الاثنين 09 يونيو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تذاكر المُبعدين!

Time
الأحد 16 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

يقول لك ان الدولة لديها مشكلة في تذاكر سفر المبعدين اذ لا تتوفر ميزانية لتلك التذاكر، التي تصرف للمبعدين، وبعد الابعاد يحاسب الكفيل على قيمتها، والسؤال المهم: ماذا يفعل بيت الزكاة و"الخيرية العالمية"، واتحاد الجمعيات التعاونية، والجمعيات التي تدعي انها اسلامية؟
كل ما ذكرنا لديها ميزانية متخمة، وفلوس لها اول مالها تالي، بعضها يصرف على اعلانات الانتخابات، ودعم المرشحين المنتمين، فاين كل هذه المسميات عن المساهمة بدفع تكاليف الابعاد الى حين التحصيل من الكفلاء، او حتى التحمل عن الكفلاء، فلن ينقص ذلك من ميزانيتهم شيئا ابدا؟
كان الشيخ سعد، رحمه الله، كلما زاد عدد المبعدين تبرع بطائرة، يدفع ايجارها، تحملهم الى بلدانهم حفاظا على سمعة الدولة، وتخفيفا على سجون الابعاد الممتلئة!
فاين اصحاب الخير عن هذه الفزعة الانسانية التي تخفف معاناة منتظري الابعاد، وفي الوقت نفسه توفر على الدولة جهدا وعناء وصرفا يوميا على منتظري الابعاد ما بين وجبات واكل وشرب؟
مشكلة الميسورين واصحاب الشركات، ومن في حكمهم، وهذا الجيش العرمرم من الجمعيات، التي تدعي انها اسلامية، كل هولاء يأخذون ولا يعطون، مع الاسف، واقصر الطرق عندهم القاء المسؤولية على عاتق الدولة!
رحم الله الشيخ صباح الاحمد، وغفر له، فقد عرف كيف يتعامل معهم حين الزمهم بالتبرع في مؤتمر المانحين لاعادة اعمار سورية، فقد كشف ملاءتهم المالية للشعب الكويتي، فكانت تبرعاتهم ملفتة للنظر، فهل يعجز كل هؤلاء عن التبرع بايجار طائرات تنقل المبعدين الى بلدانهم؟
لو كان الامر خارج الكويت لرأيتهم يتسابقون على التبرع، واثبات وجودهم في قلب الحدث، للاستفادة من تبرعات جديدة ترد اليهم، وبالتالي ترتفع حصيلتهم من بند مكافآت "العاملين عليها"، وهنا مربط الفرس، اما تبرعاتهم داخل الكويت فلا فوائد شخصية لهم منها!
يخبرني مصدر ثقة من داخل احدى جمعيات النفع العام التي تسمي نفسها اسلامية ان ودائعها في احد البنوك طافت مئات الملايين من الدنانير، فإذا كانت لاعمال الخير، ففي الفزعة للدولة عمل خير يرجى اجره عند الله، اما التعاونيات فكل كويتي يعلم علم اليقين ان بعضهم يدخل مجالس اداراتها فقراء معدمين، ويخرجون منها رجال اعمال، الا من رحم ربي منهم، لذلك فالتبرع لدعم الدولة افضل بكثير من التعدي على المال العام الحاصل في بعض الجمعيات وليس كلها!
لو حمرت الدولة العين على كل هؤلاء لما كان عندنا مشكلة اسمها تذاكر المبعدين... زين.
آخر الأخبار