الأولى
تراشق عنصري على جبهة "البدون": دماء زرقاء وحمراء... وكائنات سمَكيَّة
الثلاثاء 23 يوليو 2019
5
السياسة
أشعلت تطورات قضية المقيمين بصورة غير قانونية "البدون" والحديث عن تجنيس ابناء الفئة، حربا "تويترية" شرسة بين المؤيدين للتجنيس ومعارضيه، تخللها تراشق بعبارات "عنصرية" من طراز "عيال بطنها ودماء زرقاء وحمراء وكائنات منحدرة من سلالات سمكية"، من دون ان تنجح دعوات العقلاء الى التمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن اثارة النعرات الفئوية في لجم المغردين خارج سرب "الوطنية". شرارة المعركة "التويترية" اندلعت اثر نشر أستاذ كلية الدراسات التجارية في هيئة التعليم التطبيقي هاشم الرفاعي تغريدة قال فيها: "نحن عيال بطنها أصيلين ونتمسك بعراقة الأصل ونقاء الدم ونتغنى بأمجاد عائلاتنا وعراقة وعظمة أصولنا وخوفنا على هذا الوطن كخوفنا على أبنائنا وفلذة أكبادنا"، مضيفا: "أما الكائنات المنحدرة من سمكة معروفون... هم الذين وصلوا إلى هذا الوطن بغفلة من الزمن مستخدمين السمكة قصدي المراكب والطراريد".تغريدة الرفاعي اثارت عاصفة من ردود الفعل المستنكرة والرافضة لما اسموه "الطروحات العنصرية"، وسط تأكيدات على ان الكويت دولة هجرات معظم سكانها من الدول المجاورة وما يجب التركيز عليه هو التسابق في خدمة الوطن والمساهمة في نهضته وتطوره بعيدا عن التصنيفات الفئوية.في هذا السياق، خاطب الخبير الدستوري هشام الصالح الدكتور الرفاعي بالقول: "الدم الأزرق هو دم فاسد بالأساس مع ذلك تستخدم وقودا لإشعال نيران الفرقة والشقاق"، مضيفا ان "الحد من التمايز العرقي والفئوي يكون بتعزيز المؤسسية والعدالة والمساواة، وما أعلمه عن يقين وأؤمن به هو أن الدماء التي سالت في الكويت دفاعاً عنها وصموداً بها أمام جحافل الغزاة هي دماء حمراء طاهرة نقية". بدوره علق النائب السابق فيصل الدويسان بالقول: "نبينا الأكرم محمد هو سيد الكائنات ولم يتعال على أحد"، مضيفا ان "قانون الوحدة الوطنية يجرم نشر الأفكار الداعية إلى تفوق أي عرق أو جماعة أو لون أو أصل أو مذهب ديني أو جنس أو نسب، فالشهداء من كل المكونات، والكويتيون جاءوا من البر والبحر". وفيما استهجن عشرات المغردين صدور مثل تلك التغريدة من استاذ في كلية جامعية يجب ان يكون قدوة لطلبته ومجتمعه المتنوع الأعراق والأصول، اعتبر الأمين العام للتحالف الوطني بشار الصايغ ان "هذا الطرح العنصري لن يرفع من مقام صاحبه ولا يعطيه الحق في منح صكوك الوطنية"، مخاطبا اياه بالقول: "قل خيراً او اصمت". من ناحيته، رد الطبيب والأكاديمي سليمان الخضاري على الرفاعي بالقول: ان "اصول أكثرية ابناء عائلة الرفاعي الكريمة من العراق، ولنا في السيد طالب الرفاعي الذي كان مرشحا لعرش العراق أسوة حسنة"، داعيا اياه الى "التفضل بشرح وتحديد من يرفض تجنيسهم وعلى أي اساس".