسألة وقت قبل أن ينعكس توقف المصانع الصينية عن العمل على كثير من سلاسل الإمداد العالمية التي تعتمد على الصين.
في مقاطعة هوبي التي تعتبر مركز تفشي فيروس كورونا الجديد يوجد هناك 44 منشأة لتصنيع الأدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية أو من نظيرتها الأوروبية من بينها 35 منشأة تنتج المكونات الفاعلة و5 تصنع أدوية نهائية .
الولايات المتحدة تستورد 80% من احتياجاتها من المكونات الدوائية الفاعلة من دول مختلفة حول العالم في مقدمتها الصين. وفي الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2018 زادت الواردات الأميركية من المستحضرات الصيدلانية الصينية بنسبة 76%.
الهيمنة الصينية على صناعة الأدوية العالمية ليست مصادفة فوفقًا لتقرير صدرعن "لجنة المراجعة الأمنية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين" تعاظمت سيطرة قطاع الأدوية الصيني نتيجة الدعم الحكومي وصناعة الكيماويات القوية وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وهي جميعها عوامل ساهمت في ظهور الصين كأكبر منتج للمكونات الدوائية الفعالة .
كشفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية عن قيام أحد مصانع الأدوية في الولايات المتحدة بالإبلاغ عن عدم قدرته على إنتاج دواء بسبب أن المصنع الصيني الذي ينتج المكون الفاعل الخاص بالدواء مغلق حاليًا على خلفية فيروس كورنا .
وللأسف من المرجح أن يتزايد مع الوقت عدد الأدوية التي تواجه نقصًا في المعروض وخصوصًا تلك المصنعة بالكامل في الصين حيث تسيطر الصين وحدها على ما يقرب من 20% من الإنتاج العالمي من المكونات الدوائية الفاعلة.
مئات العقاقير التي يعتمد عليها كثير من سكان العالم في علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى مصنعة من مكونات فعالة صينية. كما أن كثيرا من المضادات الحيوية بما في ذلك البنسلين تصنع في الصين ويستوردها عدد كبير من دول العالم وفي مقدمتها اميركا.
وما يزيد من حجم القلق حيال مسألة جودة المنتجات الدوائية الصينية هو أنه على خلفية القيود المفروضة أخيرا على السفر من وإلى الصين بسبب فيروس كورونا علقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية عمليات التفتيش التي كانت تجريها بشكل دوري على مصانع الأدوية والأجهزة الطبية في الصين للتأكد من مطابقتها للمواصفات.
واعتماد صناعة الأدوية العالمية بهذا الشكل على الصين التي تعاني من اضطرابات كبيرة من غير المرجح أن تنتهي قريبًا سيعرض الكثير من سكان العالم غير المصابين بفيروس كورونا لمخاطر نقص المعروض من عدد كبير من الأدوية المهمة وارتفاع أسعارها.
آخر الأخبار