حسن علي كرمشكراً لكل النواب الذين يعارضون قرار وزير التربية، وزير التعليم العالي، القاضي بوقف ابتعاث طلبة الى كليات الطب في الجامعات المصرية والاردنية.أكرر الشكر لهؤلاء لكونهم انكشفوا على حقيقة ظلت الدولة تشكو منها، وهي ضعف التحصيل لخريجي بعض الجامعات في كلا البلدين، ورغم أن ترتيب تلك الدول يقبع في ذيل قائمة مستوى التعليم، ورغم ان وزير التربية، وزير التعليم العالي الحالي، او السابقين يعلمون جيداً ضعف مستوى بعض الجامعات تلك الا انهم استمروا بابتعاث الطلبة للدراسة، رغم أن الدراسة ليست مجانية، ولكن الدفع بالعملة الصعبة من كيس الحكومة.هناك نحو ثلاثين الف طالب وطالبة يدرسون في الجامعات الاردنية، المصرية، وبعض هؤلاء الطلبة، سواء في مصر او الاردن، قلما تجدهم يحضرون قاعات الدرس، بل بأم عيني رأيت طلبة تصل اليهم نماذج الاختبارات الى الفنادق او في الشقق، فيما يقضون ساعات طويلة في السهر في المقاهي والفنادق والملاهي، وكل ذلك على حساب ميزانية التعليم. لقد كان على الحكومة ان تبادر الى وقف ارسال الطلبة فلا مجاملة في التعليم، ولا سياسة تدخل في مسألة يتوقف عليها مستقبل الكويت. ان يصدر اخيراً وزير التعليم العالي هذا القرار الشجاع بعد تكدس خريجي محو الامية من اشباه جامعات وكليات سيئة السمعة، لعل المطلوب قرار مماثل لوقف البعثات في كل فروع التعليم، ليس الطب وطب الاسنان والصيدلة فقط، لا ينبغي خلط السياسة وعلاقات الاخوة وغير ذلك من المسائل مع قضية تحدد مستقبل الكويت. ان النواب الذين اصدروا بياناً يعارضون فيه وقف ابتعاث الطلبة لا شك انكشفوا على حقيقة سعيهم للاصلاح وتحسين مخرجات التعليم، وهذا يحتاج الى مراجعة شهاداتهم العلمية.لقد كان شعار الانتخابات الاخيرة "تصحيح المسار" فما هو مفهوم تصحيح المسار لدى النخبة المعارضة او المعترضة، ثم ما شأن هؤلاء في قضية فنية، تُعنى بمستقبل وحياة الكويت، هل معارضتهم دفاع عن الطلبة او البلدان او الجامعات، ام يريدون توريط ابنائنا في جامعات ليست مؤهلة؟ ان قوة البلدان بقوة التعليم (العلم يبني بيوتاً لا عماد لها... والجهل يهدم بيت العز والكرم)، لذا على الحكومة الا تسمح لكائن من كان التدخل في قضية تعنى بمستقبل الكويت، فالتعليم الجيد هو اساس البناء الجيد، واساس المستقبل الواعد، ومن يعترض على تحسين مستوى التعليم، سواء باختيار الدولة او الجامعات، سيجني على مستقبل ابنائه وتالياً على مستقبل الكويت.ان هـؤلاء وضعوا مصالحهم الآنية على حساب مستقبل البلاد ومستقبل الامة.نعيد ونكرر لا ينبغي للحكومة ان تسمع لهؤلاء أو السماح لهم التدخل في قضية ليست من شأنهم.صحافي كويتي
[email protected]