الدولية
تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ 13 شهراً
الثلاثاء 11 فبراير 2020
5
السياسة
عواصم- وكالات: لا يزال الاقتصاد العالمي اسير جائحة فيروس"كورونا" فيما يتوقع ان يؤدي الى مزيد من المتاعب المالية لدول عدة، ففي سنغافورة جرى تخفيض عدد الحاضرين في معرض الطيران الدولي الذي انطلقت فعالياته امس، وقال منظمو المعرض إنه تم تخفيض عدد التذاكر من أجل سلامة الزائرين، وأشاروا إلى مخاوف تتعلق بالفيروس، واعلن مجلس السياحة السنغافوري انه يتوقع انخفاض عدد الزائرين بنسبة تصل إلى 30 في المئة.اما في ما يتعلق بالطاقة، فقد حذرت خبيرة أسواق الطاقة الأميركية إيلين فالد من تداعيات انتشار الفيروس على الدول المنتجة للنفط بسبب المخاوف من تراجع الطلب على الطاقة، وبخاصة في الصين الأشد تضررا من الفيروس والأكثر استيرادا للنفط عالميا.وقالت في تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" للأنباء: "إن المخاوف من التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس دفعت اسعار النفط العالمية إلى أقل مستوياتها منذ أكثر من عام، رغم خفض الدول المنتجة لإنتاجها في وقت سابق، وهو ما يهدد بصدمات اقتصادية للدول النفطية، تفتح الباب أمام اضطرابات سياسية وإقليمية في هذه الدول". ومع عدم القدرة على احتواء الفيروس حتى اليوم، تقول مصادر صينية مطلعة: "إن الطلب على النفط في البلاد تراجع بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا أي بما يعادل 20في المئة من إجمالي الاستهلاك".وقالت إيلين فالد في تقريرها: "إننا لا نعرف حتى اليوم التاثير الكامل لانتشار الفيروس على الطلب العالمي على الطاقة، وبخاصة إذا انتقل التباطؤ الاقتصادي من الصين إلى باقي دول العالم، حيث تشير تقديرات العديد من الجهات من شركة الطاقة البريطانية "بريتش بتروليوم" إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تراجع الطلب العالمي بما بين 200 ألف و600 ألف برميل يوميا. ومع تعثر محاولات احتواء الفيروس، وتشديد إجراءات الحجر الصحي، سواء في الصين أو في دول العالم، يتعين توقع السيناريو الأسوأ بالنسبة لتداعيات أزمة "كورونا" على الاقتصاد العالمي بعامة وعلى سوق الطاقة بخاصة".أضافت:" يمكن أن يتمثل السيناريو الكارثي لصناعة النفط في تراجع أسعاره إلى ما بين 30 و35 دولارا للبرميل من خام "برنت" القياسي واستمرار هذه الأسعار المنخفضة لأشهر عدة. وسيمثل هذا الموقف مشكلة وتهديدا بالنسبة للدول المنتجة للنفط التي ستكون أكثر حدة مما واجهه منتجو النفط عندما انخفضت الأسعار إلى 40 دولارا أو 35 دولارا للبرميل عامي 2015 و2016. ففي تلك الفترة كانت الأسعار قد تراجعت نتيجة زيادة الإنتاج إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، لكن إذا انخفضت الأسعار هذه الأيام بسبب الفيروس، فإن هذا سيحدث في حين أن أغلب الدول المنتجة خفضت إنتاجها".وفي ظل سيناريو تفشي الفيروس المخيف، ستواجه الدول النفطية الكبرى، مثل السعودية وروسيا والإمارات، انخفاض الأسعار مع انخفاض الإنتاج، وهو ما يعني تراجعا حادا في إيراداتها العامة.وقالت فالد ان:" حدوث سيناريو انخفاض الطلب مع انخفاض الإنتاج، يعني تراجع إيرادات الدول النفطية الكبرى، وبالتالي ارتفاع العجز في ميزانيتها، وهو ما يعني تراجع الخدمات العامة التي توفرها حكومات هذه الدول لمواطنيها".وبالنسبة للولايات المتحدة، وهي أكبر دولة منتجة للنفط في العالم حاليا، ترى إيلين فالد" أن أميركا ستعاني من تداعيات "كورونا" أيضا، لكن بشكل مختلف. فعلى العكس من دول "أوبك بلس"، وصل إنتاج شركات النفط في الولايات المتحدة، وبخاصة من الزيت الصخري إلى أعلى مستوياته، وإذا تراجعت الأسعار، ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج، واستمر التراجع فترة طويلة فإن فقاعة قطاع النفط الأميركي ستنفجر لتنطلق موجة إفلاس بين الشركات الأميركية وعمليات تسريح للعمال". وتراجعت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط خلال التعاملات الأميركية اول من امس لتصل إلى أقل مستوياتها منذ 13 شهرا، في ظل المخاوف من تراجع الطلب على الطاقة نتيجة التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا، تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط ، وهو الخام القياسي للنفط الأميركي بمقدار 75ر0 دولار أي نحو 5ر1في المئة إلى 57ر49 دولار للبرميل تسليم مارس المقبل، وهو أقل مستوى له منذ يناير 2019.وتراجع خام "برنت" القياسي لنفط بحر الشمال بمقدار 14ر1 دولار أي بنسبة 2في المئة إلى 33ر53 دولار للبرميل تسليم مارس المقبل.يأتي ذلك فيما طالبت مجموعة من الدول المصدرة للنفط في ختام اجتماعاتهم اول من امس في فيينا بضرورة خفض الإنتاج حتى نهاية يونيو، وذلك مع تراجع الطلب العالمي على النفط بسبب فيروس كورونا الجديد.وأعلنت هذه الدول في بيان أن اللجنة الفنية لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالإضافة إلى عشر دول أخرى، من بينها، روسيا قد أوصت"بتعديل إضافي في الإنتاج حتى نهاية الربع الثاني من عام 2020". وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الجزائري، رئيس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" محمد عرقاب:" إن انتشار الوباء يؤثر سلبا على الأنشطة الاقتصادية، لا سيما قطاعات النقل والسياحة والصناعة، وبخاصة في الصين فضلا عن تأثيره بشكل متزايد على المنطقة الآسيوية تدريجيا في العالم".وأوضح أن "سوق النفط غير مستقر وذلك راجع إلى تأثير "كورونا" على توازن السوق البترولية بحيث أن الكميات التي كان من المنتظر أن تستهلك في هذه الفترة لم تستهلك بسبب توقف العديد من النشاطات الاقتصادية بما فيها النقل ما أدى الى وجود وفرة في العرض".