تراجعات حادة تنتظر البورصات الخليجية عقب تصاعد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة

توقع محللون أن تشهد أسواق الأسهم الخليجية تراجعات قوية خلال جلسات الأسبوع الجاري تزامناً مع هبوط البورصات العالمية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد مقتل جنرال إيراني نتيجة غارة أميركية بالعراق.
وسجلت أسواق الخليج في جلسة الخميس الماضي ارتفاعات تتزامن مع العودة من عطلة العام رأس السنة الميلادية.
قال إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي لـ "مباشر" إنه من المتوقع أن تتغير النظرة الإيجابية للأسواق الخليجية خلال الشهر الأول من العام الجديد في ظل تصاعد تلك التوترات التي لم تظهر معالم نتائجها بعد على الوضع الجيوسياسي بالمنطقة وسط تزايد الدعوات الرسمية من قبل دول عربية لتحكيم لغة العقل وضبط النفس.
وأشار الفيلكاوي إلى أن الأسواق ستظل في أداء متباين يميل للتراجع خلال الأسبوع مبدئيا مع اتجاه المحافظ لتخفيف المراكز بالأسهم.
ولفت إلى أن مؤشرات الأسواق من الممكن أن تدخل في مسار تصحيحي وذلك لأنها تواجه مستويات مقاومة مهمة لن تستطيع تجاوزها في وسط تلك النظرة السلبية للمتاجرة بالأسهم في تلك الفترة.
وقال، إن ارتفاعات في جلسة الخميس الماضي بأسواق المنطقة موقتة ولن تستمر إلا بعد استقرار الأوضاع والعودة لطبيعتها بالأسابيع المقبلة.
وأكد أن الأسواق الخليجية ستظل في حالة ترقب لمحفزات داخلية أبرزها النتائج السنوية للشركات وخططها حيال التوزيعات النقدية وذلك حتى وإن هدأت الأوضاع الجيوسياسية قليلا والتي تفاقمت أخيرا بحادثة الاغتيال بالعراق وهو ما لا أتوقعه.
مدة التأثير وعلى ذات الصعيد، أكد عايد الظفيري المحلل المالي بأسواق الأسهم، أن اشتعال الأوضاع بالشرق الأوسط مجدداً بشكل لم نشهده منذ حادث أرامكو الهجوم على ناقلاتها منتصف العام الماضي سيؤثر سلبا على تحركات المحافظ بالأسواق خلال الأسبوع.
ورجح أن يكون الأثر السلبي محدود وألا تمتد مدة التأثير إلى الأسبوع ككل، مشيرا إلى ان الأسواق الخليجية تنتظر أنباء جيدة مع اقتراب موسم الإعلانات السنوية مع اتجاه شركات كبرى لتوزيع أرباح مجزية للمساهمين عن العام الماضي.
حذر واحتفاظ ومن جانبها، قالت منى مصطفى المحللة الفنية وعضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي أن سلوك الحذر والاحتفاظ ببعض رؤوس الأموال سيسيطر على توجهات المحافظ الاستثمارية بأسواق الأسهم بالمنطقة تزامنا مع تصاعد الأجواء الجيوسياسية.
وأشارت إلى أن الحادث الأخير إذا تصاعدت نتائجه الجيوسياسية بين إيران وبعض دول المنطقة سيقفز النفط إلى مستويات قد تلامس 100 دولار وذلك سيترك سلبيات على الاقتصادات المصدرة والمستوردة للنفط وفي مقدمتها السعودية ومصر.
وأكدت أن ذلك سيسهم في تزايد السلوك السلبي في أسواق الأسهم الخليجية في تلك الفترة الصعبة التي ستمر بمستثمري الأصول ذات المخاطرة العالية بالشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن مستويات السيولة بالأسواق الخليجية في الأسبوع الأخير من العام الماضي وفي الجلسات الأولى من العام الجاري شهدت تراجعا ملحوظا وهو ما يؤكد على سيطرة الحذر والترقب على المستثمرين بالأسهم.