تدمير الكويتية

طلال السعيدواضح جدا، بعد الذي حصل في مطار دبي، او بالاصح بعد بهدلة مطار دبي التي عاشها ركاب الكويتية، ان هناك تدميرا متعمدا للخطوط الكويتية من داخل المؤسسة وليس من خارجها، فحين ينتظر الركاب اكثر من ثلاث ساعات داخل الطائرة ثم يتم إنزالهم ثم يركبون الطائرة مرة ثانية ويتم إنزالهم أيضا بعد 7ساعات من التأخير، ثم تستمر البهدلة بين انتظار وصعود ونزول حتى انهم لم يصلوا الى مطار الكويت الاّ على دفعات في الْيَوْمَ التالي، فالامر هنا لايبدو طبيعيا، فمن المتوقع أن يكون هناك عطل في الطائرة، وقد يكون هناك عذر مقبول يبرر التأخير، لكن حين يهمل الركاب ولا يجيب احد على استفساراتهم، ويبقون هكذا معلقين يوما كاملا، والبعض من الركاب يتحدث عن سوء معاملة تعرض له، فإن ذلك يعني بالتأكيد ضرب الكويتية في مقتل للقضاء على ما تبقى منها وتطفيش زبائنها. والطامة الكبرى انها تضرب من الداخل مع الاسف الشديد. فكل شركة طيران يحصل عندها لخبطة في بعض خطوطها وليس كلها، لكنها تعالج تلك اللخبطة بأسرع وقت وتحاول ارضاء زبائنها وليس خسارتهم بهذا الشكل المريب الذي جعل 320راكبا يتفقون على مقاطعة الكويتية، وعليك ان تتصور ما مدى تأثيرهم على غيرهم. وبهذه الطريقة يكون قد نجح نجاحا من جاء لتدمير المؤسسة الوطنية العريقة، فما الذي ينتظره اصحاب القرار فيها لكي يتحركوا التحرك السليم الذي ينتظره كل مواطن حريص على مؤسساته الوطنية ؟ او بالاصح متى ينتفض مجلس ادارتها ليقضي على الفساد والمفسدين؟ فهي ليست المرة الاولى في هذا الموسم وبالتأكيد لن تكون الاخيرة طالما هناك يد تعبث وتحمل معول الهدم ولاتتم محاسبتها.كل كويتي مخلص ينتظر بفارغ الصبر القرار الصعب من الجهات العليا الذي ينتشل مؤسستنا الوطنية من حال التردي الذي أوصلوا الكويتية له عامدين متعمدين،، حتى اصبحت الاخيرة في المنطقة، وهدفهم ان تباع بارخص الاثمان تحت مسمى الخصخصة، حين يصل اصحاب القرار الى حال اليأس جراء تغيير مجالس الادارة المستمر وعدم الاستقرار، فالأمور تسير من سيئ الى أسوأ. نقولها بحسرة شديدة ونحن نبكي على أطلالها ونعزي أنفسنا بأن نقول كانت وكانت، ولكن المهم كيف اصبحت وكيف ستكون؟ فكلما تمت معالجة خلل ظهر خلل اكبر، وياليت أي مسؤول فيها يتصل على احد مكاتب السفر ويسمع بنفسه نصيحة تجنب السفر على الكويتية، فالمؤسسة بحاجة ماسة سريعة الى تنظيفها من الداخل... زين.