أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حذرا إزاء نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، متوقعا "اشتداد" المنافسة بين بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس.وقبل ساعات من موعد الانتخابات، قال ترامب في المؤتمر السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس: "من الذي سيفوز في السباق (الانتخابي الإسرائيلي)؟ أنا لستُ أدري".وأشار الرئيس الأميركي إلى أن المنافسة ستكون شديدة، والرجُلان صالحان. ويصوت الإسرائيليون غدا في واحدة من أشرس الانتخابات التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.ويخوض حزب "الليكود" سباقا انتخابيا ينافسه فيه بضراوة حزب جديد معروف بـ "تحالف أزرق وأبيض"، وهو حزب يميني وسطي اكتسب شعبية في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة، لكن الأحزاب الأخرى قد تحظى بنفوذ واسع ومؤثر، في نهاية الأمر، عند تشكيل حكومة ائتلافية.ولو خرج نتانياهو منتصرا من المعركة الانتخابية، سيتجاوز بذلك ديفيد بن جوريون كأكثر رئيس وزراء احتفظ بمنصبه في تاريخ اسرائيل، فقد تمكن نتانياهو من الفوز بثلاث مدد انتخابية منذ عام 2009، بالإضافة إلى رئاسته الحكومة في الفترة ما بين 1996 و 1998. وبنى زعيم حزب الليكود سمعته كمحارب سياسي بارع في البقاء، مقدما نفسه للشعب الإسرائيلي على أنه المرشح الوحيد المؤهل لحماية أمن اسرائيل وادارة علاقاتها الدولية، ويرسم نتانياهو صورة لإسرائيل على أنها تواجه تهديدات منظمة من قبل إيران، و"حزب الله" اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة، على سبيل المثال لا الحصر.
لو تمكن نتانياهو من تشكيل الحكومة القادمة، فمن المرجح أن يضطر إلى الاعتماد على الأحزاب اليمينية والدينية الأخرى. ويظهر بني غانتس كمنافس قوي لنتانياهو، مروجا لما توصف بقدراته الأمنية كرئيس سابق لأركان الجيش الإسرائيلي.وشكل الجنرال المتقاعد غانتس، تحالف أزرق وأبيض في فبراير الماضي مع زعيم الحزب الوسطي "يش آتيد"، يائير لبيد، ورئيسين سابقين لأركان قوات الدفاع الإسرائيلية، موشيه يعلون، وجابي أشكينازي.ووعد غانتس بتقديم طريقة مختلفة في إدارة الحكومة الإسرائيلية وإنهاء ما وصفه بالأسلوب الخطابي الاستقطابي لنتانياهو.وتروج حملة غانتس الانتخابية لسجله العسكري الحافل وتضع على لافتاتها الدعائية، صورا لجثث فلسطينيين ومشاهد دمار من آثار الحرب على غزة التي أشرف عليها غانتس في عام 2014.ومن أجل استمالة الناخبين اليمينيين للتصويت له بدلا من التصويت لنتانياهو، تحدث غانتس بلهجة حادة ضد إيران وكرر نفس مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجنب ذكر حل الدولتين، كما نفى الانسحاب، أحادي الجانب، من الضفة الغربية المحتلة متعهدا بتعزيز بناء المسوطنات هناك والحفاظ على حرية حركة القوات الإسرائيلية في الضفة.