الدولية
ترامب لإيران: نمتلك أكبر جيش وإن هاجمتم فسنرد كما لم نرد سابقاً
الأحد 05 يناير 2020
5
السياسة
بومبيو: الغارات الجوية ستستمر وسنرد على الفاعلين والقادة والمسؤولين الذين يخططون للأعمال الإرهابيةواشنطن، طهران، عواصم - وكالات: واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، توجيه أقوى رسائل التهديد لإيران، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر وأفضل جيش في العالم، وأحدث أنواع الأسلحة، ملوحا عبر "تويتر" باستخدام أحدث أنواع الأسلحة الأميركية في الرد على أي هجوم إيراني، انتقاما لمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.وقال ترامب: "أنفقت الولايات المتحدة للتو تريليوني دولار على المعدات العسكرية... نحن الأكبر والأفضل على الإطلاق في العالم! إذا هاجمت إيران قاعدة أميركية أو أي أميركي، سنرسل بعض تلك المعدات الجميلة الحديثة نحوهم... ودون تردد!".وقال: "هاجمونا، وجاءهم ردنا. وإذا هاجموا مرة أخرى، وهو ما أنصحهم بشدة بعدم القيام به، فسنضربهم بقوة أكبر مما تعرضوا له من قبل!".وأضاف: "تتحدث إيران بجرأة شديدة عن استهداف بعض الأصول الأميركية، كانتقام بعد أن خلصنا العالم من زعيمهم الإرهابي الذي قتل قبل فترة قصيرة مواطناً أميركياً، وأصاب آخرين بجروح خطيرة، ناهيك عن كل الأشخاص الذين قتلهم طوال حياته، بما في ذلك مئات المحتجين الإيرانيين في الآونة الأخيرة"، موضحا "لقد كان بالفعل يهاجم سفارتنا، ويستعد لتنفيذ ضربات إضافية في مواقع أخرى".وتابع: إن "إيران لم تمثل شيئا سوى المشاكل لسنوات عديدة. وأترك هذا بمثابة تحذير بأنه إذا أقدمت إيران على ضرب أي أميركيين أو أصول أميركية، فقد حددنا 52 موقعًا إيرانيًا نستهدفها (تمثل الرهائن الأميركيين الـ 52 الذين أخذتهم إيران قبل سنوات عديدة)، ستتعرض للضرب بسرعة كبيرة وبشكل قاس للغاية. الولايات المتحدة لا تريد المزيد من التهديدات!".من جانبه، قال وزيرالخارجية مايك بومبيو إن الغارات الأميركية ستستمر من أجل حماية الأميركيين إذا تطلب الأمر، مضيفا أن "الرئيس ترامب كان حازما، سنستمر في الدفاع عن أميركا، وسنرد على الفاعلين والقادة والمسئولين الذين يخططون للأعمال الإرهابية"، متابعا "فعلناها من قبل وسنفعلها مجددا". وبالتزامن مع تهديدات ترامب، غيّرت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" مسار الآلاف من قوات المارينز، التي كانت متجهة إلى المغرب للمشاركة في مناورات عسكرية نحو الشرق الأوسط على البارجة "يو إس إس باتان"، وسط توقعات أن ينضم هؤلاء إلى أفراد من الفرقة 82 المجوقلة، أرسلوا سابقاً من قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولينا، إلى المنطقة.كما أطلع ترامب الكونغرس رسميا بشأن الضربة الصاروخية التي قتلت سليماني، في وقت وصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، قتل سليماني بأنه "عمل عسكري استفزازي وغير متناسب"، وقالت إنه يعرض الجنود والديبلوماسيين الأميركيين للخطر.وأضافت أن هذه الأعمال القتالية تمت دون الحصول على إذن باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، ودون استشارة الكونغرس ودون صياغة ستراتيجية واضحة ومشروعة إما للكونغرس أو للجمهور.بدورها، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أنه لا وجود لتهديد "موثوق" على التراب الأميركي، مرتبط بعمليات انتقامية محتملة يمكن أن تقوم بها إيران، موضحة أن إيران "وشركاءها مثل حزب الله أظهروا النية والقدرة على القيام بعمليات في الولايات المتحدة"، ومشيرة إلى أن إيران "لديها برامج قوية تمكنها من تنفيذ هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة".من جهته، أبدى المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة جو بايدن مخاوفه، من أن الرئيس ترامب يزيد من حدة التوتر مع إيران، بدون موافقة الشعب الأميركي أو دعم حلفاء الولايات المتحدة، قائلا إنه "لا يحق لأي رئيس أن يقود دولة إلى الحرب دون موافقة مسبقة من الشعب الأميركي، وإلى الآن ليس لدينا أي فكرة عما يدور في ذهن هذا الرجل".وفي طهران، استدعى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، السفير السويسري الراعي للمصالح الأميركية في طهران، إلى وزارة الخارجية الإيرانية للمرة الثالثة، وأبلغه أن تصريحات الرئيس الأميركي العدائية، تشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية ومثالا صارخا على جرائم الحرب، كما حذّر وزير الخارجية محمد جواد ظريف الرئيس ترامب، قائلا إن "استهداف مواقع ثقافية جريمة حرب".من جانبه، ردّ الجيش الإيراني على تهديد ترامب، زاعما أن الولايات المتحدة لا تملك "الشجاعة" للقيام بذلك، وقال قائد الجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي: إن الأميركيين "يقولون أمورا من هذا النوع لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي عن عملهم الشنيع وغير المبرر".بدورها، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية مؤشرات على أن إيران رفعت جاهزية صواريخها، ورصدت أهدافا محتملة في قطر والكويت وقد تنتقم بضرب حلفاء أميركا في الشرق الأوسط.وذكرت مصادر أن طهران أبلغت موفدا عمانيا وصل إلى إيران، أنها غير مهتمة بأي وساطة فغادر دون لقاء أي مسؤول، بينما زعم رئيس مركز الدراسات الستراتيجية في الجيش الإيراني بوردستان، أن الأميركيين وسطوا 16 دولة، كي لا تقوم إيران برد شديد.ورفضت طهران وساطة قطرية، حيث كشف القائد في "الحرس الثوري" محمد رضا نقدي، أن بلاده أبلغت وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن "تبعات مقتل سليماني ستكون موجعة للأميركيين، وقرار الرد اتخذ ولا رجعة فيه، وننصح الولايات المتحدة ألا تتعب نفسها بإرسال وساطات".في غضون ذلك، نظم عشرات الآلاف من الإيرانيين مسيرات في مدينة الأهواز، وبثت القنوات التلفزيونية الإيرانية تلك المسيرات على الهواء مباشرة.وتم نقل جثة سليماني من بغداد إلى مدينة الأهواز جنوب غرب إيران صباح أمس، حيث سيتم دفن جثة سليماني في مدينة كرمان مسقط رأسه غدا، بينما تخطط العديد من المدن الإيرانية لتنظيم مسيرات جنائزية في الأيام المقبلة.ومن المتوقع أن يشارك ملايين الإيرانيين في المسيرات، وتم إقامة أحد المراسم مساء أمس في العاصمة طهران بمشاركة القيادة الإيرانية.من جانبه، وصف وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي اغتيال سليماني، بأنه "خطوة غبية وجريمة إرهابية لم نر مثيلا لها في التاريخ"، داعيا العالم لتحمل مسؤولية الوقوف بوجه هذا العمل.بدوره، أعلن المدعي العام محمد جعفر منتظري، أنه سيتم متابعة قضية اغتيال سليماني عبر المحافل الدولية، مشددا على أن الهجوم الأميركي "يعد جريمة وفق القوانين والضوابط الدولية وسنتابعها بالتأكيد".من جهته، قال رئيس البرلمان علي لاريجاني: إن ترامب ارتكب "جريمة كبيرة"، وسيسجل اسمه في تاريخ العالم إلى جانب مرتكبي جريمة انقلاب 19 أغسطس 1953، وعمل إرهابي حربي، يجسد منتهى الانتهاك لحرمة الشعب العراقي.